رأى تحليل لصحيفة "نيويورك تايمز" أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لا تملك خطة لاستبدال نظام التجارة العالمي، وأن "الثورة" التي يقودها الرئيس أبرز سماتها هي "التهور في إحراق كل شيء، ثمّ إدراك العواقب"، معتبراً أن تكاليف هذا النهج باتت واضحة.
وتقول الصحيفة إن مسؤولي إدارة ترامب كانوا على دراية بأن الأسواق ستنهار، بعد فرضها الرسوم الجمركية على كل دول العالم تقريباً، وأن بعض هذه الدول ستردّ برسوم مضادة، لكن عند الضغط عليهم، أقرّ عدد من كبار المسؤولين بأنهم لم يقضوا سوى بضعة أيام في دراسة الآثار الجانبية المحتملة للزلزال الاقتصادي.
ولم يصف المسؤولون بعدُ استراتيجية إدارة نظام عالمي بالغ التعقيد بعد زوال الصدمة الأولية، باستثناء التهديدات والمفاوضات التي لا تنتهي بين زعيم أكبر اقتصاد في العالم وجميع الأطراف الأخرى، بحسب "نيويورك تايمز".
وتشير الصحيفة بذلك إلى التصعيد غير المُدار ظاهرياً مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والقوة العظمى الوحيدة القادرة على تحدي الولايات المتحدة اقتصادياً وتكنولوجياً وعسكرياً.
وحسب الروايات الأمريكية والصينية، لم يكن هناك أي حوار جوهري بين ترامب والزعيم الصيني الأعلى، شي جين بينغ، أو أي تواصل بين كبار مساعديهما، قبل أن ينزلق البلدان نحو حرب تجارية.
يوم الأربعاء الماضي، توصلت الصيغة التي وضعها ترامب على عجل لتحديد الرسوم الجمركية لكل دولة على حدة إلى فرض ضريبة بنسبة 34% على جميع السلع الصينية، بدءاً من قطع غيار السيارات ومروراً بهواتف آيفون، وصولاً إلى معظم ما هو معروض على رفوف وول مارت وتطبيق أمازون.
وتعتقد "نيويورك تايمز" أن ترامب أراد حرباً تجارية مع الصين، لكنها ترى أن عليه ألا ينتظر الكثير من المساعدة من حلفاء أمريكا التقليديين، مثل اليابان، كوريا الجنوبية، والاتحاد الأوروبي، الذين يشكلون مع الولايات المتحدة ما يقرب من نصف الاقتصاد العالمي.
وتضيف الصحيفة "جميعهم أصيبوا بالصدمة على حد سواء، وبينما يتفاوض كل منهم مع ترامب، يبدو أنهم غير مستعدين لمساعدته في إدارة الصين".
ويتفق الخبير الاقتصادي، جون ليبسكي، من المجلس الأطلسي مع الطرح أن ترامب شكل حرباً اقتصادية عالمية دون أي حلفاء، ويضيف " لهذا السبب، على عكس الأزمات الاقتصادية السابقة في هذا القرن، لا أحد يتدخل لإنقاذ الاقتصاد العالمي إذا بدأ الوضع في التدهور".
وتابع أن "النظام التجاري العالمي ما هو إلا مثال واحد على قيام إدارة ترامب بتمزيق شيء ما، فقط لتكشف أنها لا تملك خطة لكيفية استبداله".
لكن البيت الأبيض، تقول "نيويورك تايمز"، يصر على أن النتيجة ستكون عكس ذلك "إنه رهان كبير، رهان لا تتوقف عليه رئاسة ترامب فحسب، بل مصير الاقتصاد العالمي أيضاً، معتبرة أن لا أحد يستطيع التنبؤ بمدى انحدار الأسواق، أو بمدى انحدار التصعيد مع الصين.
كذلك يرى إيان بريمر، مؤسس مجموعة أوراسيا الاستشارية، أن السرعة والفوضى اللتين أحاطتا بطرح الرئيس ترامب لسياساته قد أحدثتا اضطراباً اقتصادياً عالمياً هائلاً، "لم يشهد أحد على قيد الحياة تقلباً ذاتياً بهذا الحجم".
وأشار إلى أنه في بداية العام، كانت الولايات المتحدة تتمتع بأقوى وضع اقتصادي بين دول مجموعة السبع، خالصاً إلى أن
ترامب أصبح الآن "المُسبب الرئيسي للاضطراب".