قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسماح لروسيا بالاحتفاظ بأراضٍ في أوكرانيا "ثابتة".
يأتي ذلك في ظل تزايد الضغوط على الرئيس زيلينسكي لقبول سلام قسري.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، قوله إن الزعيم الأوكراني "ليس لديه خيار" سوى الموافقة على الاقتراح.
وأضاف المصدر أن ترامب يُهدد بالانسحاب من عملية السلام الأسبوع المقبل ما لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وبحسب الصحيفة، ورد أن الاقتراح الأمريكي، الذي قدمه ويتكوف إلى موسكو وكييف، يتضمن اعترافًا أمريكيًا رسميًا بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها عام 2014، واعترافًا فعليًا بسيطرة روسيا على مناطق جنوب وشرق أوكرانيا التي سيطرت عليها قواتها منذ الغزو الشامل عام 2022.
وقال مصدر مقرب من ويتكوف: "يرى ترامب أن هذه الأراضي مُصادرة ولن تُعاد".
وفي حين يُطرح مقترح أوروبي وأوكراني يهدف إلى جعل مناقشة السيطرة على الأراضي مرهونة بمحادثات ستتبع وقف إطلاق النار، لكن الاتفاق المطروح هو أن الأراضي التي تحتلها روسيا ستبقى محتلة؛ أي أن روسيا لن تنسحب منها؛ وهذا الجزء ثابت لا يتغير، وفق تعبير المصدر أيضًا.
وقال المصدر إن الولايات المتحدة تعتقد أنه في حال رفضت أوكرانيا الاتفاق، ستستمر الحرب لأشهر وربما سنوات، مع اعتماد كييف على أوروبا في التمويل والذخائر.
وأضاف: "في الواقع، سيكون لقطع التمويل الأمريكي تأثير مماثل لقطع الأسلحة هذا العام، لأن أوكرانيا تستخدم هذه الأموال لشراء المزيد من الأسلحة من حلفاء آخرين".
وعندما سُئل المصدر عما إذا كانت هذه لحظة "خذها أو اتركها" بالنسبة لزيلينسكي، قال إن الولايات المتحدة رأتها "خذها أو اتركها".
وأضافت الصحيفة أن الأمريكيين يعتقدون أيضًا أن الرأي العام الأوروبي سينقلب ضد الإنفاق الضخم المطلوب لإبقاء أوكرانيا في الحرب مع توجه القارة نحو الركود، وهو ما يرجع جزئيًا إلى رسوم ترامب الجمركية.
وفي حين أجرى ويتكوف محادثاتٍ استمرت ثلاث ساعات مع الرئيس بوتين في موسكو يوم الجمعة، وصف يوري أوشاكوف، مساعد الكرملين لشؤون السياسة الخارجية الذي شارك في المحادثات، الاجتماع بأنه بنّاء ومفيد.
وقال أوشاكوف: "أتاحت هذه المحادثة لروسيا والولايات المتحدة تقريب مواقفهما بشكل أكبر، ليس فقط بشأن أوكرانيا، بل أيضًا بشأن عدد من القضايا الدولية الأخرى".
وأضاف: "أما فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية نفسها، فقد ركز النقاش تحديدًا على إمكانية استئناف المفاوضات المباشرة بين ممثلي الاتحاد الروسي وأوكرانيا".
وتابعت الصحيفة أن مسؤولين بريطانيين وفرنسيين كانوا يحاولون إقناع ترامب بالموافقة على لقاء زيلينسكي بعد جنازة البابا، في محاولة لتهدئة التوترات.
وفي هذا السياق، صرح مصدر دبلوماسي بريطاني بوجود "فرصة واضحة" لإجراء مناقشات في روما، لكن الحكومة الإيطالية قالت إن مثل هذه الخطوة ستُعتبر إهانة.
وأظهر جدول أعمال البيت الأبيض المعلن أن ترامب يعتزم مغادرة كاتدرائية القديس بطرس إلى المطار بعد حوالي ساعة من الجنازة، ما يترك وقتًا ضيقًا لأي اجتماعات.
ورأت "التايمز" أنه بينما يُجادل زيلينسكي بأن دستور أوكرانيا يمنعه من الاعتراف رسميًا بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا، واستبعد توقيع أي اتفاق سلام يُسلم السيطرة على الأراضي الأوكرانية.
ورغم أن ترامب أظهر موقفه المتشدد تجاه أوكرانيا المحتلة من قبل روسيا عندما صرح لمجلة تايم يوم الجمعة بأن "شبه جزيرة القرم ستبقى تابعة لروسيا"، وألقى باللوم مجددًا على كييف في استفزاز غزو موسكو.
مع ذلك، ترى الصحيفة أن ترامب مرن بشأن الاعتراف الرسمي من جانب الولايات المتحدة بشبه جزيرة القرم في هذه المرحلة، ولا يحاول إجبار زيلينسكي على التوقيع على التنازل عن السيادة الأوكرانية، بل قبول الاحتلال الروسي.
