ناقش تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" تداعيات سياسة "حافة الهاوية" الصاروخية في أوكرانيا وروسيا، التي بدأت بضرب أوكرانيا العمق الروسي بصواريخ "أتاكمز" و"ستورم شادو"، فيما ردّت روسيا بسلاح "أوريشنيك" الجديد.
ورأت الصحيفة أنه لا يبدو أن أياً من هذه الصواريخ قد أثّر على الحرب على الأرض.
وبحسب الصحيفة، لم تسبب الضربة الروسية بصواريخ "أوريشنيك" أضرارًا تذكر، لكنها توّجت أسبوعًا مذهلا من التحركات المتبادلة في الحرب في أوكرانيا، وحولت التركيز من الهجمات البرية في ساحة المعركة إلى سياسة حافة الهاوية الصاروخية على غرار الحرب الباردة.
وفي حين أطلقت أوكرانيا، في الأيام الماضية، صواريخ طويلة المدى، قدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف عسكرية داخل روسيا، أوضح بوتين أن الاختبار الصاروخي الروسي كان رداً على تلك الضربات، وهو بمثابة تحذير للغرب لإعادة النظر في المساعدات العسكرية لكييف.
غرض سياسي
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن المبارزات الصاروخية طويلة المدى تم شنها بالتزامن مع القتال على خط المواجهة، إلا أن تأثيرها ضئيل على الأرض، ما يُشير إلى أنها تخدم غرضًا سياسيًا وليس عسكريًا.
وفي حين تأمل أوكرانيا تحقيق مكاسب عسكرية من شأنها أن توفر لها النفوذ في أي مفاوضات لوقف إطلاق النار، ترفع موسكو تهديداتها بحرب نووية قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب في يناير/كانون الثاني 2025.
غير كافية لإحداث الفرق
وأشارت الصحيفة إلى أن كل الصواريخ، التي قدمها الغرب لأوكرانيا، وصاروخ روسيا الجديد، غير متاحة بالعدد الكافي لإحداث فارق.
وكما أن أوكرانيا لا تزال في وضع غير مؤاتٍ بشكل كبير بشكل عام في ساحة المعركة، حيث تتراجع قواتها في ظل الهجمات الروسية المكثفة.
وحتى مع الإذن الجديد بشن ضربات أعمق داخل روسيا، فإن أوكرانيا تقترب بسرعة من نقطة، إذا لم تعالج قضية القوى البشرية، فإنها ستواجه صعوبات في الدفاع على طول الجبهة، حسبما أفاد المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة.
وقال تحليل المعهد إنه "دون المزيد من الجنود، فإن الانهيار في مواقع القتال سوف يتسارع".
تخوف أوكراني
ولفتت الصحيفة إلى أن هناك خوفا في أوكرانيا من أن تسعى روسيا إلى التصعيد تحسباً للمحادثات، واتباع إستراتيجية تقوم على وضع أكبر عدد ممكن من التهديدات على الطاولة قبل التفاوض على إزالتها.
وقال فالنتين بادراك، المحلل العسكري في مركز الدراسات الروسية: "إن تصرفات بوتين لا تستهدف اليوم أو غدًا، بل تستهدف 20 يناير/ كانون الثاني عندما يصبح السيد ترامب رئيسًا.
وأضاف: "أنه يريد التأثير على ترامب والمساومة من أجل المزيد".