logo
العالم

وول ستريت جورنال: "سامب-تي" الأوروبي يتحدى هيمنة "باتريوت"

وول ستريت جورنال: "سامب-تي" الأوروبي يتحدى هيمنة "باتريوت"
منظومة الدفاع الأوروبية سامب- تيالمصدر: meta-defense
17 يوليو 2025، 2:12 م

توقعت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن يشكل نظام الدفاع الصاروخي الأوروبي "سامب/تي" (SAMP/T) منافسًا جديًّا لنظام "باتريوت" الأمريكي، في وقت تزداد فيه نقاشات الدول الأوروبية بشأن تعزيز قدراتها الدفاعية الجوية وتقليص اعتمادها على الأسلحة الأمريكية.

ويأتي هذا التطور في ظل مؤشرات على تراجع أداء "باتريوت" في أوكرانيا، حيث واجه النظام صعوبات في التصدي للصواريخ الباليستية الروسية الأحدث، مما فتح الباب أمام تقييم أوسع لمنظومات الدفاع الجوي لدى حلفاء واشنطن في أوروبا، وهو ما قد يُفضي إلى تحولات كبيرة في سوق تجارة السلاح العالمي تُقدّر قيمتها بمليارات الدولارات.

مواصفات تقنية متقدمة لـ"سامب/تي"

وبحسب الصحيفة، يتميز الجيل الجديد من "سامب/تي" بقدرات تقنية متطورة، على رأسها رادار حديث يُغطي زاوية 360 درجة، ما يمنحه قدرة شاملة على رصد الأهداف الجوية من مختلف الاتجاهات، إلى جانب إطلاق صواريخه من وضع عمودي بالكامل، عوضًا عن الوضع المائل المعتمد في بعض الأنظمة، ما يسمح له بالتصدي للتهديدات من أي جهة بسرعة أكبر.

ويتكون النظام من 3 مكونات رئيسية: رادار، ووحدة تحكم، وقاذفة تطلق صواريخ اعتراضية. وقد أعادت شركة MBDA الأوروبية تصميم صاروخ "أستر بي 1 إن تي" بالكامل، ليصل مداه إلى أكثر من 90 ميلًا (نحو 145 كيلومترًا)، مقارنةً بالمدى السابق البالغ حوالي 62 ميلًا (100 كيلومتر).

وواحدة من نقاط القوة التشغيلية اللافتة في النظام الأوروبي هي حاجته المحدودة للقوى البشرية؛ ففي حين تحتاج بطارية "باتريوت" إلى نحو 90 جنديًّا لتشغيلها، يُمكن إعداد وتشغيل "سامب/تي" بواسطة 15 فردًا فقط، وفق التقرير.

سوق ناشئة.. ولكن بخطى حذرة

حتى الآن، اقتصرت مبيعات "سامب/تي" على الدولتين المصنعتين، فرنسا وإيطاليا، بالإضافة إلى نسخة معدلة سلمت لسنغافورة، وسجل النظام منذ دخوله الخدمة عام 2011 نحو 18 طلبًا فقط، في مقابل أكثر من 240 طلبًا تلقاها نظام "باتريوت" من 19 دولة.

ويُذكر أن شركة MBDA واجهت سابقًا تحديات في سرعة إنتاج صواريخ "أستر"، مما دفع الحكومة الفرنسية إلى التلويح بتأميم خط الإنتاج. غير أن الشركة تعهدت مؤخرًا باستثمارات ضخمة لتعزيز قدراتها التصنيعية، تشمل رفع إنتاج صواريخ "أستر" بنسبة 50% بحلول عام 2026، مقارنة بمستويات عام 2022.

أخبار ذات علاقة

منظومة صواريخ باتريوت

يمولها "الناتو".. ترامب يعلن إرسال منظومات "باتريوت" إلى أوكرانيا

"باتريوت": تجربة قتالية وخطط للتحديث

في المقابل، لا تزال شركة RTX الأمريكية، المصنعة لنظام "باتريوت"، متمسكة بتفوق نظامها الذي أثبت كفاءته في ميادين قتال متعددة.

وتعتزم الشركة إدخال تطويرات جديدة، أبرزها دمج مستشعر دفاعي متطور يعرف باسم مستشعر الدفاع الجوي والصاروخي من المستوى الأدنى، والذي من شأنه أن يوفر تغطية رادارية أوسع وأكثر فعالية.

أما تصنيع الصواريخ الاعتراضية الخاصة بـ"باتريوت"، الذي يتم من قبل شركة "لوكهيد مارتن"، فلا يزال يشكل التحدي الأكبر.

 وقد أعلن تيم كاهيل، مدير قطاع الصواريخ في الشركة، أن الطاقة الإنتاجية سترتفع قريبًا إلى 600 صاروخ سنويًّا، مقارنة بـ550 صاروخًا في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن عملية التصنيع لا تزال تستغرق وقتًا أطول مما ترغب فيه الشركة.

الرهان الأوروبي على الاستقلال الدفاعي

وبينما تواصل الولايات المتحدة احتلال الصدارة في تجارة الأسلحة عالميًّا، حيث استحوذت على 43% من صادرات الأسلحة في السنوات الخمس الماضية، مقارنة بـ35% في السنوات الخمس التي سبقتها، ترى الصحيفة أن نجاح "سامب/تي" قد يُمثل نقطة تحول فارقة في سعي أوروبا نحو الاستقلال الدفاعي وتقليص الاعتماد على التكنولوجيا العسكرية الأمريكية.

وفي حال تمكنت الشركات الأوروبية من تسويق النظام الجديد بشكل فعال، فإن ذلك سيضع تحديًا حقيقيًّا أمام هيمنة أنظمة مثل "باتريوت"، ويفتح باب المنافسة في سوق أصبحت من أكثر الأسواق ربحية لشركات الدفاع الأمريكية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC