صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين
يثير سلوك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اختار سلاح الرسوم الجمركية أداة لإعلان حرب اقتصادية على أكثر من جبهة مع دول العالم والتي ساهمت في تصاعد التوتر وتهديد الاقتصاد العالمي برمته موجة من التساؤلات حول الطريقة التي يفكر بها ترامب لاتخاذ قراراته .
وسلطت مقالة رأي نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية، الضوء على بعض مفاتيح التي يمكن فهم سلوك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدما فرض الرسوم الجمركية.
وذهب كاتب المقال إدوارد لويس، إلى أن على الجمهوريين أن يقنعوا ترامب بالتخلي عن منصبه، مشيرًا إلى أن مناصبهم، ومستقبل الاقتصاد العالمي، وصندوق تقاعد كل أمريكي، يعتمد على ذلك.
ويرى لويس أن مهمتهم مُعقّدةٌ لأن ترامب لا يزال يعتقد أنه على الطريق الصحيح، مشبهًا ترامب بأنه مطرقة، وبقية العالم، ونصف أمريكا، مسمار. "أحيانًا تُركز المطرقة على مسامير مُحددة، أو تُخفف من وطأتها، لكنه دائمًا مطرقة".
ويضيف: "يُثير الغموض أن بعض أقرب داعمي ترامب، مثل مدير صندوق التحوط النيويوركي بيل أكمان، يُفاجأون بحربه الجمركية العالمية. لقد تعهد ترامب في كل خطاب تقريبًا من خطابات حملته الانتخابية بشن حرب تجارية نخوضها الآن".
ويُوضّح المقال، أن ترامب يُلقي باللوم على الأجانب في نهب أمريكا منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي. وأنه يكنّ أشدّ ازدراءه لأوروبا وكندا الآن.
ويشير إلى أن علماء النفس يستخلصون استنتاجاتهم من تسوية التركة التي حاول ترامب فرضها على أشقائه. "إذا كانت غريزتك هي نهب الناس، بمن فيهم أقرب الناس إليك".
ويلفت إلى أن "السوق (الأسهم) بعد هبوطها الحاد صباح الاثنين بقليل، ظهر بيان صحفي كاذب يفيد بأن ترامب سيعلن عن تعليق مؤقت لرسومه الجمركية هذا الأسبوع. عوضت الأسواق خسائرها الافتتاحية. وبدورها، تلاشت جميع تلك المكاسب عندما أصدر البيت الأبيض نفيًا".
"يبدو أن حكومات أوروبا بدلًا من تصعيد الحرب التجارية، لا يفكر الاتحاد الأوروبي إلا في مجموعة متواضعة من الإجراءات الانتقامية. هذا ليس لأن بروكسل تعتقد أن ترامب من المرجح أن يتبنى نهجًا وديًا، بل لأنها تخشى أن تؤدي دوامة تجارية متبادلة إلى انهيار النظام المالي العالمي"، بحسب المقال.
وختم لويس بالقول: "على أي حال، هذه اللحظة التعليمية متأخرة بلا داعٍ. لقد فقد مُحبو ترامب العقلانيون مصداقيتهم. لا توجد مدرسة واقعية في السياسة الخارجية، أو إيديولوجيا تجارية، يمكنها تفسير تصرفات ترامب. إذا أردتَ التنبؤ بالعالم، فادرس نفسيته، وطالما أنه في السلطة، ابقَ على حذر بشأن أمريكا".