logo
العالم

بعد سنوات من خصومة أمريكا.. هل أصبح الاتحاد الأوروبي "العدو الأول" لروسيا؟

بعد سنوات من خصومة أمريكا.. هل أصبح الاتحاد الأوروبي "العدو الأول" لروسيا؟
علما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
27 أبريل 2025، 7:41 م

في تحول لافت بالاستراتيجية الروسية، أعلن جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي (SVR)، عن تغيير جذري في توجهاته، حيث "بات الاتحاد الأوروبي  الآن العدو الأول لروسيا بعد سنوات من التركيز على الولايات المتحدة"، وفقاً لما أورده تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية. 

يأتي  هذا التحول بعد تقارب غير مسبوق بين موسكو وواشنطن أثناء فترة رئاسة دونالد ترامب، ما يسلط الضوء على التغيرات المتسارعة في السياسة الخارجية الروسية.

وأوضح التقرير أنه لطالما صورت روسيا الولايات المتحدة كأكبر تهديد لها، متهمة واشنطن بمحاولة الاستيلاء على مواردها الطبيعية وتهديد استقرارها، إلا أنه في خطوة مفاجئة، قام جهاز الاستخبارات الروسي بتوجيه حملاته الإعلامية والرسائل السياسية ضد الاتحاد الأوروبي، متهماً إياه بإطالة أمد الحرب في أوكرانيا وبعرقلة "جهود السلام" التي كان قد بدأها ترامب.

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف

روسيا تتوعد: سنواصل ضرب منشآت الجيش الأوكراني و"المرتزقة الأجانب"

وبدوره، حذر جهاز الاستخبارات الروسي في بيان رسمي نشره على موقعه في 24 أبريل، من أن الوكالات الاستخباراتية الأوروبية تعمل بلا كلل لاستمرار النزاع القائم في أوكرانيا، وهو ما يعتبره جهاز الاستخبارات "هدفًا إجراميًا".

ويعكس هذا التحول في الخطاب جهود موسكو لشرح سبب تغير علاقتها مع واشنطن للجمهور الروسي.

وشدد التقرير على أنه مع تصاعد النشاط الإعلامي الموجه من قبل وسائل الإعلام الموالية للكرملين، أصبح الاتحاد الأوروبي هدفًا رئيسيًا في هذا الصراع الإعلامي.

وبالرغم من أن العلاقات الروسية الأمريكية شهدت تقاربًا خلال فترة ترامب، إلا أن الصحف الروسية تحذر من تداعيات هذا التغيير على الوحدة عبر الأطلسي.

في هذا السياق، تناولت صحيفة "إزفيستيا" الروسية في عددها الصادر في 24 أبريل الوضع الجيوسياسي، قائلة إن "التحالف بين الولايات المتحدة وأوروبا لم يعد قابلاً للاستمرار"، معتبرة أن "سياسات ترامب قد أدت إلى انهيار سريع للإجماع الأمريكي-الأوروبي".

بينما رحبت صحف أخرى، مثل موسكوفسكي كومسوموليتس، بالتوجهات الجديدة، معتبرة أن الأضرار التي قد يتسبب فيها هذا التقارب بين روسيا وأمريكا قد تكون أكثر فائدة على المدى الطويل من الحفاظ على العلاقة التقليدية بين أوروبا والولايات المتحدة.

ومن جانبها، استهدفت الدعاية الروسية مجددًا صورة الاتحاد الأوروبي من خلال استخدام أساليب مشابهة لتلك التي كانت تستخدم في الحقبة السوفيتية، مثل "أجيت-بروب"، والتي تعتمد على الرسائل السياسية المثيرة التي تؤثر في الرأي العام.

وعلى سبيل المثال، نشر جهاز الاستخبارات الروسي صورة كاريكاتورية لرئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، تظهرها كوحش رمزي، في محاولة لتصويرها كرمز لما وصفته بـ"اليوروفاشية".

أخبار ذات علاقة

قوات روسية تواصل تقدمها في كورسك

"تفكير حالم".. كييف تنفي استعادة روسيا لكورسك بالكامل

وتهدف هذه الصورة، التي تزامنت مع تصريحات دبلوماسية أمريكية في باريس، إلى تعزيز فكرة أن الاتحاد الأوروبي، عبر دعم كييف في الصراع الأوكراني، أصبح يشكل تهديدًا مشتركًا مع الولايات المتحدة ضد مصالح روسيا.

وفي الوقت ذاته، ترفض بروكسل رفع العقوبات عن موسكو في ظل احتلال القوات الروسية لأراضٍ أوكرانية.

ولا يتوقف الهجوم الروسي عند هذا الحد؛ إذ تناول الخطاب الروسي التاريخ الأوروبي، وخصوصًا في فرنسا وبريطانيا، حيث تم اتهام هذين البلدين بميل دائم نحو "الاستبداد" والديكتاتورية، مستندة إلى أحداث تاريخية مختلفة.

كما تم توجيه انتقادات حادة ضد "الإمبريالية الليبرالية البريطانية"، التي وُصفت بأنها أكثر تدميرًا من الفاشية نفسها.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

عقب لقاء الـ"15 دقيقة".. ترامب يهدد بفرض عقوبات على روسيا

ويعكس هذا التوجه الجديد في السياسة الروسية  استراتيجيات موسكو المستمرة في إعادة تشكيل المشهد الدولي، مع سعيها إلى تعزيز علاقاتها مع واشنطن على حساب العلاقات التقليدية مع أوروبا.

وخلص التقرير إلى القول إنه يبدو أن التوترات المستمرة حول النزاع في أوكرانيا ستظل المحور الرئيسي لهذه التحولات الجيوسياسية، حيث يظل مستقبل العلاقة بين روسيا وأوروبا ملبدًا بالغموض في ظل هذه التغيرات المتسارعة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC