ردًا على اقتراح البيت الأبيض لإنهاء الحرب في أوكرانيا، صاغت القيادة الأوكرانية عرضًا مضادًا، يتناقض في بعض جوانبه مع ما طالب به الرئيس ترامب، ولكنه يفسح المجال أيضًا لتسويات محتملة بشأن قضايا لطالما بدت مستعصية على الحل، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وبموجب الخطة، التي حصلت عليها الصحيفة لن تكون هناك قيود على حجم الجيش الأوكراني، وسيتم نشر "وحدة أمنية أوروبية" مدعومة من الولايات المتحدة على الأراضي الأوكرانية لضمان الأمن، وسيتم استخدام الأصول الروسية المجمدة لإصلاح الأضرار التي لحقت بأوكرانيا خلال الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكرملين قد لا يقبل هذه البنود الثلاثة، لكن أجزاء من الخطة الأوكرانية تشير إلى البحث عن أرضية مشتركة، وعلى سبيل المثال، لا يوجد ذكر لاستعادة أوكرانيا بالكامل جميع الأراضي التي استولت عليها روسيا أو الإصرار على انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهما قضيتان لطالما قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إنهما غير قابلتين للتفاوض.
ووصل ترامب إلى روما لحضور جنازة البابا فرنسيس يوم السبت؛ وكان زيلينسكي قد خطط لذلك أيضًا، لكن المتحدث باسمه قال يوم الجمعة إن ذلك سيعتمد على الوضع في أوكرانيا، حيث أسفرت الهجمات الروسية هذا الأسبوع على العاصمة كييف وأماكن أخرى عن مقتل وجرح العشرات.
وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي بعد وصوله إلى روما، قال ترامب إن روسيا وأوكرانيا "قريبتان جدًا من التوصل إلى اتفاق"، وحث الجانبين على الاجتماع مباشرةً "لإنهائه".
وفي وقت سابق من أمس الجمعة، قال إنه من الممكن أن يلتقي هو وزيلينسكي على هامش الجنازة.
وأشار مسؤول أوكراني كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أنه إذا ذهب زيلينسكي إلى روما، فقد يحاول عرض مقترح أوكرانيا المضاد على ترامب شخصيًا.
وقال زيلينسكي يوم الجمعة في تصريحات اتسمت بتفاؤل غير معهود مقارنةً بلهجة التصريحات السابقة هذا الأسبوع: "في الأيام المقبلة، قد تُعقد اجتماعات مهمة للغاية - اجتماعات من شأنها أن تُقرّبنا من الصمت بشأن أوكرانيا" وفق تعبيره.
وسيكون الاجتماع بين الرئيسين، إن حصل، الأول منذ زيارة زيلينسكي الكارثية إلى البيت الأبيض في فبراير الماضي، كما سيأتي ذلك في أعقاب أيام من التوتر بين البيت الأبيض والقيادة الأوكرانية حول معالم اتفاق سلام محتمل مع روسيا.
وفي قت سابق رفض زيلينسكي اقتراحًا من البيت الأبيض نُشر هذا الأسبوع، ومن شأنه أن يُلزم الولايات المتحدة بالاعتراف بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، التي ضمها الكرملين بشكل غير قانوني في عام 2014.
وتابعت الصحيفة أنه "على الرغم من الضغينة، لا يزال هناك مجالٌ لتقديم تنازلات بين واشنطن وكييف، على الرغم من أن مواقفهما ليست ثابتة، بينما لا يزال ما ستقبله موسكو غير واضح".
وفي محادثات جرت في لندن وباريس، كرّر المسؤولون الأمريكيون نية ترامب معارضة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، لكنهم أبلغوا نظراءهم الأوكرانيين أن هذا الموقف لن يُلزم الرؤساء الأمريكيين المستقبليين إذا كان لأي منهم موقف مختلف.
