الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي

logo
العالم

هل تقود أزمة إيران المائية إلى "ثورة" على النظام السياسي؟

هل تقود أزمة إيران المائية إلى "ثورة" على النظام السياسي؟
بحيرة أرومية، إحدى أكبر البحيرات المالحة في العالم، أرومي...المصدر: context
01 سبتمبر 2025، 6:48 م

تُواجه إيران أزمة جفاف متفاقمة تضغط بشدة على مواردها المائية، إلا أن خبراء يؤكدون أن هذه الأزمة لا يُتوقع أن تشعل تغييرات سياسية جذرية أو مفاجئة في المدى القريب.

وتعتمد العاصمة طهران، التي يسكنها أكثر من 10 ملايين نسمة، على مزيج من المياه السطحية والمياه الجوفية، وقد تسبب جفاف مستمر منذ عقد من الزمن في وضع غير مستدام لكلا المصدرين، وهو ما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات للتخفيف من الأثر، شملت خفض ضغط المياه في معظم أنحاء العاصمة طهران.

وتشير تجارب سابقة، مثل ما حدث في جنوب إفريقيا خلال أزمة "اليوم صفر" في كيب تاون، إلى أنه حتى في حال اقتراب إيران من نقطة حرجة، يمكن للتغييرات السريعة في السياسات والسلوكات أن تمنع انهيار المنظومة بالكامل.

نمو سكاني مُتسارع

وقال المحلل الجيوسياسي بيتر زايهان في معرض إجابته عن سؤال حول ما إذا كان الجفاف المتفاقم في إيران قد يؤدي إلى تغييرات سياسية في البلاد: "ما لم تنقطع المياه تمامًا عن الصنابير، من غير المرجح أن يؤدي هذا الوضع إلى عدم استقرار سياسي في إيران".

أخبار ذات علاقة

أشخاص يشربون المياه في العاصمة الإيرانية

مدينة إيرانية على شفا العطش مع تفاقم أزمة الجفاف

 وبحسب زايهان، تعود جذور أزمة المياه في إيران إلى عقود من النمو السكاني المتسارع. فبين عامي 1940 و1985 شهدت البلاد طفرة سكانية كبيرة، والجيل الذي وُلد في تلك الفترة أصبح اليوم في الأربعينيات من عمره، مع دخول أعلى ومستويات إنفاق أكبر، بما في ذلك القدرة على دفع المزيد مقابل المياه إذا تطلب الأمر ذلك.

وبعد ثورة 1979 ألغت الحكومة الجديدة العديد من أنظمة الدعم، الأمر الذي أدى إلى نزوح كبير نحو العاصمة، ونتيجة لذلك، ارتفع عدد سكان طهران إلى ما بين 10 و11 مليون نسمة، وفقًا للتقديرات المختلفة، وتعتمد المدينة على المياه السطحية بنسبة تتراوح بين الثلث والنصف، فيما يأتي الباقي من المياه الجوفية التي يتم استنزافها بمعدلات خطيرة.

وأشار زايهان إلى أنه "شهدنا مشاكل مشابهة في الولايات المتحدة، وخصوصًا في الغرب الجبلي، منذ عقود من دون أن تغيّر جذريًا من أنماط السلوك".

كما أن البيانات الإيرانية، والتي يصفها مراقبون بأنها "متواضعة أو غير دقيقة"، تجعل من الصعب تحديد اللحظة التي قد تتحول فيها الأزمة إلى كارثة حقيقية، ومع ذلك، لا تظهر المؤشرات الحالية أن انهيار منظومة المياه وشيك الحدوث.

"اليوم صفر"

وتقدم تجربة جنوب أفريقيا مثالًا بارزًا، ففي عام 2018، عندما اقتربت مدينة كيب تاون من الوصول إلى "اليوم صفر"، أي اليوم المتوقع لانقطاع المياه كليًا، تمكّنت الإجراءات الحكومية الصارمة وتعاون المواطنين من خفض الاستهلاك بشكل حاد.

ومن المرجح أن تشهد طهران استجابة مشابهة إذا واجهت موقفًا مماثلًا، وبحسب زايهان فإنه "حتى الأنظمة المدعومة والمثقلة بالفساد والتي تعاني الجفاف يمكن أن تتكيف بسرعة عندما يدرك الناس حجم الخطر".

هل الحل في نقل العاصمة؟

ولا يُعتبر نقل العاصمة الإيرانية خيارًا واقعيًا، فالموقع الجغرافي لطهران اختير لاعتبارات استراتيجية واقتصادية وثقافية تجعل من الصعب استبداله، فالانتقال شمالًا يعني التواجد في منطقة ذات خصوصية ثقافية، بينما يحتضن الشمال الغربي نزعات انفصالية بين المجموعات الأذرية، في حين أن الجنوب والغرب مناطق قاحلة أو حساسة سياسيًا.

أخبار ذات علاقة

استمرار الخلاف بين إيران وأفغانستان على المياه الحدودية‎

سد أفغاني جديد يثير القلق في إيران وسط أزمة مياه

وأكد زايهان أن "طهران في موقعها الحالي لأسباب وجيهة، من الأسهل والأكثر فعالية ترشيد استهلاك المياه بدلاً من التفكير في حلول دراماتيكية مثل نقل العاصمة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC