قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن الخطة الجديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن قطاع غزة مُقتبسة مباشرة من كتاب "حرب العراق"، معتبرة أن تل أبيب تجرّ الولايات المتحدة إلى "خدعة للمحافظين الجدد".
ومصطلح "المحافظين الجدد" وصف يرتبط برئاسة الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دبليو بوش، وتحديداً بالدفع نحو الإطاحة بنظام صدام حسين، والاستيلاء على العراق، وتنصيب حكومة مختلفة فيه.
وقالت الصحيفة، إنه بعد تحول حرب العراق إلى كارثة شاملة، أصبح إلقاء اللوم على المفكرين والاستراتيجيين المحافظين الجدد الذين دعموها "رياضة مشتركة" بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في واشنطن.
وذكرت الصحيفة أن غزة هي المكان الوحيد في العالم الذي يوشك أن يشهد تجربة المحافظين الجدد على غرار العراق، مع ما قد يترتب على ذلك من آثار مدمرة، وهي المكان الذي يبدو أن ترامب أقل اهتماماً به هذه الأيام.
ونوّهت إلى تقاطع خطة حكومة نتنياهو للسيطرة على توزيع المساعدات في غزة، مع تجربة سابقة للجيش الأمريكي في العراق، وكذلك ستبدأ شركات أمريكية العمل في جنوب غزة، تحت إشراف الجيش الإسرائيلي، في "مجمع إنساني" مُحاط بأسلاك شائكة.
وقالت الصحيفة: "سيتجمع مليونا فلسطيني من غزة في هذا المجمع للحصول على الغذاء والمساعدات، بينما ستسيطر إسرائيل على بقية غزة وتستغل الضغط على سكانها لإسقاط نظام حماس".
ورأت "هآرتس" أن خططا كهذه تؤدي في النهاية إلى ما وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"حروب أبدية"، دون استراتيجية خروج واضحة وموعد نهائي مؤجل باستمرار، كما كان المتعاقدون الأمريكيون في العراق مسؤولين عن انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان خلال فترة التمرد هناك، بما في ذلك قتل المدنيين.
وأشارت إلى أن استراتيجية إسرائيل تجاه غزة هذه الأيام يُخطط لها فعلياً رجلان فقط، وكلاهما كان من أشدّ المؤيدين لحرب العراق، مستذكرة أن نتنياهو سافر خصيصاً إلى واشنطن عام 2002 لإقناع أعضاء الكونغرس بأن إسقاط نظام صدام سيكون له "انعكاسات إيجابية هائلة على المنطقة".
والرجل الثاني هو رون ديرمر، الذي لطالما كان مساعد نتنياهو الأيمن، والوزير الأكثر نفوذاً في حكومته اليوم.
وبعد عقدين من الزمن، يُروّج نتنياهو وديرمر لخطتهما تجاه غزة بنفس الطريقة وحتى الآن، ورغم كل الغضب المُثار حول "إخلال المحافظين الجدد بأجندته"، يبدو أن الرئيس ترامب مُقتنع بها، بحسب "هآرتس".