ذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" أن بيع الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا قد يكون الطريق لوقف الحرب بين موسكو وكييف، علاوة على أنه يُسهم في تعزيز أهداف الرئيس دونالد ترامب من التجارة إلى الأمن القومي.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، قد يبرم الرئيس ترامب اتفاق سلام نهائيا، بين روسيا وأوكرانيا، ببيع أسلحة بقيمة 50 مليار دولار لكييف.
وتُجري إدارة الرئيس ترامب مفاوضاتٍ تجارية مع ما يصل إلى 75 دولة لزيادة مشترياتها من السلع الأمريكية، وفقًا للبيت الأبيض.
وتُعد أوكرانيا من الدول التي تتوق بشدة لشراء السلع الأمريكية. ومن المقترح أن تشتري كييف أسلحة أمريكية الصنع بقيمة 50 مليار دولار لردع روسيا.
وقالت الصحيفة إنه ينبغي على ترامب الموافقة على صفقة بيع الأسلحة هذه كجزء من اتفاق سلام نهائي.
وأكدت أن من شأن صفقة بيع الأسلحة أن تُعزز أهداف ترامب في إنهاء الحرب، مع توفير فرص عمل جيدة في قطاع التصنيع للعمال الأمريكيين، وتعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية.
وأضافت أنه في حين يطلب ترامب من أوكرانيا تقديم عدد من التنازلات الصعبة، بما في ذلك التخلي عن أراضيها وسعيها للانضمام إلى الناتو، ستحصل أوكرانيا، في المقابل، على "تعويضات مالية" لإعادة بناء بلدها من الأضرار التي ألحقتها بها روسيا، بالإضافة إلى ضمانات أمنية "قوية" غير مُحددة لضمان عدم انتهاك روسيا للهدنة التي تفاوض عليها ترامب.
وعلى الرغم من أن كييف تريد السلام، فإنها تشعر بالقلق إزاء تلك الضمانات الأمنية؛ إذ يعلم الأوكرانيون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزا بلادهم أولاً أثناء وجود باراك أوباما في البيت الأبيض، ثم أوقف عدوانه إلى حد كبير في عهد ترامب، ثم عاود الغزو بعد تولي جو بايدن منصبه.
وتساءلت الصحيفة عما سيمنع بوتين من فعل الشيء نفسه عندما يغادر ترامب البيت الأبيض عام 2029؛ إذ قد يستغل أي تنازلات إقليمية تقدمها أوكرانيا اليوم، ويستغل تخفيف العقوبات لإعادة بناء اقتصاده وجيشه، اللذين دمرتهما الحرب، ثم يستأنف غزوه بعد مغادرة ترامب منصبه؛ خاصةً إذا رأى أن الرئيس الأمريكي القادم ضعيف.
وأردفت أن الطريقة الوحيدة لمنع بوتين من القيام بذلك، وترسيخ إرث ترامب كصانع سلام، هي ضمان امتلاك أوكرانيا رادعًا عسكريًا قويًا يمنع روسيا من شن هجوم جديد.
وقالت الصحيفة إن وعدًا ببيع أسلحة أمريكية سيمنح أوكرانيا الثقة في قدرتها على بناء هذا الرادع؛ خصوصًا مع العلم أن قليلا من الدول تمتلك أنظمة الأسلحة التي تحتاجها أوكرانيا أو القدرة الصناعية لإنتاجها.
كما أن الصين وإيران وكوريا الشمالية، حتى في حال التوصل إلى اتفاق سلام، ستواصل بلا شك تقديم دعم قوي لروسيا استعدادًا لمحاولتها التالية لغزو أوكرانيا، بحسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أوكرانيا لا تطلب من دافعي الضرائب الأمريكيين دفع ثمن هذه الأسلحة، بل تريد شراءها.
وستسهم مبيعات الأسلحة هذه في ترسيخ السلام في أوكرانيا، من خلال توفير القوة الرادعة لروسيا، وستعود بالنفع أيضًا على الولايات المتحدة، وتُعزز أهداف ترامب، من التجارة إلى الأمن القومي.
ويتوقع أن تخلق فرص عمل جيدة في قطاع التصنيع للعمال الأمريكيين، وتُعزز قدرة أمريكا على تصنيع أسلحة ضرورية للدفاع عن النفس، وقد يكون ذلك الحل الأخير في أي اتفاق يُنهي الحرب في أوكرانيا.
وختمت الصحيفة بالقول: إذا كان ترامب قلقًا من أن تُشكّل صفقة الأسلحة حافزًا لأوكرانيا لمقاومة جهوده السلمية، فقد يُعلق البيع بموافقة أوكرانيا على اتفاق سلام نهائي.