وسط تصاعد اللهجة بين موسكو وواشنطن، واقتراب موعد الإنذار الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حطّ المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف في موسكو في زيارة قد تكون الفرصة الأخيرة لتفادي مواجهة اقتصادية وسياسية عنيفة بين العملاقين.
الزيارة التي جاءت بعد إعلان ترامب تأجيل فرض موجة جديدة من العقوبات على روسيا إلى ما بعد محادثات ويتكوف وُصفت بأنها "محاولة يائسة في الدقائق الأخيرة" لإيجاد مخرج يحفظ ماء وجه الطرفين.. لكن خلف الأبواب المغلقة تدور لعبة شديدة الحساسية عنوانها من سيتراجع أولاً؟
الكرملين لم يغلق الباب بالكامل، حيث أعلن أنه لا يستبعد لقاءً بين ويتكوف والرئيس فلاديمير بوتين في وقتٍ أقرّ فيه المتحدث باسمه دميتري بيسكوف أن إصلاح العلاقات مع واشنطن "سيتطلب وقتاً طويلاً"..
اللافت أن هذه هي أطول فترة تمرّ منذ تنصيب رئيس أمريكي دون أن يلتقي بوتين وجهاً لوجه ما يعكس حجم التوتر المتراكم.
وفيما تزداد الضغوط كشفت وكالة "بلومبيرغ" أن بوتين قد يُقدّم "هدنة جوية" محدودة كتنازل محسوب لترامب على أمل تجنّب العقوبات الثانوية خاصة تلك التي تستهدف الدول التي تستورد النفط الروسي كالصين والهند.. لكن في المقابل يرفض الكرملين أي وقف شامل لإطلاق النار إذ يرى أن الكفة تميل لمصلحة موسكو ميدانياً، وأن تحقيق الأهداف العسكرية ما زال أولوية تفوق تحسين العلاقات مع الغرب.
ويتكوف الملياردير العقاري الذي يفتقر للخبرة الدبلوماسية ما قبل تعيينه من الرئيس ترامب وجد نفسه وحيداً في زيارته السابقة حين جلس مقابل بوتين وفريقه دون أي دعم من دبلوماسيين أميركيين.. ورغم الانتقادات حينها فإن ترامب يبدو واثقاً من قدرته على إقناع الروس بتقديم تنازلات ولو رمزية.
ونقلت الوكالة عن مصادر في الكرملين قولها إن وقف الضربات الجوية التي تشمل طائرات مُسيّرة وصواريخ ستكون بادرة لخفض التصعيد قبل أن تنفجر المهلة في 8 أغسطس، لكن كييف تبقى العقدة، فالمقترحات الروسية قد تأتي مشروطة بشروط قاسية يصعب على أوكرانيا وحلفائها قبولها.
في خضم كل هذه التوترات.. الأعين كلها شاخصة نحو موسكو والتوقيت لا يرحم، فهل تكون هذه الزيارة هي بداية الطريق نحو التهدئة أم مجرد استراحة قصيرة في مسار صدام لا مفرّ منه؟