حذّرت منظمة "مراسلون بلا حدود" من تدهور مقلق في أوضاع حرية الصحافة في الولايات المتحدة، منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وفي تقريرها السنوي الذي صدر اليوم الجمعة، صنّفت المنظمة الولايات المتحدة في المرتبة 57 عالميًّا، متراجعة بمركزين عن العام السابق، وفقًا لما أوردته صحيفة "لوموند" الفرنسية.
وأشارت المنظمة إلى أن إدارة ترامب قامت بتسييس المؤسسات، وأضعفت الدعم الموجّه لوسائل الإعلام المستقلة، كما همّشت الصحفيين الذين باتوا يواجهون عداءً متزايدًا.
من جانبها، قالت آن بوكندي، المديرة التحريرية في المنظمة، إن "الوضع لم يكن مشجعًا من قبل، لكنه ازداد سوءًا منذ تولي ترامب ولايته الثانية"، مضيفة أن الهجمات المتكررة ضد الإعلاميين باتت جزءًا من المشهد اليومي في أمريكا.
وأضافت أن ثقة المواطنين في الإعلام تتراجع بشكل خطير، في ظل تصعيد الخطاب السياسي العدائي تجاه الصحافة.
وبحسب التقرير، اتخذت إدارة ترامب خطوات حاسمة لتقويض الإعلام العام، حيث وقّع الرئيس الأمريكي مؤخرًا مرسومًا يقضي بوقف التمويل الفيدرالي لهيئتي NPR وPBS، متهمًا إياهما بنشر "دعاية تقدمية".
كما واصل ترامب تقليص دور وسائل الإعلام الأمريكية الموجهة للعالم، مثل "صوت أمريكا"، مما حرم أكثر من 400 مليون شخص من مصادر موثوقة للأخبار.
وفي سياق متصل، نبهت "مراسلون بلا حدود" إلى أن تجميد المساعدات التي تقدمها وكالة التنمية الأمريكية (USAID) ألحق أضرارًا فادحة بمئات المؤسسات الإعلامية، خصوصًا في مناطق النزاع مثل أوكرانيا، حيث اضطرت عدة جهات إلى الإغلاق نتيجة الضغوط الاقتصادية.
ومن جهتها، أكدت "لجنة حماية الصحفيين" (CPJ) في تقرير نُشر هذا الأسبوع، أن حرية الصحافة في الولايات المتحدة لم تعد مضمونة، مشيرًة إلى تزايد الاعتداءات والانتهاكات خلال الأيام المئة الأولى من ولاية ترامب الثانية.
واحتفظت النرويج، على مستوى التصنيف العالمي، المركز الأول كأكثر الدول احترامًا لحرية الصحافة، فيما جاءت فرنسا في المرتبة 25 بعد تراجعها أربع مراتب.
ووصفت المنظمة الوضع في دول مثل غينيا، الأرجنتين، وفلسطين بـ"الكارثي"، بينما حلّت إريتريا في ذيل القائمة، تسبقها كوريا الشمالية والصين.
ويعتمد تصنيف "مراسلون بلا حدود" على مؤشرين رئيسيين: تحليل نوعي لخبراء دوليين حول السياسات الإعلامية، ومؤشر كمي يُحصي الانتهاكات المسجلة بحق الصحفيين في كل دولة.