رجحت مجلة "ذا ويك" الأمريكية، أن حرب الرئيس دونالد ترامب التجارية "السهلة الفوز" لم تتمكن من الصمود في ظل واقع الاقتصاد الأمريكي، وأضافت أن ترامب يرى أن "الحروب التجارية جيدة، ويسهل كسبها"، لكن المستثمرين "يعتقدون عكس ذلك".
ونقلت المجلة عن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قولها إن ترامب أعلن تعليقًا لمدة 90 يومًا لمعظم الرسوم الجمركية على جميع الدول، باستثناء الصين في مواجهة موجة بيع واسعة النطاق في ديون الحكومة الأمريكية.
واعتبرت المجلة أنه بهذه الخطوة "أقرّ، وإن كان على مضض، بالواقع القاسي للاقتصاد والسياسة الخارجية والسياسة الداخلية".
ويقول البيت الأبيض إن "كل شيء يسير وفقًا للخطة"، لافتًا إلى أن ذلك القرار مجرد مثال آخر على استراتيجية ترامب التفاوضية أو ما اعتبره "فن إبرام الصفقات".
وبدوره، قال المستشار التجاري بيتر نافارو إن وضع ترامب المتعلق بالرسوم الجمركية "تكشّف تمامًا كما ينبغي".
ولكن ليس من قبيل المصادفة أن يأتي تراجع ترامب في الوقت الذي امتدت فيه أزمة السوق إلى سندات الحكومة الأمريكية، وفقًا لصحيفة "فايننشال تايمز"، التي ترى أن رجلًا "اتسمت مسيرته المهنية كمطور عقاري بالاستثمار في الديون، رأى علامات التحذير في سوق السندات الأمريكية".
وقال مصدر مقرب من البيت الأبيض للصحيفة إن "ترامب لا يمانع في تضرر وول ستريت، لكنه لا يريد انهياره بالكامل".
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "تراجع أسعار السندات كان مُخيفًا، إلا أنه رافقه أيضًا انخفاض في قيمة الدولار مقابل العملات الأخرى".
كما أن "البيع بأسعار بخسة للدولار والسندات أرسل تحذيرًا بشأن فقدان الثقة بواشنطن".
وأثارت "سياسات ترامب التجارية المتهورة قلق الحكومات الأخرى لدرجة أن طوكيو تتحدث عن جهد عالمي لتعزيز الاستقرار المالي. وفي العادة، تقود الولايات المتحدة هذا النوع من الجهود، لكن هذه المرة، الولايات المتحدة هي سبب الاضطرابات".
ومن جهتها، قالت مجلة "إيكونوميست" أن الجميع، من "المستثمرين إلى الدبلوماسيين، قد توصلوا إلى استنتاج مُقلق للغاية مفاده أن الرئيس لن يتخلى عن حملته لمحاولة إعادة تشكيل النظام التجاري العالمي، متجاهلًا العواقب الاقتصادية والمالية".
وأضافت أن "هذا الاعتقاد، بقدر ما كانت التعريفات الجمركية نفسها، يدفع الأسواق العالمية إلى حالة من الانهيار. وبفضل تراجعه المفاجئ، كشف ترامب أنه ليس في الواقع محصناً تماماً ضد تداعيات سياساته التجارية".
ربما أدرك ترامب أيضًا أن أمريكا بحاجة إلى حلفاء لمواجهة الصين، فقد بدا أن إدارته اعتقدت "بشكل أحمق" أن ترامب قادر على إبرام صفقات مع اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان لمواجهة بكين، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست".
وأضافت الصحيفة أن "الرسوم الجمركية العدوانية غير المتوقعة التي فرضها ترامب على حلفائه، بما في ذلك رسوم جمركية غير منطقية بنسبة 46% على فيتنام، أثارت قلق هذه الدول".
وداخل الولايات المتحدة، "فشل ترامب في بناء إجماع سياسي" لإعادة تشكيل الاقتصاد، فقد انخفضت نسبة تأييده 5 نقاط مئوية في أسبوعين، وفقًا لاستطلاع رأي أجرته مجلة "الإيكونوميست" بالتعاون مع "يوغف"، فقد توقع 80% من الأمريكيين أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى رفع أسعار السلع.