ذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن المخاوف الأمنية تتزايد في كشمير، الخاضعة للإدارة الباكستانية، بعد الهجوم الهندي الأخير، ما يقرب دُعاة الاستقلال من إسلام أباد مرحليًا على الأقل.
وعلى الرغم من أن جثث القتلى دُفنت ومعظم الأنقاض في كشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية أُزيلت بعد أكثر من أسبوع على اتفاق وقف إطلاق النار بين باكستان والهند الذي جلب الهدوء إلى هذه المنطقة الحدودية المتنازع عليها، لكن ما زالت تظهر بوادر خفية لتغيير الوضع الراهن الإقليمي جراء هذا القتال.
وبحسب الصحيفة، خرج بعض السكان المحليين إلى الشوارع احتفالاً بالهدنة مع الهند، معتبرين إياها انتصاراً لإسلام آباد، وهو تعبير علني نادر عن القومية الباكستانية في آزاد كشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية، والمنطقة شبه المستقلة التي يعتبر كثيرون فيها أنفسهم كشميريين أولاً.
وفي حين غيّر حتى نشطاء الاستقلال لهجتهم، صرح محمد رفيق دار، المتحدث باسم جبهة تحرير جامو وكشمير، التي لطالما دعت إلى انسحاب الجنود الباكستانيين من كشمير وإجراء استفتاء على الاستقلال، بأن رد باكستان "خلال هذه الحرب المحدودة كان موضع تقدير واسع".
وأشارت الصحيفة إلى أن باكستان ذات الأغلبية المسلمة والهند ذات الأغلبية الهندوسية تُديران أجزاءً مختلفة من كشمير، وتطالب كلٌّ منهما بالمنطقة بأكملها منذ التقسيم الدموي للهند البريطانية عام 1947.
ورغم أن باكستان أرسلت ميليشيات قبلية إلى كشمير بعد فترة وجيزة من التقسيم لمنع حاكم المنطقة الهندوسي من الانضمام إلى الهند، لكن عندما توقف القتال عام 1948، سيطرت باكستان على ما يقارب ثلث الإقليم، بينما سيطرت الهند على الباقي.
وفي حين خاضت الهند وباكستان حربين إضافيتين على كشمير خلال العقود الفاصلة حتى فترات الهدوء النسبي اتسمت بقصف متقطع وانعدام ثقة مستمر.
ولفتت الصحيفة إلى أنه كما هو الحال في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، لطالما استاء السكان المحليون في آزاد كشمير من حُكمهم من الإدارة البعيدة في إسلام أباد.
وفي حين شلت الاحتجاجات واسعة النطاق في آزاد كشمير في مايو 2024 المنطقة لما يقارب أسبوعا، أغلق المتظاهرون، غضبًا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية والكهرباء، الطرق، وساروا نحو عاصمة الإقليم، مطالبين الحكومة الباكستانية بمزيد من الاهتمام والمساعدة.
وتابعت الصحيفة، بحسب مقابلات، مع سكان محليين أن القتال الأخير مع الهند وجّه تركيزهم نحو ما يعتبرونه الآن تهديدًا وجوديًا.
قال سردار عثمان عتيق، العضو البارز في حزب مؤتمر عموم مسلمي جامو وكشمير، وهو حزب مؤثر ومؤيد لباكستان في كشمير: "نخشى هجومًا هنديًا آخر".
وأشارت الصحيفة إلى أن دعاة الاستقلال في كشمير يراقبون من كثب الرئيس دونالد ترامب، الذي أثار، عند إعلانه وقف إطلاق النار قبل أكثر من أسبوع، احتمال إجراء محادثات بوساطة أمريكية حول وضع كشمير.