صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين

logo
العالم

"فورين بوليسي": العلاقات الأمريكية الإيرانية قد تتحسن في عهد ترامب

"فورين بوليسي": العلاقات الأمريكية الإيرانية قد تتحسن في عهد ترامب
الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامبالمصدر: رويترز
09 يناير 2025، 1:06 ص

ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترامب الثانية تُعد فرصة فريدة لإعادة ترتيب العلاقات الأمريكية الإيرانية، وتحدثت عن عدة أسباب تجعل ذلك الاحتمال ممكناً، رغم أن ترامب يُعرف على نطاق واسع بأنه متشدد بشأن إيران.

وأشارت المجلة إلى أنه ورغم مواقف ترامب المتشددة تجاه إيران، فقد أعلن مراراً أنه لا يسعى إلى تغيير النظام في إيران وأنه يريد أيضًا إقامة علاقات أفضل مع البلاد.

وخلال فترة وجوده في منصبه، حاول ترامب مرارًا التحدث إلى القيادة الإيرانية، بما في ذلك محاولة في أغسطس/ آب 2019 للقاء وزير الخارجية الإيراني آنذاك محمد جواد ظريف في فرنسا وفي سبتمبر/ أيلول 2019 مع الرئيس الإيراني آنذاك حسن روحاني. بعد ترك منصبه، أعرب ترامب عن اهتمامه بتحويل العلاقات الأمريكية الإيرانية.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب

ترامب: الهجوم الاستباقي على إيران استراتيجية "حساسة"

 وأبرزت المجلة تصريحات سابقة لترامب قال فيها: "أنا لا أتطلع إلى أن أكون سيئًا مع إيران ... سنكون ودودين، لكنهم لا يستطيعون امتلاك سلاح نووي". 

وحسب المجلة فإن تلك الصداقة لم تتحقق خلال فترة ولاية ترامب الأولى لعدة أسباب منها:

أولاً: في حين كان ترامب نفسه مهتماً بالتحدث إلى الإيرانيين، كان محاطا بصقور أيديولوجيين، مثل وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، اللذين كانا لسنوات يدعوان إلى "قصف إيران". لعب كلا الفردين دورا محوريا في تقويض الدبلوماسية بين البلدين. 

ثانياً: في فترة ولاية ترامب الأولى، كان موقف إيران الجيوستراتيجي أكثر ملاءمة مقارنة بالوضع الحالي، ولم تر طهران أي حاجة للتحدث مع الولايات المتحدة أو تهدئة التوترات في المنطقة. في الواقع، فعلت العكس. عندما ذهب رئيس الوزراء الياباني آنذاك شينزو آبي إلى طهران في يونيو/ حزيران 2019 كوسيط بين إيران والولايات المتحدة، رفض المرشد الأعلى علي خامنئي بشكل قاطع أي محادثات مع واشنطن، قائلاً: "لا أعتبر ترامب شخصًا يستحق تبادل أي رسالة معه، وليس لدي إجابة له، ولن أرد عليه في المستقبل". وفي سبتمبر/ ايلول 2019، ضرب المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران منشأتين نفطيتين رئيسيتين داخل المملكة العربية السعودية، مما أدى إلى تعليق نصف الإنتاج اليومي للبلاد. باختصار، تبنت طهران موقفًا واثقًا وحازمًا، وحافظت على موقف هجومي في أنشطتها الإقليمية. وفي الوقت نفسه، بدأت في توسيع قدراتها النووية، متخلية عن قيود الاتفاق النووي.

أخبار ذات علاقة

عناصر من الحرس الثوري

رسائل وتحذيرات.. إيران تتأهب لحماية منشآتها النووية مع قرب وصول ترامب

 أما الولاية الثانية لترامب فتقدم فرصة فريدة لإعادة تعريف العلاقات الأمريكية الإيرانية، حسب المجلة، فمع رحيل المتشددين الإيديولوجيين مثل بولتون وبومبيو من إدارته، جمع ترامب فريقًا من الموالين المتوافقين مع رؤيته. لا يزيل هذا التحول العقبات الرئيسية أمام الدبلوماسية فحسب، بل يخلق أيضًا مسارًا لنهج مُعاد معايرتة تجاه طهران يعطي الأولوية للاتفاقيات القائمة على الصفقات، على التصلب الإيديولوجي. 

كما أن البيئة الاستراتيجية لإيران تدهورت في العام الماضي، ولم تعد تتمتع بحرية العمل التي تمتعت بها في ولاية ترامب الأولى. فمنذ أبريل/نيسان الماضي، ضعف بشدة حلفاء إيران غير الحكوميين في المنطقة، وخاصة حزب الله، وقطعت إسرائيل رأس قيادتهم. ومع انهيار ركائز استراتيجيتها الدفاعية الأمامية، تواجه إيران مأزقا خطيرا في سياساتها الأمنية الوطنية. 

وعلى الصعيد المحلي أيضا، تحتاج إيران بشدة إلى تخفيف العقوبات والتحديث. فقد دُمر الاقتصاد الإيراني، بعد سنوات من الخضوع لضغوط اقتصادية شديدة، وفقدت عملتها الكثير من قيمتها مقابل الدولار. وعلاوة على ذلك، تحتاج إيران إلى استثمارات في بنيتها التحتية، وخاصة في قطاع الطاقة. والقيادة الإيرانية مدركة للوضع الحالي. والواقع أن الأدلة تشير إلى أن المسؤولين بدأوا بالفعل في الاتصال بإدارة ترامب القادمة من خلال لقاء إيلون ماسك، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الرئيس المنتخب.

وعلى النقيض من تجارب إدارتي أوباما وبايدن، فإن نهج ترامب الحازم وإعادة تشكيل فريقه للأمن القومي في ولايته الثانية يجعله في وضع فريد للتوصل إلى اتفاق مع إيران. وفي أي صفقة محتملة مع الولايات المتحدة، ستعطي إيران الأولوية لمطلبين رئيسيين: تخفيف العقوبات لتحقيق الاستقرار في اقتصادها والحفاظ على برنامج تخصيب اليورانيوم المحلي. 

وبعيداً عن القضية النووية، قد تضغط الولايات المتحدة أيضا على إيران لتقليص أنشطتها في الشرق الأوسط، وخاصة دعمها للقوى بالوكالة مثل حزب الله والحوثيين، والتي تهدد بشكل مباشر الاستقرار الإقليمي وأمن إسرائيل. 

يواجه ترامب لحظة محورية تنطوي على إمكانية إعادة تعريف العلاقات الأميركية الإيرانية وترك بصمة دائمة على السياسة الخارجية الأميركية. ولا يزال من غير المرجح أن تتحقق انفراجة في العلاقات، نظرا للعداءات الراسخة بين واشنطن وطهران، ولكن الاتفاقيات المستهدفة التي تعطي الأولوية للمصالح المتبادلة قد تسفر عن نتائج ذات مغزى. ويوفر مثل هذا النهج فرصة لتهدئة التوترات في الشرق الأوسط، وخلق مساحة للولايات المتحدة لإعادة معايرة تركيزها الاستراتيجي. 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC