يواجه الجيش الأمريكي فجوة كارثية في مجال الطائرات بدون طيار مع روسيا والصين، إذ سلط أحد التدريبات الأخيرة الضوء على الأداء الضعيف للنماذج القليلة المعتمدة المصنوعة في واشنطن.
ويتخلّف الجيش الأمريكي عن الروس والصينيين في تصنيع الطائرات المسيرة وتدريبها واستخدامها بملايين الدولارات، كما تتراجع في قطاع تطوير تكنولوجيا الطائرات المسيرة، بينما تُهيمن على الصراعات في أوكرانيا وإسرائيل "أسراب من الطائرات المسيرة الرخيصة، التي يُنتج معظمها بمكونات صينية".
وتستحوذ شركة صينية واحدة، وهي DJI، على 70% من إجمالي مبيعات الطائرات المسيرة عالمياً، وتُنتج ملايين الطائرات المسيرة سنوياً.
ووفق تقرير لموقع "ناشونال سيكيوريتي جورنال"، فإن أصل المشكلة يكمن في قاعدة التصنيع المحلية المنقرضة تقريباً، مما يجعل الولايات المتحدة غير قادرة على إنتاج الطائرات بدون طيار على نطاق واسع، دون الاعتماد على المكونات الصينية.
إلى جانب المخاوف الواضحة بشأن التفوق العسكري، توجد أيضاً مخاوف تقنية وتصنيعية، إذ يمنع البنتاغون الجيش من استخدام الطائرات المسيرة الصينية الصنع، مُذكّراً بتحديات أجهزة كمبيوتر لينوفو وهواتف هواوي وارتباطها بحكومة جمهورية الصين "المعادية" وفق تعبيره.
وفي المقابل، لدى وزارة الدفاع "قائمة زرقاء" لمُصنّعي الطائرات المسيرة ونماذجها المُصرّح لها للاستخدام العسكري الأمريكي، ومع ذلك، لا تضم هذه القائمة المعتمدة سوى 14 شركة و20 نموذجاً، كان النموذج الأمريكي أضعفها للغاية في مناورة أجريت مؤخراً في ولاية ألاسكا.
ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" مشاركة أمريكا في مناورة ألاسكا بأنها "كوميديا أخطاء"، إذ تحطمت طائرات بدون طيار، وأخطأت أهدافها، وكادت أن تصطدم بمجموعة من المراقبين، وكل ذلك أثناء تحليقها من قِبل مُصنّعي الطائرات بدون طيار أنفسهم.
ويلفت تقرير "ناشونال سيكيوريتي جورنال"، إلى عقبات عديدة أمام صنع الطائرات المسيّرة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تفتقر إلى القدرة على تصنيع هذه المنتجات وغيرها.
ويتعيّن على الكونغرس أن يسنّ إصلاحات كبرى لإعادة بناء القدرة الصناعية والقوى العاملة الماهرة في أمريكا، وبالفعل أصدرت وزارة الدفاع مؤخراً سياسة جديدة تتيح إجراء تجارب أكبر على الطائرات بدون طيار الصغيرة.
وأقرّ وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، بتخلف بلاده في مجال صنع الطائرات المسيّرة، وأعلن عن سلسلة من السياسات والاستثمارات الجديدة، تعهد فيها بسد الفجوة.
وفي فيديو سابق، أشار إلى أن القواعد وإجراءات الشراء القديمة تُصعّب على القادة شراء الطائرات المسيّرة وتدريب جنودهم على استخدامها.
وقال: "بينما أنتج خصومنا ملايين الطائرات بدون طيار الرخيصة، كنا غارقين في الروتين البيروقراطي" وفق تعبيره.
لكن تنمية صناعة محلية قادرة على إنتاج ما يكفي من الطائرات المسيرة لتلبية احتياجات الجيش الأمريكي ستستغرق وقتاً ومالاً، وفق "ناشونال سيكيوريتي جورنال".
وتضيف: "رغم تفوق الولايات المتحدة في تطوير طائرات مسيّرة كبيرة ومعقدة، مثل طائرات بريداتور وريبر، التي تكلف الواحدة منها عشرات الملايين من الدولارات، إلا أن صراعات اليوم تهيمن عليها أسراب من الطائرات المسيرة الأصغر حجماً والأقل تكلفة، والتي تُنتج في معظمها بمكونات صينية".