logo
العالم

"فورين بوليسي": الانهيار في مالي صنيعة حكامها العسكريين

جنود سنغاليون قرب حدود مالي، في مهمة لمكافحة الإرهاب، 11 ...المصدر: فورين بوليسي

كشفت مصادر مطّلعة أن  مالي تواجه اليوم انهياراً أمنياً وسياسياً لم يفرضه الغرب، بل صنعه حكامها العسكريون بأنفسهم، من خلال اعتمادهم على  أطراف خارجية وإهمال الإصلاحات الداخلية.

أخبار ذات علاقة

رئيس النيجر عبد الرحمن تياني (يمين) ونظيره المالي أسيمي غويتا (يسار)

حصار باماكو أربكها.. حكومات دول الساحل الأفريقي تخوض "معركة الشرعية"

وبحسب "فورين بوليسي"، فإن مالي قبل 3 سنوات، كانت تحتضن أكبر عمليات حفظ سلام للأمم المتحدة، وبعثة تدريبية للاتحاد الأوروبي، وتحالف إقليمي عسكري غربي، وتدخل فرنسي، ودعم مباشر من القوات الأمريكية، كما كانت باماكو عضواً فعالاً في مجموعة الاقتصادات الخمس للمنطقة الساحلية "إيكواس"، التي تدخلت في أزمات عدة بغرب أفريقيا؛ ما منح البلاد دعماً أمنياً وتنموياً واسع النطاق، بتكلفة تصل إلى 2 مليار دولار سنوياً، أي نحو 8% من الناتج المحلي الإجمالي.

غير أن توسيع الجماعات المسلحة لمناطق سيطرتها بحُرية، وضغطها الحالي على العاصمة باماكو عبر قطع الطرق الحيوية، هدد بحصول عجز في الوقود والإمدادات الأساسية. 

أخبار ذات علاقة

تضرر حركة الشاحنات في شمال ساحل العاج

اقتصاد باماكو تحت النار.. الجماعات المتطرفة تشن حربا على الوقود والتجار

وبحسب الصحيفة، فإن الجيش المالي، الذي اعتبر نفسه منقذاً من الفساد والفشل العسكري والتدخل الأجنبي، عاجز عن مواجهة المتمردين، وسط انسحاب أُممي من البلاد في ديسمبر 2023، وانتهاء العمليات الفرنسية لمكافحة الإرهاب في الساحل "برخان" في أغسطس 2022، فيما علّقت الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية، وجرى تفكيك تحالف دول الساحل الخمس "G-5" في مايو 2022.

ويرى الخبراء أن فشل مالي ليس نتاج غياب الدعم الدولي؛ فالحكومات المتعاقبة رفضت التفاوض مع الطوارق الذين ساعدوا في إشعال التمرد، وعمدوا إلى تغذية العنف الإرهابي عبر استهداف المدنيين الذين اعتبرت ولاءهم مشكوكاً فيه. 

وحتى قرار مجلس الأمن "2100" لعام 2013 أكد أن الحلول المستدامة يجب أن تكون بقيادة مالية، وأن إعادة الوحدة الوطنية تتطلب حواراً شاملاً مع جميع الأطراف، بما فيها من طالبوا بالاستقلال، إلَّا أنّ الاتفاقات مثل اتفاق الجزائر لعام 2015 فشلت بسبب غياب الالتزام السياسي، فيما لم يُعتبر الحوار مع الجماعات الإرهابية خياراً جاداً.

ويعتقد مراقبون أن مالي اليوم، مع تراجع الدور الغربي، تواجه واقعاً قاسياً؛ فالمجلس العسكري راهن على مزيج من مرتزقة أجانب وقوات غير مقيدة بالقوانين، ونتيجة هذا الرهان بدأت بالظهور مع تصاعد تهديد الجماعات المسلحة قرب باماكو. 

وفي هذا السياق، أصبحت مالي درساً صارخاً في المسؤولية الذاتية عن الانهيار؛ ما يؤكد أن الفوضى التي تعيشها البلاد ليست مفروضة من الخارج، وما هي إلَّا نتاج سياسات حكومية داخلية اعتمدت على الخارج لتغطية إخفاقاتها.

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC