ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
مثّلت المواجهة الأخيرة بين الهند وباكستان تصعيدًا كبيرًا في النزاعات الحدودية التي كانت تشتعل بين البلدين بشكل دوري، ما يُنبئ باحتمال اندلاع حرب جديدة بين البلدين.
وبحسب تقرير لمجلة "فورين أفيرز"، فإنه خلافًا للضربات العقابية المحدودة التي شنتها الهند في الماضي، توغل هذا الهجوم في عمق الأراضي الباكستانية؛ حيث تجاوزت عملية "سيندور" الهندية شطر كشمير الخاضع للإدارة الباكستانية لتصل إلى البنجاب، قلب باكستان، وأصابت في نهاية المطاف ليس فقط منشآت الجماعات المسلحة، بل أيضًا أهدافًا عسكرية، بما في ذلك القواعد الجوية.
ورغم أن القتال بين الهند وباكستان، في العقود الأخيرة، اقتصر في الغالب على المنطقة الحدودية المحيطة بإقليم كشمير المتنازع عليه، فإنه في صراع مايو أيار الأخير، كانت المدن الكبرى في باكستان والعديد من المدن الكبرى في شمال الهند في حالة تأهب قصوى.
ورأى التقرير أنه في حين أملت الهند، من خلال ضرباتها، إظهار قوتها أمام جمهور رغب في الانتقام للهجوم الإرهابي في كشمير، فإن ردّ الهند الانتقامي، بالتوغل في عمق باكستان وضرب مجموعة واسعة من الأهداف، حيث أرادت الهند أيضًا إعادة إرساء الردع وثني الجيش الباكستاني عن دعم الجماعات المسلحة النشطة في الأراضي الهندية، منح الجيش الباكستاني أكبر نصر رمزي له في العقود الأخيرة.
وبينما سارعت الهند إلى ردٍّ انتقاميٍّ ساهم في تحسين سمعة الجيش الباكستاني وتعزيز شعبيته في الداخل، من المفارقات التي رصدها التقرير أن هذا لن يثني إسلام آباد أيضًا عن كبح جماح حربها بالوكالة ضد نيودلهي، أو عن المخاطرة باندلاع اشتباكاتٍ مستقبلية بين هاتين الدولتين النوويتين.
وأضافت المجلة أنه على الرغم من أن الأزمة لم تتفاقم إلى المستوى النووي، فإن تصعيدها السريع أظهر الآثار المتناقضة لامتلاك الدول للأسلحة النووية.
وفي حين أن الردع النووي يمكن أن يقلل من احتمالية نشوب حرب تقليدية شاملة، فإنه قد يُولّد أيضًا عدم الاستقرار من خلال توسيع نطاق الصراعات ذات المستويات الأدنى، بما في ذلك المناوشات والإرهاب.
وربما يكون امتلاك الأسلحة النووية قد حفّز مواجهات محفوفة بالمخاطر تتجاوز بقليل العتبة النووية الغامضة.
ووفقا للتقرير، يمكن للمتشائم أن يُشير إلى النتائج الخطيرة التي قد تُسفر عنها هذه الديناميكية؛ حيث يُمكن للجيوش أن تضرب مجموعةً أوسع من الأهداف بترسانةٍ مُتطورةٍ باستمرار من الأسلحة الجديدة، وبينما تتزايد احتمالية وقوع كارثة، إلا أنه مهما بلغت عقلانية القادة الهنود والباكستانيين، فإن خطر سوء التقدير أو سوء الفهم في غياب قنوات اتصال موثوقة لإدارة الأزمات يجعل أي تفجر مستقبلي للصراع أكثر خطورة.
وأشارت المجلة إلى أن وقف إطلاق النار لا يُمثل سلامًا دائمًا بأي حال من الأحوال، رغم أن لدى كلا الجانبين أسبابا لادعاء النصر، مما قد يُسهم، ولو لفترةٍ من الوقت، في تهدئة التوترات.
وتابعت أن بُعدين جديدين، هما التضليل الإعلامي والطائرات المُسيّرة، يُضيفان مستوياتٍ غير متوقعة من الخطر على المواجهات المستقبلية.
وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام الباكستانية لم تكن موضوعيةً في تغطية الأزمة، وفقا للتقرير، فإن قنوات الأخبار التلفزيونية الهندية رفعت هستيريا الحرب إلى ذروةٍ جديدة من خلال "اختلاق أو تضخيم الأكاذيب"، بما في ذلك الضربات على ميناء كراتشي والاستيلاء المزعوم على المدن الباكستانية.
وبينما فتح استخدام الطائرات المسيرة المسلحة جبهة جديدة في الصراع، أثارت أساطيل الطائرات المسيرة المتسكعة، ذاتية التفجير، التي أطلقها الجانبان ذعرًا وخوفًا واسعي النطاق.
ومن المرجح أن تُسهم تكنولوجيا الطائرات المسيرة في صياغة التصعيد وضبط النفس في الأزمات المستقبلية.
وخلُصت المجلة إلى أنه رغم وقف إطلاق النار، إلا أن نيودلهي أكدت أنها أوقفت هجومها فحسب، ويمكنها استئناف هجماتها في أي وقت لمعاقبة أي حوادث إرهابية عابرة للحدود في المستقبل؛ حيث يمكن لهجوم إرهابي واحد أن يُزعزع استقرار المنطقة من خلال إطلاق شرارة دورة أخرى من الانتقام والرد المضاد.