logo
العالم

خبراء: اتفاق الدوحة جنّب العالم "نقطة اللاعودة" بين باكستان وأفغانستان

الحدود الأفغانية الباكستانيةالمصدر: رويترز

جاءت محادثات الدوحة بين باكستان وأفغانستان، في وقت كان من الممكن أن يُدرَج فيه التصعيد العسكري الأخير بينهما ضمن "الحروب المؤجلة" وسط تشابك ملفات معقدة، إلا أن خبراء أشاروا إلى أن المباحثات جنّبت العالم ما وصفوها بـ"نقطة اللاعودة"، ولاسيما بعد سقوط عشرات القتلى خلال الأيام الأخيرة.

وتوصلت كل من باكستان وأفغانستان، فجر اليوم الأحد، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين، بشكل فوري، وفق ما أفادت به مصادر قطرية رسمية. 

وذكرت الخارجية القطرية، في بيان، أنه "خلال المفاوضات التي عقدت في الدوحة بين الجانبين بوساطة تركية قطرية، اتفق الجانبان على وقف فوري لإطلاق النار وإنشاء آليات لترسيخ السلام والاستقرار الدائمين بين البلدين، وعقد اجتماعات متابعة في الأيام المقبلة لضمان استدامة وقف إطلاق النار والتحقق من تنفيذه بطريقة موثوقة ومستدامة، والمساهمة بالتالي في تحقيق الأمن والاستقرار في كلا البلدين".

أخبار ذات علاقة

المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد

"طالبان": لن نرد على الهجمات الباكستانية خلال محادثات الدوحة

خطوة بنّاءة

ومن كابول، قال رئيس مركز أفغانستان للإعلام، الدكتور فضل الهادي وزين، إن "محادثات الدوحة بين أفغانستان وباكستان مثلت خطوة إيجابية لحلّ المشاكل العالقة بين البلدين، فالقضايا القائمة كان لا بد أن تُحل عبر الحوار الثنائي، لأن التصعيد العسكري لا ينفع أي بلد، بل سيؤدي إلى خسائر كبيرة لكلا الدولتين".

وأفاد وزين، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "هناك عدة اعتبارات يجب أن تتعامل من خلالها كابول وإسلام أباد لإنهاء أي تصعيد عسكري بينهما، في الصدارة الجوار الجغرافي المتعلق بضرورة حسن العلاقات، بجانب ما يربط الشعبين من علاقات دينية، وثقافية، وتاريخية".

وأوضح وزين أنه "ستكون نتائج محادثات الدوحة خطوة بناءة نحو حل الخلافات بين أفغانستان وباكستان، وهذا يتطلب مرونة من الطرفين، ووقف أي تصعيد عسكري قد يؤثر على مسار الحوار".

وأضاف أن "هناك بالفعل قضايا عالقة يمكن حلها عبر الحوار، في وقت ترغب فيه القوى السياسية في كل من أفغانستان وباكستان في حل الخلافات في أسرع وقت بشكل لا يجعلها تتجدد".

حرب لن تنطفئ

فيما قال الباحث في العلاقات الدولية، أصلان الحوري، إن "هناك أهمية في نجاح محادثات الدوحة بين كابول وإسلام أباد، حتى لا يكون هناك موقع جديد قابل للانفجار في العالم، في وقت يعيش فيه المجتمع الدولي حالة من التوتر بسبب حروب قائمة، ولا يوجد بصيص أمل في إنهائها".

وبيّن الحوري، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه "لو ذهب البلدان إلى حرب، كان من الصعب إيقافها، الأمر الذي يتطلب التعامل مع ملفات تتعلق باللاجئين الأفغان والحدود بين البلدين خلال الفترة المقبلة بجدية عبر وسطاء دوليين، بشكل يقطع الطريق أمام إشعال المواجهة مجددًا بين البلدين".

ويؤكد الحوري أن "المشهد القائم بين أفغانستان وباكستان يدخل ضمن الحرب الباردة في نسختها الجديدة بين الولايات المتحدة والغرب من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، حيث أخذت هذه الصورة إطارها بعد العرض العسكري الصيني الذي أقامته بكين قبل شهر ونصف، بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، والذي كان حدثًا تاريخيًا وحمل ردود فعل غاضبة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

أخبار ذات علاقة

أفغاني يرفع علم طالبان

مسار متقلّب.. كيف انهار تحالف باكستان وطالبان التاريخي؟

رسم تحالفات

وبحسب الحوري، "هناك عمل على رسم تحالفات جديدة في عدة مواقع، أبرزها تلك البقعة الآسيوية التي تجمع باكستان وأفغانستان، نظرًا لأهميتها لعدة اعتبارات، من بينها تأمين مساحات المواجهة المستقبلية، لاسيّما بين الولايات المتحدة والصين".

ودلّل الحوري على ذلك بالقول إن "ترامب عمل بعد هذا العرض بكافة الوسائل على استعادة قاعدة باغرام التي غادرتها القوات الأمريكية في عهد الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن، في وقت باتت ترى فيه الإدارة الأمريكية الحالية أن باغرام بمثابة "رمانة ميزان" للحضور الأمريكي في هذه المنطقة الحيوية من القارة الآسيوية، في ظل موقعها الإستراتيجي أمام بكين وموسكو".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC