logo
العالم

"مثلث الهجمات" يغذي التوتر بين بنين وكونفدرالية الساحل الأفريقي

"مثلث الهجمات" يغذي التوتر بين بنين وكونفدرالية الساحل الأفريقي
عناصر حكومية في بنينالمصدر: (أ ف ب)
28 أبريل 2025، 10:31 ص

تصاعدت حدة اعتداءات المتطرفين على بنين، في أعقاب تسجيل هجوم واسع ضد جنود خلّف عشرات القتلى، حيث أشارت كوتونو التي وجدت نفسها عالقة في شباك المسلحين، بأصابع الاتهام إلى جيرانها في بوركينا فاسو والنيجر.

وتواجه قوات بنين التي تشارك في عملية ميرادور منذ يناير 2022، صعوبة في احتواء تقدم المتطرفين، على الرغم من الجهود غير المسبوقة التي بذلتها بنشر ما يقرب من 3000 جندي في مناطق حساسة، ولتبرير هذا الفشل الأمني، تتهم كوتونو واغادوغو ونيامي بعدم التعاون في مكافحة الإرهاب.

ومنذ بداية عام 2025، واجهت البلاد تصعيدًا غير مسبوق للتهديد من قبل المتشددين، ضمن ما يسمى بمنطقة "النقطة الثلاثية" على الحدود مع بوركينا فاسو والنيجر، وكان هجوم 17 أبريل هو الأكثر خطورة والذي خلف قرابة 70 ضحية من القوات العسكرية، في حين أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مسؤوليتها عن الهجوم، وأن العدد الرسمي للقتلى نحو 100 قتيل.

وفي أوائل يناير الماضي، لقي 28 جنديًا مصرعهم في هجوم تبنته الجماعة المحسوبة على تنظيم القاعدة ضد القوات الحكومية، قرب الحدود المشتركة مع بوركينا فاسو.

ومنذ انقلاب يوليو 2023، أنهت النيجر فعليًا العمل باتفاقيات التعاون العسكري التي سمحت بتبادل المعلومات الاستخباراتية والعمليات المشتركة والحق في ملاحقة الجماعات المسلحة عبر الحدود.

وتوترت العلاقة بين بنين وجارتيها منذ تولي قادة عسكريين الحكم في منطقة الساحل، حيث يعتبر القادة العسكريون أن رئيس بنين باتريس تالون حليف قوي لفرنسا، وتحتضن بلاده قواعد فرنسية يمكن أن تعمل على تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكد المتحدث باسم الحكومة البنينية، ويلفريد لياندر هونغبيدغي في تصريح لوسائل إعلام محلية، أن "وضعنا سيكون أفضل بكثير لو تعاونا بشكل جيد مع الدول المحيطة بنا". وأضاف: "لو كان هناك نظام أمني على الجانب الآخر من الحدود، على الأقل مثل نظامنا، لما وقعت هذه الهجمات بهذه الطريقة، أو حتى لما وقعت أصلًا".

وتقول السلطات إن مناطق الغابات على الحدود بين بوركينا فاسو والنيجر، توفر غطاءً إضافيًا لأنشطة المتشددين؛ لأنه بفضل المراقبة الجوية المحدودة، يتمكن المسلحون من التحرك عبر هذه المناطق دون أن يتم اكتشافهم.

وفي منتصف مارس الماضي، أعرب الرئيس تالون عن أسفه لتدهور العلاقات مع النيجر وبوركينا فاسو، واعتبر أن غياب التعاون الأمني معهما صعّب العمل على مكافحة الإرهاب في المنطقة.

لكن مراقبين يبددون فكرة أن يمنع التعاون الجيد الهجمات، كما يتضح من مثال تحالف دول الساحل، حيث لم يضع التنسيق بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر حدًا للعنف في منطقة الحدود الثلاثية. كما لم تعد الهجمات تقتصر على هذه المنطقة وحدها ففي 25 أبريل ضربت جماعة نصرة الإسلام المتطرفة الجزء الأوسط من البلاد، بالقرب من الحدود النيجرية، بتفجير ناقلة جند.

وتشكل منطقة الساحل مركز الإرهاب، حيث تمثل أكثر من نصف الوفيات في العالم في العام 2024، وفقًا لأحدث مؤشر الإرهاب العالمي الذي نُشر في مارس الماضي، وتظل بوركينا فاسو الدولة الأكثر تضررًا في العالم للعام الثاني على التوالي، في حين تحتل النيجر المرتبة الخامسة عالميًا.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC