الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
حددت إيران بنك أهداف في قلب إسرائيل تعمل على الوصول إليه عبر الضربات المتتالية ردا على الهجمات الإسرائيلية التي انطلقت منذ أيام من خلال عملية الأسد الصاعد.
ويعد التركيز على ضرب نفسية المدنيين الإسرائيليين وتفكيك منظومة الأمن الجمعي، في صدارة ما تعمل عليه إيران كهدف، بعد أن استطاعت طهران عبر صواريخها الوصول إلى عمق المدن وفي الصدارة تل أبيب والتسبب في فزع الإسرائيليين، على الرغم من ميل كفة تأثير الضربات المتبادلة وأضرارها لصالح إسرائيل.
ويؤكد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القدس، المختص في الشأن الإسرائيلي، الدكتور أمجد شهاب، أن المسعى الأكبر والأهم لطهران ضمن بنك الأهداف في الداخل الإسرائيلي من أي منشاة عسكرية أو سياسية أو غير ذلك، هو استهداف وضرب عامل الأمان النفسي.
وأشار إلى تكرار احتماء الإسرائيليين بالملاجئ وخروج المدنيين مهرولين، في حين أنهم دائما ما أحيطوا برسائل اطمئنان بأن مضادات الصواريخ الإسرائيلية وإمكانيات أمريكا تحميهم.
وأضاف شهاب في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هناك تساؤلات على المستويات كافة حول مدى تأثير العنصر النفسي على الجبهة الإسرائيلية الداخلية في ظل مشاهد تم تعظيمها وكان آخرها الصاروخ الإيراني الذي تجاوز المنصات الدفاعية والمراكز المحصنة التي تعتبر أكثر الأماكن التي يشعرون فيها بالأمان وتمثل لهم مفهوم الأمن الجمعي.
وبين شهاب أن الإيرانيين يستغلون جيدا هذا الهدف بالرهان عليه عبر اللجوء إلى حرب الأعصاب بالتهديد بإطلاق صواريخ لم تستخدم من قبل، مما جعل نفسية المدنيين في إسرائيل الهدف الرئيس لطهران ويعد أهم من تدمير محطات طاقة ومراكز أبحاث باستطاعة إسرائيل تعويضها وبناء غيرها، فرصيد الأمان للمدنيين لا يمكن تعويضه، وهو العمود الفقري في الحالة الإسرائيلية.
وأشار شهاب إلى أن إسرائيل رابحة حتى الآن في المواجهة مع إيران على مستوى وقوع الجانب الأكبر من الأضرار الممثلة في القتلى والقادة العسكريين والمنشآت الحيوية، لكنها لا تستطيع الاستمرار في ذلك كحرب استنزاف ستتحول نتائجها مع عنصر الوقت لصالح طهران، مما يراكم أضرار الوضعية النفسية لأمان المدنيين في إسرائيل.
واستكمل شهاب بأن أكثر موقع حاليا في إسرائيل تتخوف تل أبيب من الوصول إليه هو مفاعل ديمونا، خاصة بعد أن أصابت طهران مواقع سيادية مثل وزارة الخارجية، ووزارة الدفاع، ومركز المخابرات الخارجية "الموساد"، ومراكز أبحاث عسكرية على رأسها مركز وايزمان، بجانب مركز تل أبيب المالي الذي تتواجد به أهم المؤسسات الاقتصادية.
الخبير في الشؤون الاستراتيجية عادل حجازي، قال في تصريحات لـ"إرم نيوز" إن الاستهدافات الإيرانية لمواقع نووية هي مستوى متقدم موضوع على قائمة الصيد الثمين خاصة بعد أن تجاوزت صواريخ طهران نقاطا بعيدة في العمق الإسرائيلي ولم يستطع نظام القبة الحديدية التعامل معها.
وشدد حجازي على أن مفاعل ديمونا الذي يحمل رمزية للنووي الإسرائيلي بجانب أمن المدنيين، هما بمثابة "الكرتين" الأكثر أهمية لضرب الأهداف الإسرائيلية من جانب إيران، وعبارة عن ورقة حاضرة وقائمة مع طهران أمام درجات الضغط في الاتصالات الأمريكية والأوروبية لوقف المواجهة.
وبحسب حجازي، فإن فشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في التعامل مع الصواريخ والمسيرات الإيرانية عند الوضع في الاعتبار مدى القدرات والاستحداثات الأمريكية الدفاعية، يجعل طهران تعمل على استهداف مواقع حيوية.
وذكر أن هذه المواقع تشمل محطات الكهرباء وشبكات تتعلق بالبنية التحتية سواء بالغاز أو المياه بالإضافة إلى شبكات الطرق التي سيكون لضربها أثر كبير على الداخل الإسرائيلي.
وأردف حجازي أن إيران تضع ضمن بنك أهدافها منشآت الطاقة، وهو ما جعل إسرائيل تقوم بإغلاق أهم وأكبر حقل غاز طبيعي لها في البحر المتوسط، وهو ليفياثان.
وأكد تأثير وصول طهران بصواريخها إلى عمق المدن الرئيسة حتى لو كانت خسائر وآثار الضربات الإسرائيلية على إيران أقوى.
وقال إن إيران تتعامل بنوع من الجدولة في استهداف القطاعات والمنشآت الإسرائيلية في ظل العمل على تعدد أوراق المواجهة عملا بإمكانية إطالة أمد المعركة.