ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

ضربة موجعة لحليفتيها روسيا وإيران.. الصين تتحرك ضد "السفن الشبح"

ناقلة نفط خام روسية المصدر: رويترز

في خطوة مفاجئة قد تغيّر ملامح سوق الطاقة العالمي، أعلنت الصين عن قواعد موانئ جديدة صارمة تهدف إلى منع دخول ناقلات النفط المشبوهة أو "السفن الشبح" التي تُستخدم منذ سنوات لنقل النفط الروسي والإيراني بعيدًا عن أعين العقوبات الدولية.

وتحت عنوان "الصين تتخذ تدابير جديدة ضد 'السفن الشبح'.. ضربة قوية جدًا لحلفائها الروس والإيرانيين"، قالت مجلة "جيو" الفرنسية المتخصصة في الجغرافيا السياسية، إن بكين تشدّد القيود على واردات النفط من الدول الخاضعة للعقوبات، وتتحرك لتجنب مواجهة تجارية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ووفقًا لتقرير نشرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية، فإن السلطات الصينية وجّهت أوامر صريحة لمشغلي ميناء تشينغداو، أحد أكبر الموانئ النفطية في البلاد ويستقبل نحو سدس واردات الصين من النفط، بوقف استقبال السفن التي تعمل في ظروف غامضة أو تخالف المعايير الدولية.

وتدخل هذه القواعد الجديدة حيز التنفيذ في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وتشمل منع دخول السفن التي يتجاوز عمرها 31 عامًا، أو تلك ذات التسجيلات المزيفة، أو المدرجة على القوائم السوداء الدولية، أو المتورطة في حوادث بيئية أو بحرية.

أخبار ذات علاقة

ناقلة نفط تُفرّغ حمولتها في ميناء تشينغداو شرقي الصين

ضربة غير متوقعة لروسيا وإيران.. حظر صيني يربك "أسطول الظل"

تصنيف إلزامي للسفن ومعايير صارمة للقبول

وأوضحت السلطات الصينية أن مشغلي الميناء سيُطلب منهم تقييم كل سفينة وفق نظام من 100 نقطة، يشمل العمر والانبعاثات ومستوى المخاطر التشغيلية.

وأضافت أن السفن التي تحصل على أقل من 55 نقطة ستُعتبر عالية الخطورة، وسيُمنع دخولها إلى الميناء نهائيًا.

ويُنظر إلى هذه الإجراءات على أنها محاولة من بكين لضبط وارداتها النفطية ومنع التحايل على العقوبات المفروضة على روسيا وإيران، بعدما تعرضت الصين مؤخرًا لانتقادات أمريكية مباشرة بشأن دور ميناء تشينغداو في استقبال النفط القادم من دول خاضعة للعقوبات.

تحرك استباقي لتفادي أزمة تجارية مع ترامب

ورغم أن الصين لم تعلن رسميًا أنها تتماهى مع العقوبات الغربية، يرى مراقبون أن الخطوة تمثّل تغيّرًا في موقفها الحذر تجاه الحلفاء الروس والإيرانيين، خاصة في ظل تصاعد الضغوط الأمريكية.

وفي تعليق نشر على منصة "إكس"، رحّب أندري يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالقرار الصيني قائلًا: "هذا يؤكد مرة أخرى أن الضغط الدولي والعقوبات تجعل من الصعب أكثر فأكثر الالتفاف عليها".

وتأتي هذه الخطوة بعد تصعيد من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن في أغسطس/آب 2025 فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على جميع السلع القادمة من الهند، بسبب استمرارها في استيراد النفط الروسي.

وبحسب التقرير، فإن الصين تخشى أن تكون هدفًا تاليًا لهذه الإجراءات العقابية؛ ما دفعها إلى التحرك مبكرًا لتفادي مواجهة تجارية مباشرة مع واشنطن.

أخبار ذات علاقة

بوتين وترامب في لقاء سابق

مسؤول أمريكي لـ"إرم نيوز": أسطول الظل ورقة ترامب الأخيرة إذا فشلت القمة مع بوتين

الصين بين ضغوط الغرب وولاء الحلفاء

وعلى مدى السنوات الماضية، واصلت الصين استيراد النفط من روسيا وإيران رغم العقوبات الدولية، مستخدمة شبكة معقدة من ناقلات تُبحر تحت أعلام مزيفة أو ملكيات غير واضحة تعرف باسم "السفن الشبح".

لكن يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد تشددًا صينيًا غير مسبوق، إذ تسعى بكين إلى تحسين صورتها الدولية وتجنب العقوبات الثانوية، مع الإبقاء على علاقاتها الاستراتيجية مع موسكو وطهران.

وتطرح هذه التطورات تساؤلات حول مدى استعداد الصين للموازنة بين مصالحها الاقتصادية والتحالفات السياسية، خصوصًا في ظل التوترات التجارية المتزايدة مع الولايات المتحدة وعودة ترامب إلى تبني نهج أكثر صرامة في الملفات التجارية والطاقة الدولية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC