ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
في غضون أقل من 3 أسابيع، كثّفت الطائرات المسيّرة التابعة لجماعة الحوثيين هجماتها باتجاه إسرائيل، مسجّلةً معدل اختراق يوازي نصف ما تحقق خلال العامين الماضيين مجتمعين.
منذ السابع من سبتمبر/ أيلول الجاري، تعرّضت مدينة إيلات لثلاث هجمات بطائرات مسيّرة، بدأت باستهداف مطار رامون، مروراً بضربة طالت منطقة الفنادق الأسبوع الماضي، وانتهاء بالهجوم الأخير يوم الأربعاء، الذي أصاب منطقة سياحية وأدى إلى إصابة أكثر من 20 شخصاً.
ومع تصاعد القلق الإسرائيلي حيال كفاءة منظومات الدفاع الجوي، وفشلها المتكرر في رصد الطائرات المسيّرة واعتراضها، رغم طبيعة المنطقة الساحلية المنبسطة، كثّف الحوثيون، في الآونة الأخيرة، من هجماتهم باتجاه جنوب إسرائيل، في وقت أخذت فيه تداعيات هذه الضربات منحى متصاعداً.
وباستثناء طائرتي "صماد 3" و"يافا"، اللتين تتمتعان بقدرة على بلوغ العمق الإسرائيلي، لم يعلن الحوثيون عن استخدام أنواع أخرى من الطائرات المسيّرة خلال الفترة الماضية، غير أنهم يواصلون التأكيد على استمرار جهود تطوير ترسانتهم من الأسلحة والتقنيات العسكرية الإستراتيجية، سعياً إلى زيادة الفاعلية، وتوسيع نطاق التأثير.
وقال الباحث في شؤون الحوثيين العسكرية، عدنان الجبرني، إن الميليشيا بمساعدة من الخبراء الإيرانيين، أدخلت نوعاً جديداً من الطائرات المسيّرة المطوّرة إلى الخدمة، تمزج بين خصائص طائرتي "صماد 3" و"يافا"، وتختلف عنهما شكلاً وتقنياً.
وأضاف أن هذا النوع الجديد من الطائرات "جهّزت بخصائص إضافية للتحايل على الرادارات الإسرائيلية، ولها قدرة أكبر على التخفّي والمناورة".
وبحسب الجبرني، فإن تصميمها بُني على "تحليل عميق لعمل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، ورصد ثغراتها، بالاعتماد على تقنيات الخداع البسيطة وغير المكلّفة والإضافات المبتكرة"، التي طُوّرت من قبل خبراء المحور الإيراني في المنطقة.
وبين أن الحوثيين يركزون في المرحلة الراهنة، على استخدام هذا النوع من المسيّرات حصراً في الهجمات على مدينة إيلات، في إطار ما وصفه بـ"التصميم العملياتي القائم على وجود الفرصة".
في المقابل، يشير تحليل لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إلى أن مرد هذه الاختراقات لا يعود إلى قدرات الحوثيين التكتيكية المبتكرة، بل إلى استمرارية الهجمات طوال العامين الماضيين، وتبدل الطواقم الميدانية لمنظومات الدفاع الجوية، ما مكّن الميليشيا من مراقبة أدائها، ورصد نقاط الضعف.
وأشارت إلى بُعد مسافة انطلاق مسيّرات الحوثيين غير المكلفة مادياً تجاه الجنوب الإسرائيلي، يتيح لهم القدرة على شنّ الهجمات من أي اتجاه تقريباً، فضلاً عن حجم هذه المسيّرات الصغير وبصمتها الرادارية الضعيفة، التي أربكت أنظمة الدفاعات الإسرائيلية المتقدمة.
ووفقاً للصحيفة، فإن الإصلاحات التكتيكية لهذه المشكلة، تكمن في نقل المزيد من الدفاعات المتطورة إلى إيلات، وزيادة حجم الاعتماد على أنظمة "فولكان" القديمة، التي تمتلك فاعلية أكبر في التصدي للأهداف الصغيرة.
من جهته، يرى المحلل العسكري، العقيد محسن الخضر، أن مسألة حصول الحوثيين على تقنيات حديثة تمّكن طائراتهم من تضليل وخداع رادارات المنظومات الإسرائيلية، أمر وراد، في ظل انحسار أدوار الأذرع الإيرانية الأخرى، وتصدّر الميليشيا لأطراف المحور.
لكن ما يثير استغراب الخضر، "هو أن هذه المسيّرات التي اخترقت إيلات تُركت تحلّق لمسافة ليست بالقصيرة، حتى وصولوها إلى أهدافها رغم بطء سرعتها، ومن دون اعتراضها بشرياً، بصواريخ أرض – جو أو ملاحقتها واعتراضها بالطائرات أو المروحيات".
ورجّح في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن تكون هذه الاختراقات "جزء من حسابات إستراتيجية، تسمح حكومة نتنياهو بحدوثها على نحو مدروس ومنضبط، بهدف التخفيف من حدة الضغوط الداخلية والخارجية ومواجهة المطالب الدولية بالتهدئة، ولشراء مزيد من الوقت، في محاولة لفرض واقع جديد في فلسطين".
وذكر أن هذا الخيار "يُتيح لتل أبيب إظهار نفسها تحت تهديد مستمر، ما يُكسبها تعاطفاً دولياً، ويُوجد لها مبررات للرد على الحوثيين بشكل غاشم ومفرط القوة، وذلك من أجل استعراض قوتها أمام العالم، وليس لردع الحوثيين، وإيقاف هجماتهم".