تستعد أوكرانيا لاستقبال منظومة نظام "ناسماس" للدفاع الجوي، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على الأراضي الأوكرانية ردًا على الصواريخ الأمريكية "أتاكمز" والبريطانية "ستورم شادو".
وأعلن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، أن كندا سترسل أول نظام دفاع جوي "ناسماس" طلبته أوكرانيا، وفي المقابل، توقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن تتسلم بلاده هذا النظام بحلول نهاية 2024.
وأكد خبراء في الشؤون الروسية في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن الأسلحة الأمريكية والغربية التي تقدم لأوكرانيا ما هي إلا ورقة ضغط للتفاوض مع موسكو ولن تغير هذه الأسلحة موازين المعركة على الأرض ولا يمكن للغرب هزيمة روسيا عسكريًا.
وقال الدكتور سمير أيوب، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن أي حديث عن أسحة جديدة يمكن أن تتسلمها أوكرانيا لا يمكن أن تغير موازين القوة على جبهة القتال بما فيها صواريخ الدفاع الجوي الأمريكية "NASAMS"، وكذلك «أتاكمز» الأمريكية بعيدة المدى، والتي قد تطال منشآت عسكرية حيوية أو بنى تحتية أو قواعد عسكرية روسية.
وأضاف الخبير في الشؤون الروسية، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز": "اليوم يدور الحديث عن تسلم أوكرانيا صواريخ الدفاع الجوى الأمريكية «NASAMS» وبغض النظر عن قوتها، لن تُجدي لمنع سلاح الجو الروسي للوصول إلى الأهداف التي يريدها".
وأردف: "كما أن هذه القواعد لا تشكل خطرًا على جبهة القتال وكلما كثر الحديث عن زيادة الأسلحة ونوعيتها إلى نظام كييف أصبح الهدف منها منع سقوط نظام كييف أو التخفيف من قدرة هجمات الجيش الروسي وتحريره للعديد من المناطق، واليوم كان إعلان روسيا عن تحرير 7 بلدات في مقاطعة دونيتسك".
وأشار إلى أن "تدفق المزيد من الأسلحة الأمريكية والغربية إلى أوكرانيا يؤكد على خوف الغرب من انهيار أوكرانيا بشكل مفاجئ ولا يكون هذا متوقعًا لحلف الناتو".
وتابع: "هناك محاولات لإطالة أمد الصراع لاستنزاف روسيا ومحاولة الضغط على روسيا لإعطاء أوكرانيا أي ورقة ضغط قوية في المفاوضات، وخاصة أن الدول الغربية أصبحت مقتنعة أنها سوف تتحمل العبء الأكبر من تكاليف الصراع مع روسيا مع تنصيب ترامب في 20 يناير".
وأضاف المحلل السياسي، أن "ترامب وعد بإنهاء هذا الصراع ولن يكون حسم الصراع بهزيمة روسيا كما يتمنى حلف الناتو وإنما بالأخذ في الاعتبار الضمانات والهواجس الروسية من تقدم حلف الناتو باتجاه الشرق وألّا تنضم أوكرانيا لحلف الناتو".
وأشار المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، الدكتور سمير أيوب، إلى أن كل هذه الصورايخ والأسلحة التي يسلمها الغرب اليوم لأوكرنيا هدفها عرقلة جهود ترامب في تسوية الصراع إذا كانت نواياه صادقة لوقف هذا الصراع.
وأوضح أن "قبول الناتو بشروط روسيا بمنع انضمام أوكرانيا للحلف والاعتراف بالأراضي التي ضمتها روسيا في شرق أوكرانيا يعتبر هزيمة للحلف".
وأضاف أن العراقيل التي وضعتها إدارة بايدن والدول الغربية تريد زرع حقول ألغام متعددة أمام ترامب حتى لا يتخذ قرارات سهلة لروسيا والمسألة أصبحت صعبة ومعقدة حيث تعتبر روسيا هذا الصراع وجودي ولا يمكن أن تتهاون مع أمنها القومي.
ولفت أيوب إلى أن تعديل العقيدة النووية الروسية يعني أن أي تغير في موازين القوة في أرض المعركة سوف يدفع بالضرورة روسيا لاستخدام السلاح النووي ضد أوكرانيا والدول الغربية.
وخلص الخبير في الشؤون الروسية، أن كل هذه الأسلحة الأمريكية والغربية التي تقدم لأوكرانيا ما هي إلا ورقة ضغط للتفاوض مع موسكو ولن تغير هذه الأسلحة موازين المعركة على الأرض ولا يمكن للغرب هزيمة روسيا عسكريًا، خاصة وأن الوضع الميداني والعسكري أصبح في صالح روسيا إلا إذا حدثت مفاجأة قد تؤدي إلى توسيع رقعة الصراع.
من جانبه، أكد ديميتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، أن إرسال صواريخ " NASAMS" إلى أوكرانيا ليست حديثة وليست جديدة.
وأضاف بريجع: "لذلك فهي لن تغير موازين القوة خلال الحرب الروسية الأوكرانية فأمريكا ترسل أسلحة وتعزيزات والكثير من الأمور المتعلقة بالتسليح لأوكرانيا ولكنها ليست أسلحة حديثة، وبالتالي لا يمكن مقارنتها بالأسلحة الحديثة التي تملكها الولايات المتحدة الأمريكية".
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "الهدف من إرسال تلك الأسلحة هو للتخلص من الأسلحة القديمة الموجودة لدى أمريكا، أما أوكرانيا فتعد مجرد مكان لتجربة السلاح القديم والتخلص منه ،تمامًا مثلما كان يتم في سوريا حيث كانت مسرحًا لتجربة السلاح بالنسبة لدول عدة، وأيضًا فيما يتعلق بملف مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في أفغانستان تم تجربة السلاح القديم في تلك المناطق".
وأوضح أن "تلك الأسلحة لن تغير موازين القوى على أرض الواقع بينما تزيد من عمليات التصعيد المتبادلة بين الطرفين.
وأشار إلى أن "المعركة الآن في صالح روسيا وهناك تقدم كبير للجيش الروسي داخل الأراضي الأوكرانية وتحاول أمريكا والغرب من تلك الأسلحة إبطاء التقدم الروسي".