مقتل 5 جنود بتفجير انتحاري في شمال شرق نيجيريا
سلطت جريمة اغتيال أندري باروبي، أحد أبرز رموز القومية الأوكرانية، في مسقط رأسه بمدينة لفيف يوم 30 أغسطس/ آب الماضي، الضوء على الحرب الخفية بين روسيا وأوكرانيا، والتي تستهدف سياسيين وعسكريين ومدونين على حد سواء.
وبحسب صحيفة "سليت" الفرنسية، فإن باروبي كان متنكرًا في زي موظف توصيل عندما أطلقت عليه 8 رصاصات أثناء خروجه من شقته، في عملية تعكس سلسلة من الاغتيالات الممنهجة والكمائن والتفجيرات التي تضرب البلدين منذ سنوات.
وكان باروبي، البالغ من العمر 54 عامًا، يسعى منذ مراهقته لاستقلال أوكرانيا، حيث بدأ نشاطه السياسي في مواجهة النفوذ السوفييتي، ثم انخرط في صفوف الحركات القومية المتطرفة في التسعينيات قبل أن يخفف تدريجيًا من حدّة مواقفه.
خلال ثورة الكرامة عام 2014، قاد باروبي وحدات الدفاع الشعبي وشارك في مواجهات عنيفة ضد قوات مكافحة الشغب، ثم تولى منصب سكرتير مجلس الأمن القومي الأوكراني وأصبح نائبًا في البرلمان، ليصبح من أبرز الأصوات المناهضة لروسيا.
واتهمت موسكو باروبي بالمسؤولية عن أحداث العنف في أوديسا في مايو/ أيار 2014، التي قُتل فيها العشرات خلال صدامات بين مؤيدي الانفصال وأنصار وحدة أوكرانيا، ووصفتها بأنها "مجزرة مخططة مسبقًا".

وكشف باروبي حينها أنه تلقى تهديدات بالاختطاف ونقله قسرًا إلى روسيا للمثول أمام القضاء.
وبعد اندلاع الحرب الروسية في 2022، أُدرج اسمه ضمن "القائمة السوداء" للمعارضين الذين يجب التخلص منهم، وفق معلومات نقلتها أجهزة استخبارات حليفة إلى كييف.
ورغم تحذيرات شخصية من رئيس جهاز الأمن الأوكراني، لم يحصل باروبي على حماية خاصة، ما أثار انتقادات واسعة واعتُبر دليلًا على إخفاق المنظومة الأمنية.
المشتبه بقتله، وهو رجل يبلغ 52 عامًا من لفيف، أوقف في منطقة خميلنيتسكي واعترف بالجريمة مبررًا فعلته بـ"ثأر شخصي" بعد مقتل ابنه على الجبهة.
ولكن الشبهات تحوم حول تعرضه لضغوط روسية، بينها وعود بالمساعدة في العثور على جثة ابنه، ما يكشف كيف تستغل أجهزة الأمن نقاط ضعف الأفراد لتحقيق أهدافها.

اغتيال باروبي لم يكن حالة منفردة، فقد سبقته هجمات أخرى استهدفت شخصيات مناهضة لروسيا، مثل المدون ديميان هانول (31 عامًا) الذي قُتل في مارس/ آذار الماضي في أوديسا، والعقيد إيفان فورونيتش الذي اغتيل داخل مبنى آمن في كييف في يوليو/ تموز، في عمليات أظهرت تعقيدًا واحترافية عالية.
وقبل أسابيع من اغتيال باروبي، دوّى انفجار في مركز تجاري قرب مقر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في موسكو، ما أسفر عن قتيل وعدة جرحى بينهم ضابط كبير، في مؤشر جديد على أن الحرب الخفية مستمرة بعيدًا عن خطوط الجبهة التقليدية.
ويرى خبراء أمنيون أن هذه الاغتيالات الممنهجة مرشحة للاستمرار لسنوات حتى بعد توقف العمليات العسكرية التقليدية، إذ تغذيها دوافع الانتقام والتلاعب السياسي، ما يجعل الحرب السرية بين موسكو وكييف دائرة مغلقة بلا نهاية.