تُعد شبه جزيرة القرم واحدة من أكثر المناطق حساسية واستراتيجية في العالم، نظراً لموقعها الجغرافي الفريد شمال البحر الأسود، حيث تتحكم بالممرات البحرية الحيوية التي تربط أوروبا بآسيا.
ترتبط القرم بالبر الأوكراني عبر برزخ بيريكوب، فيما يصلها بروسيا عبر جسر القرم الذي أصبح رمزاً للسيطرة الروسية بعد ضم المنطقة في عام 2014.
تحمل القرم رمزية تاريخية كبيرة، إذ كانت جزءاً من روسيا حتى عام 1954، عندما قررت السلطات السوفييتية نقل تبعيتها إلى جمهورية أوكرانيا السوفييتية، وهو قرار ظل موضع جدل حتى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
تمتد مساحة القرم إلى نحو 27 ألف كيلومتر مربع، وهو حجم يضفي عليها أهمية إضافية باعتبارها قاعدة استراتيجية واقتصادية متقدمة، لا تزال موضع صراع شرس بين كييف وموسكو، وسط مطالب أوكرانية متكررة باستعادتها، وتشبث روسي بعدم التفريط بها.
ومع بداية الأزمة الأوكرانية في عام 2014، أعادت روسيا ضم شبه الجزيرة، مما فجّر أزمة دولية مستمرة حتى اليوم.
الأهمية العسكرية لشبه الجزيرة تكمن في احتضانها ميناء سيفاستوبول الاستراتيجي، الذي يعد قاعدة بحرية رئيسية تتيح لموسكو تعزيز نفوذها العسكري في جنوب أوروبا والشرق الأوسط.
من الناحية الاقتصادية، تزخر القرم بثروات طبيعية هائلة، بما في ذلك احتياطات من النفط والغاز، فضلاً عن موارد مائية وزراعية تلعب دوراً محورياً في الأمن الغذائي للمنطقة.
أما من حيث الواقع السكاني، فتضم شبه الجزيرة حوالي 2.4 مليون نسمة، يشكل الناطقون بالروسية الغالبية العظمى منهم.