logo
العالم

خبراء: ارتدادات المواجهة الإيرانية الإسرائيلية تُربك حسابات الحوثيين

خبراء: ارتدادات المواجهة الإيرانية الإسرائيلية تُربك حسابات الحوثيين
أنصار الحوثيينالمصدر: رويترز
18 يونيو 2025، 3:39 م

مع امتداد رقعة المواجهات غير المسبوقة بين إسرائيل وإيران، يجد الحوثيون أنفسهم أمام تحديات متنامية على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية، طبقا لما يراه خبراء ومسؤولون يمنيون.

أخبار ذات علاقة

مؤيدون لميليشيا الحوثي

وسط الضربات الإيرانية.. أسباب عدم إعلان الحوثيين عن هجماتهم على إسرائيل

وفي ظل اشتداد الضربات المتبادلة، تتصاعد الضغوط على ميليشيا الحوثيين وتضيق خياراتها، في وقت يسود فيه الغموض بشأن مصير الدعم الإيراني الذي يشكّل ركيزة أساسية لقدرات الحوثيين؛ ما يهدد بانحسار دورهم الإقليمي المتعاظم مؤخرا، ومستقبلهم السياسي على الصعيد المحلي.

حالة إرباك

ورأى وكيل وزارة الإعلام لدى الحكومة اليمنية، أسامة الشرمي، أن انشغال قيادة الحرس الثوري الإيراني بالمواجهة المباشرة مع إسرائيل، يوجد حالة من الإرباك في خطوط إمدادات الأسلحة القادمة إلى الحوثيين؛ ما يؤثر على قدراتهم العسكرية.

لكن المسؤول اليمني أشار إلى الحاجة الإيرانية المتزايدة لاستخدام الحوثيين في الوقت الحالي كورقة ضغط على المجتمع الدولي، لمحاولة فرض شروط النظام الإيراني "الذي يعاني الآن الكثير من العزلة والمواقف الدولية المضادة في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية".

وحذّر الشرمي في تصريح لـ"إرم نيوز"، من تفعيل الحرس الثوري لقنوات تهريب الأسلحة وعصاباته بشكل أكبر وأقوى مما سبق، لاستيعاب الدعم المكثّف والمنقول إلى الميليشيا، "وهذا ما يجعلنا بحاجة إلى رقابة دولية مشددة على الموانئ والمنافذ البحرية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين".

وقال إن إيران "بعد أن تتجاوز صدمة الضربة الإسرائيلية، قد تعيد التفكير في الحوثيين باعتبارهم آخر أذرعها المتبقية في المنطقة، ومن ثم تأهيلهم للعب دور أوسع، وتنفيذ مخططات وتكتيكات الحرس الثوري".

وذكر أن الحوثيين يشعرون اليوم أنهم أمام "لحظة ضياع استراتيجي، ولا يعرفون وجهتهم التالية عقب سقوط النظام الإيراني المتوقع، سواء كان ذلك اليوم أو حتى بعد انتهاء العمليات العسكرية بالهزيمة".

وأشار إلى أن دور الحوثيين المقبل، يفرض على الحكومة والمجتمع الدولي، التعامل بجدّية مع هذا التهديد الذي قد يمثّله استمرار استخدام ملف الملاحة الدولية كورقة في خضم المعركة الكبرى الجارية حاليا.

سيناريوهات متوقعة

ومن جهته، قال خبير الشؤون العسكرية والاستراتيجية، الدكتور علي الذهب، إن التصعيد العسكري الحالي بين إيران وإسرائيل، ألقى بظلاله على العلاقة بين طهران والحوثيين، وفرض "قطيعة" أدت إلى توقف تدفّق الوسائل العسكرية وتقنياتها المهرّبة إلى الحوثيين، نتيجة انشغال إيران بمواجهة أزمة أكبر.

وأوضح الذهب في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الحوثيين بادروا وحاولوا إظهار موقف داعم لإيران بإطلاق بعض الصواريخ، "لكن حتى الآن لم يُتخذ قرار تفعيل دورهم القتالي بشكل كامل".

وتابع: "في حال تم التوصل إلى هدنة وتمكّن الإيرانيون من خلالها من التقاط الأنفاس، أعتقد أن ترتيبا عسكريا سيكون بعد هذه الفترة، وسيُعطي للحوثيين دورا حيويا ضمن استراتيجية ما بعد التصعيد؛ ما يمكنهم من الضغط وتعزيز الموقف الإيراني".

وبحسب الذهب، فإن هناك سيناريوهات لانعكاسات مآلات الحرب الجارية على الحوثيين من الناحية العسكرية، "فإذا خرجت إيران من الأزمة الحالية بتسويات تضمن بقاء النظام الحالي، فإن ذلك سينعكس إيجابا على الحوثيين وقدراتهم العسكرية".

وأشار إلى أن شروط التسوية المطروحة تتعلق بالبرنامج النووي وبرامج الصواريخ والطائرات غير المأهولة، إلى جانب التدخلات الإقليمية عبر جماعات العنف المسلح، "وهذا يعني أن تُلزم إيران بالتخلي عن دعم هذه الجماعات، وإخضاع ذلك لرقابة مشددة، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على الحوثيين على المستوى الرسمي، رغم اعتقادي بأن الكيانات الإيرانية الداخلية ستستمر في إرسال دعمها للجماعة".

أخبار ذات علاقة

مسلحون من مليشيا الحوثي

السلطات اليمنية تضبط خلايا مرتبطة بـ"الحوثيين والقاعدة" في عدن وتعز

وفي حال خسارة إيران المواجهة عسكريا مع إسرائيل والولايات المتحدة، رأى الذهب أن ذلك سيؤدي إلى سقوط النظام الإيراني "ومن ثم فإن الدور القادم على الحوثيين يجعلهم يصبحون في موقف عسكري ضعيف إلى حد ما، ما لم تكن هناك مساع دولية للحفاظ عليهم ضمن توازنات القوى في المنطقة".

انكشاف اقتصادي

بدوره، يعتقد الخبير الاقتصادي، ماجد الداعري، أن ثمّة أضرارا واسعة تلحق بميليشيا الحوثيين، نتيجة اعتمادها بشكل كبير على الدعم المالي والعسكري القادم من طهران، بما في ذلك شحنات النفط المجانية التي كانت تمثّل مصدرا رئيسا لتمويل العمليات العسكرية وتعزيز النفوذ الداخلي.

وقال الداعري في تصريحه لـ"إرم نيوز"، إن من شأن استمرار الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، أو حتى اتساعها لفترة وجيزة، "أن يؤدي إلى انقطاع إمدادات الوقود الإيرانية، وهو ما سيفضي إلى تجميد جزء كبير من الموارد المالية التي تعتمد عليها الميليشيا، ومن ثم انكشافها اقتصاديا وعسكريا في غضون أيام قليلة".

أخبار ذات علاقة

محمد الغماري

إعلام عبري: إصابة رئيس أركان الحوثي في هجوم صنعاء

 وذكر أن نشوب أزمة نفط وغاز في مناطق سيطرة الميليشيا، وشحّ هذه الإمدادات المرتبطة بحياة المواطنين سيؤثر على تسيير خدماتهم وأنشطتهم التجارية والزراعية؛ ما يرجّح اندلاع احتجاجات وسخط شعبي واسعين، في ظل تعطّل مصالح الناس وارتفاع الأسعار وخلق أزمات جديدة.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن الميليشيا الحوثية باتت أمام مفترق طرق، فإما الانخراط بشكل أكبر في الحرب الإقليمية عبر تكثيف هجماتها على إسرائيل، بما يحمله ذلك من مخاطر وردود انتقامية قاسية، أو الرضوخ للخسائر الاقتصادية وانحسار قدراتها العسكرية الناجمة عن توقف التمويل الإيراني، والانكماش إلى الداخل.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC