قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، إنه يرى أنه "سيصبح من المفيد مرة أخرى" له وللأوروبيين إجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك في سياق الجهود التي تقودها الولايات المتحدة حالياً من أجل وضع حد للحرب في أوكرانيا.
وفي تصريحاته للصحفيين عقب قمة عُقدت في بروكسل، أعلن خلالها الاتحاد الأوروبي التوصل إلى اتفاق لإطلاق حزمة دعم بقيمة 90 مليار يورو لصالح كييف، قال ماكرون: "أعتقد أنه سيكون من المفيد مرة أخرى التحدث إلى فلاديمير بوتين".
وأضاف الرئيس الفرنسي: "ألاحظ أن هناك أشخاصاً يتحدثون مع فلاديمير بوتين"، في إشارة واضحة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعاد التواصل مع زعيم الكرملين عقب عودته إلى السلطة في الولايات المتحدة في يناير الماضي.
وتابع ماكرون قائلاً: "لذلك أعتقد أننا، نحن الأوروبيين والأوكرانيين، لدينا مصلحة في إيجاد إطار عمل لإعادة الانخراط بشكل صحيح في هذه المناقشة. وإلا فإننا سنتناقش فيما بيننا، بينما يتولى مفاوضون آخرون التحدث مع الروس بمفردهم، وهو وضع غير مثال".
وفي هذا السياق، يجري مبعوثو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالياً سلسلة من المحادثات المنفصلة، مع موسكو من جهة، ومع الأوكرانيين والأوروبيين من جهة أخرى، في محاولة للتوصل إلى اتفاق محتمل.
وأوضح ماكرون أن "هناك مساراً جارياً حالياً؛ إما أن يتم التوصل إلى سلام قوي ودائم، مع الضمانات المطلوبة، وهو أمر ممتاز، وعندها سنجلس جميعاً عند تلك النقطة".
وأضاف أنه في حال عدم تحقق ذلك، "ففي الأسابيع المقبلة سيتعين علينا أيضاً إيجاد طرق ووسائل للأوروبيين، وضمن الإطار التنظيمي المناسب، لإعادة الانخراط في حوار كامل مع روسيا، وبأقصى درجات الشفافية".
وكان آخر اتصال مباشر بين إيمانويل ماكرون وفلاديمير بوتين قد جرى في أوائل يوليو، وتركز حينها بشكل أساسي على الجهود الدبلوماسية الرامية إلى كبح البرنامج النووي الإيراني، كما أظهر الجانبان خلاله استمرار خلافاتهما بشأن ملف أوكرانيا.
أما آخر تواصل سابق بينهما فيعود إلى 11 سبتمبر 2022، عندما ناقشا وضع محطة زابوروجيا النووية الأوكرانية، التي كانت قد وقعت تحت السيطرة الروسية وكان أمنها مهدداً في ذلك الوقت.
ويُذكر أن الرئيس الفرنسي تعرض لانتقادات حادة بسبب استمراره في التواصل مع نظيره الروسي لأشهر عدة بعد بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022، قبل أن يقرر لاحقاً وقف جميع الاتصالات، متبنياً نبرة أكثر تشدداً تجاه فلاديمير بوتين، الذي اتهمه حينها بـ"الكذب" بشأن نواياه الحقيقية ورغبته في إحلال السلام.