تعرّضت كتيبة "نيتسح يهودا" إلى كمين دموي نصبته كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس في بيت حانون، شمال قطاع غزة، فجر اليوم الثلاثاء، ما أدى إلى مقتل 5 وإصابة 14 بينهم اثنان في حالة خطيرة.
وفجّر مقاتلون فلسطينيون عبوة ناسفة في مدرعة تقل جنوداً إسرائيليين، ثم استهدفوا روبوتاً محملاً بالذخيرة بقذيفة مضادة للدروع أثناء تجهيزه، كما استهدفت الفصائل قوة الإنقاذ التي حاولت التدخل، ما رفع من عدد القتلى والجرحى.
وتعد كتيبة "نيتسح يهودا" من أشرس الكتائب في الجيش الإسرائيلي، ويعود تأسيسها إلى العام 1999، عبر مجموعة من حاخامات الحريديم المتشددين الذين يعملون مع قسم الأمن الاجتماعي في وزارة الدفاع الإسرائيلية.
وبـ 30 جندياً فقط، كانت بدايات الكتيبة التي حملت أولاً اسم "ناحال حريدي"، وكان الهدف منها تشجيع ذكور طائفة الحريديم المتشددة لتأدية الخدمة العسكرية.
في بداياتها، كانت الكتيبة مجرد وحدة عسكرية صغيرة تحمل اسم "ناحال حريدي" (بالعربية: تيار الشباب الملتزم)، وتكونت آنذاك من 30 جندياً من الحريديم، بهدف تشجيع ذكور هذه الطائفة على تأدية الخدمة العسكرية، في وظائف غير قتالية.
أما في الوقت الحالي، فتضم الكتيبة أكثر من ألف جندي، وتُعد جزءاً من لواء كفير، الذي تأسس العام 2005، وهو أحد أكبر ألوية المشاة في الجيش الإسرائيلي، إذ يضم 5 كتائب أخرى مع وحدتين نخبويتين.
ووفق تقرير سابق لصحيفة "فايننشيال تايمز"، البريطانية، فإن ما لا يقل عن نصف المجندين في الكتيبة ينحدرون من التيار المتطرف للحركة القومية الدينية، بما في ذلك المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية، حيث يواصل اليهود المتشددون رفض الخدمة العسكرية الإجبارية.
تشمل مهام كتيبة "نيتسح يهودا" تنفيذ عمليات في إطار حروب العصابات داخل المناطق الحضرية والمعقدة، واستباق عمليات الفصائل الفلسطينية وإحباطها، إضافة إلى إقامة نقاط التفتيش وتنفيذ الاعتقالات في الضفة الغربية، وعُرفت بسلوكها المفرط ضد المدنيين.
بدأت الكتيبة العمل في المهام القتالية عام 2002، وارتكز نطاق عملها في رام الله وجنين، كما عُدّت لفترة طويلة الكتيبة الوحيدة التي لا تخضع لعمليات تدوير خارج الضفة الغربية، إلا أنها نفذت عدة مهام في الجولان السوري المحتل العام 2022.
وسجلت "نيتسح يهودا" مشاركة فعلية في الحرب على غزة مطلع 2024 كما نقل جنودها إلى المناطق الإسرائيلية الحدودية مع القطاع، وشاركوا في تدريبات استعداداً لمزيد من التوغلات البرية.
في أبريل 2024، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن واشنطن تعتزم فرض عقوبات على وحدة "نيتسح يهودا"، بسبب ما أثير عن انتهاكها لحقوق الإنسان، خصوصاً بعد تورّطها بوفاة مواطن أمريكي فلسطيني بنوبة قلبية، إثر اعتقاله في الضفة الغربية.
وخلص تشريح الفلسطينيين للجثة إلى أن المواطن الأمريكي الفلسطيني، توفي بسبب نوبة قلبية ناجمة عن الإجهاد بسبب التعامل معه بخشونة، لتثير القضية اهتماماً استثنائياً بسبب جنسيته المزدوجة وعمره ومطالبة وزارة الخارجية الأمريكية بإجراء تحقيق في وفاته.