استبعد خبراء ومحللون حدوث انهيار وشيك للائتلاف الإسرائيلي، رغم انسحاب الأحزاب الحريدية وتوقّع خروج الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
وأشار هؤلاء إلى أن "العطلة الصيفية" للكنيست تُنقذ بنيامين نتنياهو مؤقتًا، ليقود حكومة أقلية لفترة قصيرة.
وتوقّع الخبراء التوصّل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة بعد رفع جلسات الكنيست؛ ما يتيح لنتنياهو التحرّك بعيدًا عن ضغوط بن غفير وسموتريتش.
وقال النائب العربي السابق في الكنيست الإسرائيلي جمال زحالقة، إن "حكومة نتنياهو لا تبدو في طريقها إلى الانهيار، ولا يُتوقّع تبكير الانتخابات خلال الأشهر المقبلة".
وأوضح زحالقة في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الأحزاب الدينية التوراتية (الحريديم) قد انسحبت من الحكومة؛ ما خفّض عدد أعضاء الائتلاف من 68 إلى 50 نائبًا فقط".
ورأى أن "نتنياهو يستطيع الاستمرار في الحكم من خلال حكومة أقلية؛ لأن الأحزاب التي غادرت الائتلاف لا تعتزم التصويت لصالح حجب الثقة عنه، بل ستُبقي عليه في المرحلة القادمة بانتظار إقرار قانون إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية".
وأشار زحالقة إلى أن "العطلة الصيفية للكنيست ستبدأ في 27 يوليو/تموز، ومن المتوقع أن يتجدد النقاش مع عودته للانعقاد في أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وباختصار، يبدو أن حكومة نتنياهو قد تصمد حتى عام 2026".
وتابع: "يبدو أن نتنياهو سيتجاوز الأزمة حاليًا، لكنها ستعود مع نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل".
ويعتقد زحالقة أن "نتنياهو يسعى لإبرام صفقة في غزة مع بدء عطلة الكنيست، لتجنّب سقوط حكومته وتأجيل الأزمة إلى أكتوبر. وإذا جرى توقيع الصفقة، فمن المحتمل أن ينسحب سموتريتش وبن غفير؛ ما يعمّق الأزمة، لكن الحكومة لن تسقط؛ لأن من الصعب على أحزاب يمينية إسقاط حكومة يمين".
وفي السياق ذاته، سيحاول نتنياهو إرضاء الأحزاب المنسحبة من الحكومة عبر تقديم ميزانيات وتنفيذ سياسات مغرية، بهدف إطالة عمر حكومته إلى حين تحقيق إنجاز سياسي يسمح له بإعلان النصر والتوجّه للانتخابات.
ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية، حاتم الجوهري، أن "الأزمة الداخلية في الحكومة مستمرة منذ ما قبل الحرب، وتواصلت أثناءها بدخول وخروج وزراء".
وأوضح الجوهري في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "للأزمة بُعدين؛ الأول سياسي يتمثل في مشروع الدولة الإسرائيلية، والتخلّي عن حل الدولتين منذ أواخر التسعينيات، عقب اغتيال إسحاق رابين واندلاع الانتفاضة الثانية، وصولًا إلى الوضع الراهن. ويجد هذا البُعد تعبيره في قوانين تهويد الدولة، ومخططات السيطرة على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية".
وأضاف أن "البعد الثاني بنيوي، ويتمثل في توجه المجتمع الإسرائيلي نحو مزيد من المواجهة مع الدولة العميقة، من خلال تركيز السلطة بيد الحكومة ورئيس الوزراء، ومحاولات السيطرة على القضاء ومؤسسات الدولة، لكبح الأصوات المعارضة لتحويل إسرائيل إلى دولة عسكرية دائمة".
ويعتقد الجوهري أن نتنياهو هو "رجل المرحلة بالنسبة للإدارة الأمريكية الحالية، التي تنتهج سياسة الصدام الحضاري في ثلاث جبهات: الملف العربي الإسلامي (فلسطين)، الملف الصيني (تايوان)، والملف الروسي (أوكرانيا)".
وأضاف: "لن تجد أمريكا في عهد دونالد ترامب من هو أفضل من نتنياهو ليكون ذراعها التنفيذي في هذه الملفات" وفق تعبيره.