logo
العالم

بعد استيلاء الجيش على السلطة.. هل تواجه مدغشقر "عزلة إقليمية"؟

مايكل راندريانيرينا يؤدي اليمين رئيسا مؤقتا لمدغشقرالمصدر: رويترز

أثار إعلان الاتحاد الأفريقي تعليق عضوية مدغشقر "بأثر فوري"، بعد قرار الجيش الاستيلاء على السلطة هناك، تساؤلات حول ما إذا كانت أنتاناناريفو ستشهد عزلة إقليمية شبيهة بتلك التي عاشتها النيجر ومالي وبوركينا فاسو والغابون؛ بسبب انقلابات عسكرية مماثلة. 

أخبار ذات علاقة

متظاهرون في أنتاناناريفو، مدغشقر

"جون أفريك": مخاوف لدى شباب مدغشقر من استغلال "انتصارهم السياسي"

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، في تصريحات صحفية، إن "ما جرى في مدغشقر يمثل خرقاً للنظام الدستوري"، لافتاً إلى أن "سيادة القانون يجب أن تسود على منطق القوة، ومقاربتنا تقوم على الحوار والشرعية".

وكان رئيس مدغشقر أندري راجولينا قد فرّ من البلاد عقب تصويت في الجمعية العامة (البرلمان) على عزله من منصبه، بعد أسابيع من احتجاجات دامية خلفت عشرات القتلى والجرحى، وهي احتجاجات نظمتها حركة "جيل زد".

وأدى الحاكم العسكري الجديد للجزيرة المضطربة، الكولونيل مايكل راندريانيرينا، اليمين الدستورية رئيسا للبلاد، اليوم الجمعة، حيثُ جرت مراسم أداء اليمين في المحكمة الدستورية العليا.

وعلق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، إيريك إيزيبا، على الأمر بالقول، إن "مدغشقر اليوم على أعتاب عزلة، خاصة أن إجراءات الاتحاد الأفريقي لن تقتصر في اعتقادي على مجرد تعليق عضوية البلاد بل قد تشمل أيضاً تجميد بعض المبادلات التجارية أو الاتفاقيات؛ ما يضع ضغوطا كبيرة على مدغشقر وقيادتها الجديدة".

وتابع إيزيبا، في تصريح لـ"إرم نيوز"، بالقول إن "الحاكم العسكري في مدغشقر برر استيلاءه على السلطة بتنامي الغضب وانحيازه إلى الشعب، لكن هذه ذرائع لا يتقبلها الاتحاد الأفريقي وبعض القوى الدولية مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ففي نظرهم ما حدث خرق للنظام الدستوري".

وشدد على أن "ذلك يضع الكولونيل مايكل راندريانيرينا أمام تحدي الصمود بوجه الضغوط الخارجية، وإن كان عبد الرحمن تياني قد نجح في النيجر، وآسيمي غويتا في مالي، وغيرهما، فإنه من غير الواضح قدرة راندريانيرينا على الصمود". 

أخبار ذات علاقة

مجموعة من جنود مدغشقر ينظمون إلى المتظاهرين

مدغشقر.. تفاصيل الساعات الأخيرة من حكم راجولينا

وتجدر الإشارة إلى أن مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي كان قد أدان خلال اجتماع طارئ له استيلاء الجيش على السلطة في مدغشقر، دون أن يعلن عن إجراءات في مواجهة ذلك.

وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد الحاج عثمان: "لا أرى عزلة تهدد مدغشقر، خاصة أن مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية (سادك) لم تقر بعد أي إجراءات ضد قادة مدغشقر الجدد، على الرغم من أن رئيسها المعزول يشغل أيضاً منصب الرئيس الدوري لهذه المجموعة".

وبين الحاج عثمان، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أن "بعض المنظمات الإقليمية في أفريقيا لا تزال خاضعة لتأثير فرنسا، وأبرزها الاتحاد الأفريقي نفسه، الذي علق عضوية مدغشقر، رغم أن الشعب الملغاشي رحب بتحرك الجيش، وبالتالي فإنني أستبعد مسألة العزلة على الرغم من إجراء الاتحاد الأفريقي".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC