قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة

logo
كشمير.. نار تحت الرماد
العالم
خاص

"إرم نيوز" في كشمير.. "نار تحت الرماد" (وثائقي)

23 مايو 2025، 10:44 ص

عندما يُذكر اسم كشمير، فنحن لا نتحدث فقط عن إقليمٍ جغرافي، بل نفتح ملفاً معقّداً يشوبه الكثير من الغموض، وتاريخًا مثقلًا بالصراعات الدموية التي تمتد لعقود طويلة. ولهذا السبب، لم يكتفِ "إرم نيوز" بالنظر إلى ما يجري عن بُعد وتحليله أبعاده، بل قرّر الذهاب إلى قلب الحدث، حيث القصص لا تُروى إلّا إذا عايشت تفاصيلها بنفسك.

من العاصمة، بدأت رحلتنا إلى كشمير، الإقليم المتنازع عليه بين الهند وباكستان، حيث لا تقتصر القصة على الاشتباكات العسكرية، بل تتداخل مع صراعات إقليمية أعمق، ترتبط بموازين القوى في جنوب آسيا، وتخضع لأجندات جيوسياسية تتجاوز ما يُنشر في يُذاع الأخبار. فهناك، كل زاوية تحمل قصة لم تصل بعد إلى مسامع العالم.

أخبار ذات علاقة

في العمق

معركة السماء بين الهند وباكستان.. هل تغير شكل الحروب الجوية الحديثة؟

 التوتّرات بين الهند وباكستان تصاعدت في 23 أبريل الماضي، بعد مقتل 26 سائحاً في هجوم شنه مسلحون في كشمير. كان ذلك الهجوم بمثابة شرارة جديدة في سياق مشحون أصلًا بالتوترات التاريخية والسياسية. الهند سارعت إلى اتهام باكستان بالمسؤولية، بينما نفت الأخيرة أي صلة لها بالحادثة.

الصراع تصاعد بشكل لافت عندما شنّت الهند ضربات جوية على منشآت يُشتبه في تبعيتها لمسلّحين داخل الأراضي الباكستانية، ما أدّى إلى تبادل القصف المدفعي واندلاع مناوشات عسكرية على الحدود. تلك الأحداث أسفرت عن مقتل نحو 70 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بينهم 20 ضحية سقطوا نتيجة قصف عبر الحدود في كشمير.

وفي إحدى القرى الأقرب إلى خط النار، التقى إرم نيوز بعائلة نرجس بيغوم، التي قضت أثناء محاولتها الفرار من القصف. يروي ابنها سكيب بشير خان لـ"إرم نيوز" تفاصيل اللحظات الأخيرة لوالدته وسط حالة من الذعر.

أخبار ذات علاقة

قوات أمن باكستانية

مع سريان وقف النار.. هدوء حذر على الحدود بين الهند وباكستان

 كانت نرجس بيغوم، البالغة من العمر 45 عاماً، وقد أصيبت بشظية داخل السيارة أثناء محاولتها الهروب. نُقلت إلى المستشفى، لكنّها فارقت الحياة متأثرة بجراحها، تاركةً خلفها ابناً و 4 فتيات. وبينما تحاول القيادات السياسية تصوير الحرب كمعركة إستراتيجية، هناك، بين الأنقاض، ثمّة مَنْ يدفع ثمناً لا تلتقطه الحسابات السياسية.

إقليم كشمير، في جوهره، ليس مجرّد نزاع حدودي؛ إنّه صراع حياة يومية. خلف الخطوط العسكرية، تنتشر قصص وجع صامت وأمل بسلام قد يأتي... وقد لا يأتي. المدينة تئن تحت وطأة العسكرة، الأسواق تفتح بتردد، والكلمات تُقال بحزن كما شهدناها بأعيننا.

أطول النزاعات السياسية والعسكرية

الصراع بين الهند وباكستان يُعد من أطول النزاعات السياسية والعسكرية في العصر الحديث، وتعود جذوره إلى العام 1947، عندما نالت الهند استقلالها عن بريطانيا وانقسمت إلى دولتين: الهند ذات الغالبية الهندوسية، وباكستان ذات الغالبية المسلمة. وكانت كشمير أبرز نقاط الخلاف، باعتبارها منطقة جبلية ذات أهمية استراتيجية، يطالب بها الطرفان.

ذلك النزاع أدّى إلى 3 حروب كبرى في أعوام 1947، 1965، و1971، إلى جانب اشتباكات حدودية متكررة، وأزمة عسكرية كبيرة العام 1999 لم تتطوّر إلى حرب شاملة. وما يزيد من خطورة الموقف، اليوم، هو امتلاك الجانبين للسلاح النووي، إذ أجرت الهند أوّل تجربة نووية، العام 1974، وتبعتها باكستان في 1998، ما يجعل أيّ تصعيد عسكري بمثابة خطر عالمي.

رغم ذلك الواقع، لا تزال هناك جهود إقليمية ودولية تسعى لتهدئة التوتّر، وفتح قنوات الحوار. إلّا أنّ هذه المحاولات، غالبًا، ما تبقى هشّة أمام التوتّرات السياسية، والهجمات العابرة للحدود.

محمد أنور شيخ، أحد السكان المتضرّرين من القصف، لم يكن له خيار سوى إخلاء عائلته مع بدء الاشتباكات. وعندما عاد إلى منزله، وجده مدمّراً، وهو، اليوم، يحاول مع أسرته إنقاذ ما تبقى من البيت الذي بنوه بعد سنوات من الكد والتعب.

أخبار ذات علاقة

سد في الجانب الباكستاني من كشمير

أزمة المياه تهدد بنسف الهدنة بين الهند وباكستان

 الحوار الطريق الوحيد للحل

في محاولة لفهم الموقف السياسي من الداخل، توجهنا إلى سريناغار حيث أجرينا لقاءً مع المتحدث باسم المؤتمر الوطني، الحزب الحاكم في جامو وكشمير، عمران نبي دار. سألناه عن آفاق السلام، وعمّا إذا كان وقف إطلاق النار يشكّل بداية فعلية لمسار سياسي جاد.

فقال لـ"إرم نيوز": "إنّها مسألة حياة أو موت لشعب جامو وكشمير، خاصة بالنسبة للذين يعيشون على طول الحدود الدولية وخط السيطرة، الأكثر تضرّراً من تلك الأعمال العدائية". وشدّد على أنّ "الحل الوحيد يكمن في الحوار"، آملاً أن يجتمع البلدان معًا، ويحاولا حلّ أيّ مشاكل قد تواجههما".

أخبار ذات علاقة

رجل أمن هندي في نيودلهي

"الغارديان": إسكات بنادق الهند وباكستان لن يطفئ "نار كشمير"

 وبعد أسابيع من التصعيد، بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى بلدة أوري. فتح السكان أبواب منازلهم، وعادت الأسواق للعمل، وسط حديثهم عن أن ما شهدوه من قصف كان الأعنف منذ سنوات، وأنّه المرة الأولى التي تشهد فيها الحدود الدولية وخط السيطرة مثل ذلك الحجم من المواجهات العسكرية.

اليوم، يتجاوز الصراع بين الهند وباكستان الجانب العسكري، ليشمل التنافس الاقتصادي والديبلوماسي، وحتى التأثير الإعلامي والثقافي. وبينما يحلم كثيرون بالسلام، يبقى الحل رهناً بإرادة سياسية صادقة تتجاوز ترسّبات الماضي، وتطمح إلى مستقبل أكثر استقراراً.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC