يرافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة ألاسكا، اليوم الجمعة، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعض من أقوى الشخصيات في الدائرة المقربة من الكرملين، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.
ويضم هذا الفريق سياسيين مخضرمين واستراتيجيين ماليين، ودبلوماسيين ساهموا في تشكيل السياسة الخارجية والاقتصادية لروسيا لأكثر من عقدين.
ويشير الوفد، الذي يضمّ مزيجًا من الموالين من الحرس القديم وسماسرة النفوذ الماليين الشباب، إلى رغبة بوتين في استمالة ترامب وعرض حوافز مالية عليه للانحياز إلى موسكو في أوكرانيا.
في المقابل، يرافق ترامب مجموعة من مستشاريه الأكثر ثقة، من بينهم قطب عقارات، وملياردير سابق في صندوق تحوّط، وكبير الدبلوماسيين في البلاد.
وعلى الرغم من التقارير الإعلامية السابقة، لم يُدرَج نائب الرئيس ترامب، جيه دي فانس، ووزير دفاعه، بيت هيغسيث، ضمن الوفد الرسمي.
وبحسب الصحيفة، لطالما فضّل الرئيس الأمريكي الولاء على الخبرة، ويشعر الكثيرون في كييف والغرب بالقلق إزاء نقص الخبراء المتمرسين في الشؤون الروسية ذوي النفوذ الحقيقي في البيت الأبيض.
في نهاية المطاف، تقتصر القمة على لقاء مباشر بين الرجلين. ولطالما كان اجتماع ترامب وبوتين وحدهما في غرفة واحدة أمرًا غير متنبأ به، وربما خطيرًا، وفق تعبير "الغارديان".
يضم الوفد الروسي المرافق لبوتين:
1. سيرجي لافروف- وزير الخارجية:
يشغل لافروف، البالغ من العمر 75 عامًا، منصبه منذ عام 2004، مما يجعله أحد أقدم الدبلوماسيين الكبار في العالم.
يُعرف لافروف بصوته الأجش ومؤتمراته الصحفية الجريئة، وكان له دور محوري في صياغة السياسة الخارجية لموسكو والدفاع عنها، بدءًا من حرب العراق وصولًا إلى ضم شبه جزيرة القرم والغزو الشامل لأوكرانيا.
وبعد أن كان يُنظر إليه في العواصم الغربية على أنه دبلوماسي براغماتي ذو كفاءة عالية، تبنى لافروف نبرة متزايدة المواجهة، وأحيانًا عدوانية، بالتزامن مع سياسات الكرملين المتطرفة في عهد بوتين.
2. يوري أوشاكوف- مستشار السياسة الخارجية:
أوشاكوف، البالغ من العمر 78 عامًا، هو مساعد رئاسي مخضرم وأحد أكثر مستشاري السياسة الخارجية ثقةً لدى بوتين.
دبلوماسي محترف يجيد الإنجليزية بطلاقة، وله خبرة طويلة في واشنطن، شغل منصب سفير روسيا لدى الولايات المتحدة من عام 1998 إلى عام 2008.
يُعرف أوشاكوف بهدوئه وذاكرته المؤسسية العميقة، وقد عمل استراتيجيًا خلف الكواليس، منسقًا للقاءات بوتين الدولية، ومُزوّدًا وسائل الإعلام الرسمية بتصريحات الرئيس.
3. أندريه بيلوسوف- وزير الدفاع:
يُعدّ هذا الرجل، البالغ من العمر 66 عامًا، من التكنوقراط القلائل الذين تولّوا أعلى المناصب الأمنية في الكرملين.
وُصف تعيينه المفاجئ في عام 2024 ليحل محلّ سيرجي شويغو، الذي شغل المنصب لفترة طويلة، بأنه محاولة من الكرملين لكبح جماح الفساد في القوات المسلحة، وتسريع تحوّل الاقتصاد الروسي إلى اقتصاد حربي شامل، والذي يشهد الآن نموًّا بمعدلات ملموسة.
ويصف المعاصرون بيلوسوف، الذي كان خبيراً اقتصادياً من حيث التكوين، بأنه تكنوقراطي متدين ومخلص للغاية ويحتفظ بالأيقونات الأرثوذكسية والكتب اللاهوتية في مكتبه المتواضع.
4.كيريل دميترييف- رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي:
يُعدّ دميترييف، البالغ من العمر 50 عامًا، جديدًا نسبيًا على الساحة الكرملينية، إلا أنه برز كحلقة وصل رئيسة بين موسكو وإدارة ترامب ذات التوجه التجاري.
تلقى دميترييف تعليمه في الولايات المتحدة، وعمل لفترات في جامعة ستانفورد وكلية هارفارد للأعمال، وهو يرأس صندوق الثروة السيادية للكرملين الذي تبلغ قيمته 10 مليارات دولار، وقد تفاخر علنًا بصلاته بنخب الأعمال الأمريكية.
في ألاسكا، من المتوقع أن يطرح خططًا طموحة للتعاون الاقتصادي والبنية التحتية في القطب الشمالي، مما يغري ترامب باحتمالية التوصل إلى تفاهم مربح بين قوتين عظميين.
أثار صعود دميترييف السريع وتواصله العلني مع واشنطن قلق الحرس القديم للكرملين، مع ورود تقارير عن خلافات مع كبار المسؤولين في وزارة الخارجية، بمن فيهم لافروف.
5.أنطون سيلوانوف- وزير المالية:
يشغل سيلوانوف، البالغ من العمر 62 عامًا، منصبه منذ عام 2011، وهو مهندس رئيس لجهود الكرملين للحفاظ على الاقتصاد في وجه العقوبات الغربية.
كُلِّف سيلوانوف بجعل الاقتصاد الروسي محصنًا قدر الإمكان من العقوبات، وقد روّج لمصطلح "الاقتصاد الحصين" في دوائر الكرملين لوصف هذا التوجه نحو الصمود في وجه العقوبات.
ولكن في حين أن العقوبات لم تُضعف الاقتصاد الروسي، فقد تباطأ النمو بشكل حاد، ويشير انضمام سيلوانوف المفاجئ إلى وفد ألاسكا إلى أولوية موسكو المتمثلة في ضمان رفع القيود الغربية كجزء من أي اتفاق سلام.
ويضم الوفد الأمريكي المرافق لترامب:
1.ماركو روبيو- وزير الخارجية:
بعد أن كان من أشد منتقدي ترامب، أصبح السيناتور السابق، البالغ من العمر 54 عامًا، أحد أقرب حلفائه.
ومع مرور الوقت، ازداد نفوذ روبيو، حيث عُيّن في مايو مستشارًا للأمن القومي بالإنابة، ليصبح أول شخص منذ هنري كيسنجر يشغل المنصبين معًا.
وقد جعله موقفه المتشدد التقليدي تجاه الصين وروسيا محاورًا قيّمًا في أوروبا وكييف، ولكنه قد يضعه في مسار تصادمي مع الأصوات المؤيدة لروسيا في الدائرة المقربة لترامب.
2.جون راتكليف- مدير وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه":
جون راتكليف، البالغ من العمر 59 عامًا، عضو كونغرس جمهوري سابق من تكساس، شغل منصب مدير الاستخبارات الوطنية في عهد ترامب من عام 2020 إلى عام 2021.
وقد حظي ترشيحه لقيادة وكالة الاستخبارات الوطنية في عام 2025 بدعم من الحزبين، حيث اعتبره المشرعون من كلا الحزبين مؤهلًا تمامًا لهذا المنصب.
راتكليف، الحليف القوي لترامب، برز من خلال دعمه للمواقف المحافظة المتشددة، ودعوته إلى موقف استخباراتي أكثر جرأة، وتأكيده على التهديد الاستراتيجي الذي تشكله الصين.
في ولاية ترامب الثانية، اتخذ راتكليف نهجًا متزنًا تجاه الحرب في أوكرانيا. وتماشيًا مع جهود ترامب للتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا والضغط على كييف، أيّد راتكليف أحيانًا وقفًا مؤقتًا للدعم الاستخباراتي الأمريكي كوسيلة لتحفيز المفاوضات.
ومع ذلك، أقرّ أيضًا بقدرة أوكرانيا على الصمود، قائلاً إن جيشها ظل يُقلّل من شأنه باستمرار، وإنهم "سيقاتلون بأيديهم العارية إذا اضطروا لذلك".
3.ستيف ويتكوف- المبعوث الخاص إلى أوكرانيا والشرق الأوسط:
يُثير اسم مبعوث ترامب الخاص، البالغ من العمر 68 عامًا، قلقًا كبيرًا في كييف والعواصم الأوروبية.
عُيّن ويتكوف في عام 2025، وسرعان ما أصبح المحاور الفعلي لترامب مع بوتين، رغم افتقاره للخبرة الدبلوماسية.
في مقابلات سابقة، ردّد ويتكوف - الذي يسافر إلى الكرملين بمفرده ودون مترجمين فوريين - مواقف موسكو بشأن الحرب، وبدا وكأنه يُضفي الشرعية على المكاسب الإقليمية الروسية في أوكرانيا.
التقى ويتكوف، وهو محامٍ عقاري سابق من نيويورك تحول إلى قطب عقارات، بترامب في ثمانينيات القرن الماضي أثناء عمله على إحدى صفقاته في مانهاتن. وظلّ الاثنان مقربين منذ ذلك الحين، ويُبدي ويتكوف ولاءً شديدًا للرئيس.
4.سكوت بيسنت- وزير الخزانة:
برز سكوت بيسنت، البالغ من العمر 62 عامًا، وهو مستثمر ملياردير ومانح جمهوري منذ فترة طويلة، بهدوء كواحد من أكثر الشخصيات تأثيرًا في فلك ترامب الاقتصادي.
كان بيسنت، وهو كبير مسؤولي الاستثمار السابق في شركة سوروس لإدارة الصناديق، مُكلّفًا بإدارة نهج ترامب الفوضوي وغير المتوقع في كثير من الأحيان تجاه الرسوم الجمركية.
في ألاسكا، من المتوقع أن يستكشف بيسنت الحوافز الاقتصادية وترتيبات الاستثمار التي يمكن تقديمها لموسكو مقابل تنازلات - تذكيرًا بأن هذا الاجتماع يدور حول المال بقدر ما يدور حول الجغرافيا السياسية.
لوتنيك، البالغ من العمر 63 عامًا، هو وسيط نفوذ في وول ستريت، تحول إلى مُعيّن سياسي، وهو مفاوض صريح وجاد، يعشق الأضواء.
انضم إلى إدارة ترامب الثانية في أوائل عام 2025 كشخصية خارجية موالية، لا تحمل معه أي خبرة حكومية، بل علاقات عميقة في أسواق الأعمال ورأس المال.
يُعدّ لوتنيك مقرّبًا جدًا من ترامب، ووجوده، مثل بيسنت، يُؤكد رغبة واشنطن في جني مكاسب اقتصادية من القمة.
وإلى جانب الشخصيات الخمس البارزة، يضم وفد ترامب 11 مسؤولًا آخر، من بينهم رئيسة موظفيه، سوزي وايلز، والسكرتيرة الصحفية، كارولين ليفيت.