logo
في العمق
فيديو

معركة السماء بين الهند وباكستان.. هل تغير شكل الحروب الجوية الحديثة؟

19 مايو 2025، 11:53 ص

أشعل الاشتباك الجوي الأخير بين الطائرات المقاتلة الباكستانية الصينية والهندية فرنسية الصنع، شرارة نقاشات واسعة في الدوائر العسكرية والاستخباراتية حول العالم ليس فقط لندرة هذا النوع من المواجهات الجوية المباشرة بين قوتين نوويتين، ولكن لأن المعركة قدمت معملًا حيًا لاختبار قدرات الطائرات والصواريخ والأساليب القتالية الحديثة.. والنتائج تُراقب عن كثب في مراكز القيادة العسكرية الكبرى حول العالم.

أخبار ذات علاقة

وزير خارجية باكستان إسحاق دار

بعد 7 أيام دامية.. وزير خارجية باكستان يزور الصين

 

مواجهة جوية نادرة 

استخدمت باكستان مقاتلات J-10 الصينية المتقدمة لإسقاط 3 طائرات هندية من طراز رافال وفق حديث وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق، في المقابل اعتمدت الهند على مقاتلات رافال الفرنسية المزودة بصواريخ Meteor الأوروبية الصنع، ما جعل المعركة وكأنها مواجهة غير مباشرة بين الصين والغرب على مستوى التكنولوجيا الجوية، ورغم أنه لم يصدر أي تأكيد رسمي على طرازات الأسلحة المستخدمة، لكن الأداء المفترض للأسلحة الصينية كان محور التحليل العالمي مع مقارنته بالأسلحة الفرنسية؛ فهذه المواجهة وفّرت بيئة قتال حقيقية و كانت فرصة لا تتكرر كثيرًا لتقييم الأداء الفعلي للتكنولوجيا العسكرية خارج ميادين التجريب.

هيبة الصناعات العسكرية "على المحك"

التطور المفاجئ وسقوط طائرات رافال الهندية ألقى بظلال ثقيلة على سمعة الصناعات الدفاعية الفرنسية، التي طالما اعتمدت على طائرات "رافال" كسلاح فخرها ومصدر رئيسي لعقود التصدير.

سلطت مجلة ميليتاري واتش الضوء على التداعيات المحتملة، مؤكدة أن الأداء الضعيف للرافال في هذه المواجهة قد يؤدي إلى تراجع الاهتمام العالمي بها، خاصة مع ارتفاع تكلفة الطائرة التي تتجاوز 240 مليون دولار للطائرة الواحدة، هذا ما دفع البعض إلى إطلاق دعوات في الهند لإلغاء صفقة شراء 26 مقاتلة إضافية لصالح البحرية. مع الإشارة إلى أن الهند على سبيل المثال كانت أكبر مستورد للأسلحة الفرنسية؛ إذ استحوذت على نحو 30% من إجمالي الصادرات.

تعتمد فرنسا على قطاع الصناعات العسكرية بوصفه من أعمدة اقتصادها، إذ يشغل نحو 300 ألف شخص، وتعد صناعة الطيران تحديدًا من أبرز روافده، لكن هذه الهزة العسكرية قد تتحول إلى ضربة اقتصادية قاصمة إذا ما فقدت "رافال" جاذبيتها في السوق العالمية.. 

الصعود الصاروخي للأسلحة الصينية

بعد الحرب القصيرة بين الهند وباكستان شهدت أسعار الأسلحة الصينية قفزة كبيرة في قيمتها السوقية العالمية وفق تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ قالت فيه إن الصراع أعاد النظر في تقييم الأسلحة الصينية، مما يتعارض مع المفاهيم السائدة التي تصفها بأنها أقل قدرة من الأسلحة الغربية، ويُتوقع أن يؤدي هذا النجاح إلى زيادة صادرات الأسلحة الصينية إلى الدول النامية، حيث أظهرت قيمة الطائرات الصينية ارتفاعًا يتجاوز ربع سعرها السابق في الأسواق العالمية.

شو هسياو هوانغ الباحث في معهد أبحاث الدفاع والأمن القومي في تايبيه، أشار إلى أن تايوان تتابع عن كثب الصدام العسكري بين الهند وباكستان، وتعتقد أن هذا الصراع يتطلب إعادة تقييم للقوة الجوية الصينية التي قد تضاهي أو حتى تتفوق على القوات الجوية الأميركية المنتشرة في المنطقة.

إذ يبدو أن النجاح الذي حققته طائرات "جيه-10 سي"، رغم ندرة استخدامها في التجارب القتالية، قد أزال الكثير من الشكوك التي كانت تحيط بالقدرات العسكرية التقليدية للصين.

أخبار ذات علاقة

باكستانيون يحتفلون بعد إعلان وقف إطلاق النار مع الهند

وزير: بريطانيا وأمريكا تعملان على وقف إطلاق نار دائم بين الهند وباكستان

 وفي محاولة لمعادلة أو تجاوز الصاروخ الصيني  PL-15 الذي يمتلك القدرة على الوصول إلى أهداف على مسافات تتراوح بين 200 إلى 300 كيلومتر ، تعمل الولايات المتحدة على تطوير صاروخ SiAW الذي يعتمد على صاروخ AGM-88G لتعزيز قدرة الجيش على توجيه ضربات سريعة ودقيقة ضد الأهداف الأرضية الحساسة للوقت، تشمل هذه الأهداف منصات إطلاق الصواريخ الباليستية، والصواريخ الموجهة، وأنظمة الحرب الإلكترونية، بالإضافة إلى الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية، كما تشير التقارير إلى أن دولا أوروبية تدرس تحديث صاروخ Meteor مع إضافة تعديلات في الدفع والتوجيه.

تُظهر التحليلات الغربية أن “ضباب الحرب المصطنع” قد يحجب حقائق تقنية مهمة، وهو ما تحاول كل من الصين وأميركا استغلاله لصالحها عبر تحليل أدق التفاصيل الاستخباراتية، ورغم أن الاشتباك الجوي الأخير بين الهند وباكستان قد يبدو معزولًا جغرافيًا، لكنه في الواقع شكل زلزالًا عسكريًا عالميًا من واشنطن إلى بكين، ومن باريس إلى نيودلهي حيث تتابع الجيوش هذا التطور عن كثب؛ لأنه قد يعيد صياغة قواعد الاشتباك الجوي وسط سباق محموم للوصول إلى القمة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC