الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

"محمودة".. ظهور مجموعة متشددة جديدة تزرع الرعب بين بنين ونيجيريا

عناصر من تنظيم القاعدة في أفريقياالمصدر: Getty

التحقت مجموعة متطرفة جديدة تُدعى "محمودة" بخارطة الحركات المتشددة في أفريقيا.

 وتنشط هذه الجماعة النيجيرية في شمال شرق بنين منذ عدة أشهر، ولها صلات بجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة.

وبدأت أجهزة الأمن الحكومية في المنطقة التفطن لتغلغل الجماعة الجديدة في أعقاب شن عشرات المسلحين على دراجات نارية مركزًا للشرطة في سيغبانا، وهي بلدة تقع على بُعد مسافة قصيرة من الحدود مع نيجيريا في شمال شرق بنين.

وأسفر الهجوم في أكتوبر الماضي عن سقوط عدد من الضحايا في صفوف قوات الدفاع والأمن، قبل أن يردّ الجيش البنيني ويقتل عددًا من المهاجمين.

ووقع هذا الهجوم بعد أقل من شهر من غارة على بلدة كاكالي، على بُعد حوالي 80 كيلومترًا من سيغبانا. ففي 10 سبتمبر، شنّ مسلحون مجهولون هجومًا على مركز شرطة البلدة. ورغم أن الهجوم لم يُسفر عن وقوع إصابات، إلا أنه أعقبه اختطاف عدد من المدنيين.

أخبار ذات علاقة

جماعة نصرة الإسلام والمسلمين

مالي على حافة الانهيار.. هل تتحول إلى "أفغانستان أفريقيا"؟

التهديد الجديد في شمال بنين

ويُثير هذان الهجومان المتتاليان، اللذان وقعا في منطقة بمقاطعة بورغو، والتي بدت في السابق بمنأى عن هجمات المتشددين، قلقًا بالغًا.

وبينما لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها رسميًا، يعتقد خبراء في معهد كلينجندايل، وهو مركز أبحاث هولندي نشر تقريرًا يوثّق ظهور هذا التهديد الجديد في شمال بنين، أن منفّذتهما جماعة تُدعى "محمودة".

ووفقًا لتحقيق أجراه الباحثان كارس دي بروين وكلارا جيررلينج، فإن هذه الجماعة نشأت في نيجيريا المجاورة وكانت تعمل في منطقة الحدود لعدة أشهر.

ويبدو أيضًا أنها شكلت تحالفًا مع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، حيث تنتهج المنظمة التابعة لتنظيم القاعدة استراتيجية للتوسع جنوبًا، مما زاد من هجماتها في شمال بنين.

وأعلنت الجماعة بقيادة إياد أغ غالي مسؤوليتها في أواخر أكتوبر الماضي عن هجومها الأول على الأراضي النيجيرية، في ولاية كوارا، الواقعة أيضًا بالقرب من الحدود مع بنين.

وهذا بعيد كل البعد، عن بلدات شمال غرب بنين المتاخمة لبوركينا فاسو حيث تشن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين عادةً غاراتها.

أخبار ذات علاقة

عناصر حكومية في بنين

"مثلث الهجمات" يغذي التوتر بين بنين وكونفدرالية الساحل الأفريقي

وكانت أصول "محمودة" موضع تكهنات كثيرة، حيث عزا البعض صلات بين هذه الجماعة "الناشئة" وتنظيم داعش في غرب أفريقيا، بينما زعم آخرون أنها تنتمي إلى أحد الفصائل التي نشأت نتيجة انشقاق داخل جماعة بوكو حرام.

ويؤكد باحثون في معهد "كلينجندايل" أن "محمودة" هي في الواقع منشأها جماعة إسلامية سلمية تُدعى "دار السلام"، تتكون أساسًا من المزارعين، ومقرها في موكوا بولاية النيجر، شمال غرب نيجيريا.

ونشطت "دار السلام" منذ عام 1993 حتى حلتها السلطات النيجيرية عام 2009، التي اتخذت إجراءات صارمة ضد الفصائل الإسلامية في إطار الحرب على بوكو حرام.

وعادت الجماعة للظهور عام 2021، متحولةً إلى "جماعة دفاع عن النفس" بقيادة محمودة ساني، الذي سُميت باسمه. وفي ذلك الوقت، ادعى محمودة التزامه بحماية السكان من قطاع الطرق.

كما شاركت الجماعة بشكل مباشر في إدارة الوصول إلى الأراضي الزراعية ومناطق الصيد ومسارات قطع الأشجار.

لكن يُعدّ تحولها نحو العنف المتطرف حديثًا نسبيًا، فقد استقرت الجماعة في ولاية كوارا، في منطقة بحيرة كينجي والمنتزه الوطني الذي يحمل الاسم نفسه، حيث ارتكبت العديد من الفظائع بدءًا من يونيو 2024، في محاولة لفرض حكمها من خلال السيطرة على الطرق والتجارة والأنشطة الزراعية.

أخبار ذات علاقة

أبرز الدول المهددة من جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"

بالحصار الاقتصادي والاختطاف.. جماعة "نصرة الإسلام" تهدد باجتياح غرب أفريقيا

لماذا دخلت "محمودة" إلى بنين؟

وبعد استهدافها في حملة للجيش النيجيري في منطقة بحيرة كينجي، تمركزت عدة فصائل من جماعة "محمودة" عبر الحدود في غابات بورغو في بنين.

وبينما يعود تاريخ هذه التوغلات الأولية إلى أكتوبر 2024، استقر عناصر "محمودة" هناك ابتداءً من مايو 2025، بعد تكبدهم خسائر فادحة في هجمات شنها الجيش النيجيري في مارس وأبريل الماضيين.

وقد أُلقي القبض على عدد من قادة الجماعة خلال هذه المداهمات.

ووفقًا لباحثين في معهد كلينجندايل، تمتلك الجماعة الإرهابية الآن عدة خلايا نشطة في بنين.

أخبار ذات علاقة

عناصر من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين

مقتل 54 جنديا بهجوم لجماعة مرتبطة بـ"القاعدة" في بنين

وتقع إحداها في تاسو، إحدى مقاطعات مدينة نيكي السبع، على بُعد حوالي 20 كيلومترًا من الحدود النيجيرية، بينما تتواجد أخرى في باسو، إحدى مقاطعات بلدية كالالي. ويحاول عناصر المجموعة ترسيخ مكانتهم في الاقتصاد المحلي، لا سيما من خلال فرض نوع من الزكاة.

ويشير التقرير إلى أنه "في أبريل 2025، مُنع المزارعون في عدة قرى في نيكي من الوصول إلى حقولهم لرفضهم دفع الضرائب الزراعية على محصول العام السابق"، مشيرًا إلى حادثة مماثلة وقعت في يونيو الماضي في بيريري، على بُعد 100 كيلومتر من باراكو، أكبر مدينة في شمال بنين.

ومنذ الساعات الأولى لتأسيسها في شمال شرق بنين، سعت جماعة محمودة إلى توثيق علاقاتها مع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التي كانت تملك خلايا نائمة في المنطقة.

وتواصل أعضاء محمودة على وجه الخصوص مع رجال إياد أغ غالي في شمال غرب بنين، مقترحين سبل التعاون.

وأوضح باحثون أن هذه المقترحات "تضمنت إرسال صور وتسجيلات صوتية لتدريباتهم، بالإضافة إلى توضيحات لعلاقاتهم مع المدنيين وتنظيمهم الداخلي".

وقوبل عرض التعاون في البداية بفتور من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التي شككت في محاولات هذه الجماعة الجديدة القادمة من نيجيريا، والتي اختلفت أساليبها اختلافًا كبيرًا عن أساليبها، لا سيما فيما يتعلق بعمليات الاختطاف.

أخبار ذات علاقة

شارع شبه خال في باماكو وسط أزمة تعيشها البلاد

مالي.. كيف استلهمت "نصرة الإسلام" تكتيك "طالبان" لإسقاط باماكو؟

وبينما تلجأ جماعة محمودة إلى احتجاز المدنيين رهائن في القرى التي تهاجمها لأغراض تجارية بحتة، فإن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تستخدم ذلك "كأداة لجمع المعلومات الاستخبارية والترهيب والضغط على السلطات"، كما يشير الباحثون.

 ومع ذلك، يبدو أن الجماعتين قد أقامتا في نهاية المطاف نوعًا من الشراكة، استنادًا تحديدًا إلى "الجهود الكبيرة التي بذلها "محمودة" بين عامي 2024 و2025 لتبني نهج أكثر مدنية، لا سيما من خلال بناء المدارس، وإدارة الشؤون الاقتصادية المحلية، وحل النزاعات المجتمعية"، كما كتب خبراء معهد كلينجندايل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC