الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
أمام "معادلة التهديد الحوثي“ المتنامية تجد إسرائيل نفسها في واقع جديد لا يكتفي بإعادة توزيع مواردها الاستخباراتية والعسكرية على أكثر من جبهة فحسب، بل يصل لحد زرع ما تملكه من ”تفوق عملياتي وتكتيكي“ خلف خطوط العدو، في جبهة لا تنفك عن تجاوز ”خطوط حمراء“ فُرضت بعد هجوم السابع من أكتوبر.
وضمن ما يمكن وصفه بـ“الانغماس الحقيقي“ عسكريا بالملف، أنشأ جهاز المخابرات الإسرائيلي أخيرا وحدتين استخباريتين جديدتين مخصصتين لمتابعة نشاط ميليشيا الحوثي، أما مهامها فتتمحور حول جمع المعلومات ورصد تحركات العناصر البارزة وتحديد مواقع القيادة والمراكز الحساسة، بما في ذلك منشآت الإنتاج والتصنيع التسليحي.
ما يجعل من متابعة أنشطة الحوثيين إحدى الأولويات الكبرى للأجهزة الأمنية الإسرائيلية في هذا التوقيت، ما كشفته صحيفة ”يديعوت أحرونوت“ العبرية عن أن الحوثيين بدأوا بتنفيذ برنامج تدريبي واسع النطاق يُعرف باسم "عاصفة الأقصى"، يستهدف إعداد آلاف وربما عشرات الآلاف من المقاتلين لشن هجوم واسع ضد إسرائيل، مستوحى من عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حماس..
ومن بوابة سوريا أو الأردن وربما كلاهما، يندرج مخطط الميليشيا عبر محاولة تنفيذ عمليات توغل في الأراضي الإسرائيلية.
ولنجاعة سيناريو الحرب الأخيرة في لبنان ضد حزب الله وزعيمها آنذاك حسن نصر الله، يرى مراقبون أن إسرائيل قد تستنسخ التجربة لكن هذه المرة في اليمن عبر استراتيجية “قطع رأس الأفعى“ والحديث هنا عن زعيم ميليشيا الحوثيين عبد الملك الحوثي..
وضمن هذا الخيار تسخر تل أبيب مواردها الاستخباراتية والعسكرية لمواجهة ما بات يعرف في إسرائيل بـ“الخطر الوجودي“.
وما يطرح بقوة أيضا على ساحة المعادلة الحالية في حوارات المطلعين على الملف، يرتكز حول ما إذا كانت إسرائيل تمتلك الأدوات الفاعلة لاستنساخ تجربة حزب الله وزعيمها في اليمن أم لا..
فلا البعد الجغرافية يقربها من ذلك ولا حتى سنوات الصراع وتراكم بنك المعلومات يشي بالأمر، لكن مع التفوق الإسرائيلي الواضح أخيرا لا يمكن حسم الملف في غياهب التوقعات، ليبقى الميدان والوقت وحدهما من يمتلك الإجابة.