logo
العالم

مهمة صعبة.. هل يستطيع بايرو إخراج فرنسا من الأزمة؟

مهمة صعبة.. هل يستطيع بايرو إخراج فرنسا من الأزمة؟
فرانسوا بايروالمصدر: رويترز
17 ديسمبر 2024، 4:18 ص

يتسلم فرانسوا بايرو قيادة الحكومة الفرنسية وسط عقبات لا تهدأ، من أزمات مالية حادة إلى كوارث طبيعية تهدد الفئات الأكثر هشاشة في البلاد، في لحظة مليئة بالتحديات السياسية والاقتصادية.

ويجد رئيس الوزراء الجديد نفسه أمام معركة غير مسبوقة لتوحيد الأحزاب الممثلة في البرلمان وتوسيع قاعدة حكومته، وكذلك حفظ البلاد من خطر الانزلاق إلى أزمة شاملة.

ويبدأ رئيس الوزراء مشاوراته، يومي الاثنين والثلاثاء، مع الأحزاب الممثلة في الجمعية الوطنية، بما في ذلك حزب التجمع الوطني (يمين متطرف).  ومع ذلك، رفض حزب فرنسا الأبية المشاركة في هذه المحادثات. وتتمحور هذه الاجتماعات حول إعداد ميزانية 2025، وإمكانية التوصل إلى اتفاق عدم فرض الرقابة مع اليسار.

أزمات متعددة

ومنذ البداية، تتوالى الأزمات، ففي أثناء مراسم تسليم السلطة على درج قصر ماتينيون، يوم الجمعة، ظهر فرانسوا بايرو، البالغ من العمر 73 عامًا، بملامح جادة إلى جانب سلفه ميشيل بارنييه، ليصرّح قائلاً: "لا أجهل حجم التحديات الهائلة التي تنتظرنا".

أخبار ذات علاقة

فرانسوا بايرو، رئيس الوزراء الفرنسي

اليمين الفرنسي يحدد شروطه لدعم حكومة فرانسوا بايرو

 ويخيّم شبح الأزمة المالية والاقتصادية على المشهد، إذ خُفض التصنيف الائتماني لفرنسا من قبل وكالة "موديز" بعد ساعات فقط من تعيين رئيس بلدية باو. بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك أزمة المناخ والكوارث الإنسانية التي تفاقمت بعد الإعصار المدمر "تشيدو"، الذي اجتاح أرخبيل مايوت، السبت الماضي، تاركاً أفقر أقاليم فرنسا في حالة دمار.

وأسفر الإعصار عن مئات أو ربما آلاف الضحايا، وفقًا لتصريحات محافظ الأرخبيل، ما دفع وزير الداخلية المستقيل برونو ريتايو ووزير شؤون ما وراء البحار فرانسوا نويل بافيه إلى زيارة الإقليم الفرنسي أمس الاثنين.

التحدي الأكبر

وبدوره، قال الخبير السياسي جان بيير ميلون، الباحث في مركز الدراسات الأوروبية بجامعة باريس لـ"إرم نيوز" إن التحدي الأكبر أمام فرانسوا بايرو هو التوصل إلى اتفاق سياسي واسع النطاق يشمل اليسار والجمهوريين دون التضحية بالمبادئ الأساسية لحزبه الوسطي.

وأضاف أن "التعاون مع حزب التجمع الوطني سيضعه في مواجهة مع تيارات يسارية عنيفة، ما يجعل تحقيق استقرار سياسي طويل الأمد أمرًا بالغ الصعوبة".

من جانبها، قالت الخبيرة الاقتصادية ماري كلير دوبريه، في مركز أبحاث السياسة الاقتصادية والاجتماعية لـ"إرم نيوز" إن خفض التصنيف الائتماني لفرنسا يأتي بمنزلة جرس إنذار لضرورة إصلاحات اقتصادية عاجلة، وهو تحدٍ مزدوج لبايرو. 

كما قال الخبير السياسي أرنو لوغران، من مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية لـ"إرم نيوز" إن فرانسوا بايرو يواجه تحديًا سياسيًا غير مسبوق، إذ يتعين عليه الموازنة بين بناء تحالفات واسعة ومعالجة الانقسامات العميقة داخل الجمعية الوطنية. 

وأضاف أن "إشراك حزب التجمع الوطني في النقاشات يمثل مخاطرة كبيرة، فهو قد يثير استياء الأحزاب التقليدية مثل الجمهوريين واليسار، ما قد يعرقل أي فرصة لتحقيق توافق سياسي مستدام". كما شدد لوغران على أهمية دور بايرو في إعادة بناء الثقة بين الحكومة والأطراف السياسية لضمان تمرير ميزانية 2025 بنجاح.

أخبار ذات علاقة

معتدل ومساند لوحدة أوروبا.. فرانسوا بايرو ورقة ماكرون الأخيرة

معتدل ومساند لوحدة أوروبا.. فرانسوا بايرو ورقة ماكرون الأخيرة (فيديو إرم)

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC