logo
العالم

"عرض سري".. واشنطن تمنح "تحالف الراغبين" ضمانات أمنية بشأن أوكرانيا

"عرض سري".. واشنطن تمنح "تحالف الراغبين" ضمانات أمنية بشأن أوكرانيا
ستارمر يخاطب أفراد طاقم السفينة "صاحبة الجلالة أمير ويلز"المصدر: غيتي إيمجز
26 أبريل 2025، 1:42 ص

كشفت صحيفة "تلغراف" البريطانية، الجمعة، أن الولايات المتحدة الأمريكية عرضت "سراً" تقديم ضمانات أمنية لما يسمى "تحالف الراغبين" حول أوكرانيا، الذي يرأسه رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر.

وذكرت الصحيفة أن "المسؤولين الأمريكيين فتحوا الباب أمام تقديم الدعم الاستخباراتي واللوجستي للجنود البريطانيين والأوروبيين لدعم اتفاق السلام في أوكرانيا برًا وجوًا وبحرًا".

وتزامن ذلك مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا "قريب للغاية"، بعد أن أجرى المبعوث الدبلوماسي الأمريكي ستيف ويتكوف محادثات شخصية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.

وبحسب الصحيفة، "يرى مكتب رئيس الوزراء البريطاني (D10) أن التطور الذي حدث خلال المفاوضات يُعدّ إنجازًا هامًا، في وقت يضغط فيه رئيس الوزراء على ترامب منذ شهرين للحصول على مثل هذه الضمانات".

ولكن مسألة إن كانت الولايات المتحدة على استعداد للتدخل إذا تعرض جنود غربيون لهجوم من جانب روسيا ــ وهي نقطة حاسمة في جدوى المشروع ــ لا تزال محل نقاش.

وسيكون ستارمر وترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في روما، لحضور جنازة البابا الراحل فرنسيس، اليوم السبت، حيث من الممكن أن تجري محادثات غير رسمية بشأن أوكرانيا، على الرغم من أنه من غير المتوقع عقد اجتماعات رسمية.

يذكر أن ستارمر وماكرون يدفعان باتجاه اقتراح "تحالف الراغبين" الذي بموجبه سيستخدم الحلفاء الأوروبيون جنودهم للمساعدة في فرض أي اتفاق سلام، وفق الصحيفة.

وأبدت أكثر من 30 دولة دعمها، على الرغم من أن عدداً قليلا منها فقط عرضت علناً إرسال قوات برية إلى أوكرانيا. وكان السؤال المركزي هو ما إذا كانت واشنطن مستعدة لتقديم ما وصفه شخصيات بريطانية بأنه "ضمانة أمنية" أو "دعم" لهذه القوة.

وأشارت "تلغراف" إلى إن "هناك قبولا من جانب الزعماء الأوروبيين بأن ترامب لن يكون على استعداد لتقديم القوات، ولكن أيضاً أن الدعم الأمريكي ضروري لجعل الردع فعالاً".

ولفتت إلى أن "ترامب رفض مرارًا في العلن دعواتٍ لتقديم ضماناتٍ أمنية. وجادل بأن دخول الأمريكيين إلى أوكرانيا للحصول على معادن نادرة سيمنع روسيا من شنّ هجوم".

وتقول الصحيفة إنها علمت أن "المفاوضين الأمريكيين أوضحوا في محادثات خاصة خلال الأسابيع الأخيرة أنهم على استعداد لتقديم الدعم والمساعدة لقوة غربية".

ووفقاً للصحيفة، فإن "أحد أشكال المساعدة التي نوقشت هو تبادل المعلومات الاستخباراتية. وهذا يُمثل أساس العلاقة الخاصة التاريخية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة".

ورأت أن "هناك حاجة أخرى للدعم اللوجستي. حيث ستحتاج الطائرات والسفن العسكرية والجنود الأوروبيون على الأرض إلى سلاسل إمدادٍ ومساعدةٍ في فهم التحركات الروسية في أوكرانيا وخارجها".

وألمح رئيس الوزراء ستارمر إلى إحراز تقدم خلف الكواليس في مقابلة مع الصحيفة، يوم الخميس، عندما سُئل عما إذا كان ترامب قد عرض ضمانات أمنية.

وقال: "هناك مناقشات جارية، وقد أكد مرارًا وتكرارًا أنه سيدعمنا، كما تعلمون. وقد أوضحتُ أن هذا عنصر مهم مما يتعين علينا القيام به".

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

ترامب: روسيا وأوكرانيا قريبتان جدا من التوصل لاتفاق

ولم يُحسم أي شيء بعد، مع استمرار المفاوضات بشأن تسوية سلمية. وتُطالب أوكرانيا وحلفاؤها بعدم الاعتراف رسميًا بشبه جزيرة القرم كجمهورية روسية، وأكد مسؤولون بريطانيون كبار أنه من الصعب التنبؤ بما سيوافق عليه ترامب في النهاية أو متى سيوافق عليه.

ورفض ترامب الوعد صراحة بأن واشنطن ستكون على استعداد لمساعدة حلفائها الأوروبيين إذا تعرضوا لهجوم من قبل القوات الروسية أثناء الحفاظ على السلام في أوكرانيا، كما تقول الصحيفة.

وعندما سُئل ترامب خلال زيارة كير إلى واشنطن في فبراير/ شباط، مازح قائلاً إن "بريطانيا قوية بما يكفي للوقوف في وجه روسيا".

وتدور النقاشات العملياتية حول "تحالف الراغبين" ضمن 5 مجالات رئيسية للأنشطة العسكرية، تُعرف بـ"السماوات"، و"البحر"، و"البر"، و"إعادة البناء العسكري".

ويتضمن الخياران الأول والثاني قيام الحلفاء الأوروبيين بطريقة ما بمراقبة المجال الجوي فوق أوكرانيا والبحر الأسود للتأكد من عدم انتهاك روسيا لشروط السلام.

أما الأمر الثالث فيتعلق بالقوات المتمركزة على الأرض في أوكرانيا. وقد طرح ستارمر وماكرون هذا الاحتمال علنًا، وهو أمر يتجاوز مشاركتهما في الصراع حتى الآن.

أخبار ذات علاقة

آثار هجوم روسي على أوكرانيا

قبول أوكرانيا بـ"حل مؤلم".. "بالون اختبار" أم تمهيد لوقف "إطلاق النار"؟

ويتوقع أن ينتقل التدريب العسكري البريطاني للجنود الأوكرانيين، المعروف باسم "عملية إنترفلكس"، من بريطانيا إلى غرب أوكرانيا. وتؤكد مصادر بريطانية أن نشر المزيد من الجنود البريطانيين، بما يتجاوز هذه المشاركة المحدودة، لا يزال قيد الدراسة.

ومن المتوقع الآن أن يتولى الجنود الأوكرانيون، وليس القوات الغربية، إدارة خطوط المواجهة مع روسيا بعد أي تسوية سلمية.

وأشار مصدر في وايتهول إلى أن فرنسا كانت قد طرحت هذه المقترحات في بداية العام، ما أدى على الأرجح إلى رفع سقف التوقعات بشأن ما يمكن تحقيقه عمليًا.

أما المجال الرابع في خطط التحالف، والمسمى "إعادة البناء"، فيتناول كيفية ضمان استمرارية الجيش الأوكراني على المدى الطويل، والذي يُنظر إليه حاليًا باعتباره القوة القتالية الأخطر في أوروبا.

وتقول "تلغراف" إنه "يُنظر إلى هذا الجانب، بحسب بعض الجهات في داونينغ ستريت، على أنه العنصر الأهم في ردع روسيا عن شن حرب جديدة".

وتتابع: "لا تزال هناك تساؤلات قائمة بشأن قدرة الحلفاء الأوروبيين على مواصلة تزويد أوكرانيا بالأسلحة بعد أي اتفاق لوقف إطلاق النار، وما إذا كانت الولايات المتحدة ستوافق على بيع أسلحتها لكييف".

أخبار ذات علاقة

ترامب وويتكوف

الغارديان:خطة ترامب لفرض "السلام بالإكراه" تواجه لحظة الحقيقة

وبحسب الخطط البريطانية، لا يشترط أن تُنفذ هذه العناصر الأربعة في الوقت نفسه. فمن المرجح، بعد التوصل إلى أي وقف لإطلاق النار، أن يتولى الجنود الأوكرانيون وحدهم مهمة الردع في البداية، على أن ينضم إليهم عناصر التحالف لاحقًا.

وقد يُضاف دعم من الطائرات والسفن والقوات الأوروبية تدريجيًا بمرور الوقت.

وفي إشارة جديدة إلى التحديات السياسية الداخلية التي يواجهها أي تحرك عسكري بريطاني، دعت زعيمة حزب المحافظين، كيمي بادينوك، إلى التروي قبل إرسال قوات إلى أوكرانيا.

وقالت بادينوك: "علينا أن نكون حذرين جدًا في كيفية تقديم الدعم، ينبغي أن نفعل ذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC