مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
تحوّل لقاء كان يُفترض أن يكون حلبة صراع بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وعمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني، الاشتراكي الديمقراطي، إلى جلسة إطراء متبادل في المكتب البيضاوي يوم الجمعة، وفق تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية.
وبعد اللقاء "الودّي"، كان السؤال الأكثر تداولاً على الإنترنت هو: "هل أصبح ممداني جمهورياً"؟ إذ قبل أسابيع فقط، كان ترامب يصف عمدة نيويورك بـ"الشيوعي"، بينما كان الأخير يتباهى بأنه سيكون "أسوأ كابوس" للرئيس.
لكن في المكتب البيضاوي اختفى كل ذلك، إذ قال ترامب: "اتفقنا على أكثر بكثير مما كنت أتوقع"، مضيفاً أنه سيمنح ممداني "مساعدة كبيرة" وليس أذى، وأنه يعتقد أن العمدة الجديد "قادر على القيام بأمور ستكون رائعة حقاً". بل ذهب ترامب إلى حد القول إنه سيشعر بالراحة في العيش في نيويورك تحت قيادة ممداني، وهو الذي كان يهدد قبل أشهر بأن المدينة ستُدمَّر.
وحتى عندما سُئل عن وصف حليفته إليز ستيفانيك لممداني بـ"الجهادي"، رد ترامب ببساطة: "هو شخص عاقل"، كما دافع عن ممداني حين هاجمه صحفي بسبب ركوبه الطائرة بدلاً من القطار، وهي تهمة بيئية كان الجمهوريون يستخدمونها ضد اليسار عادة.
وفق تقرير "التايمز"، فإن السر وراء هذا الدفء المفاجئ هو أن ترامب يُعجب دائماً بالفائزين، مهما كانت إيديولوجيتهم، إذ قال حرفياً إن ممداني يحظى باهتمام إعلامي أكبر من معظم قادة العالم الذين زاروا مكتبه.
لكن كثيرين في اليسار الأمريكي يرون في هذا اللقاء "فخّاً ذكياً"، بإسباغ ترامب كل هذا الثناء على ممداني، ووضعه في موقف حرج أمام قاعدته التقدمية التي قضت الحملة بأكملها في وصْف الرئيس الأمريكي بـ"الفاشي".
وممداني نفسه بدا منزعجاً أحياناً، وحين سأله صحفي مباشرة "هل ترامب فاشي؟"، ابتسم قبل أن يتدخل ترامب مازحاً: "قل نعم فقط".
في الجانب الآخر، يُسبب هذا التقارب صداعاً للجمهوريين المتشددين، فبعض قادة "ماغا" يرون في ممداني "بعبعاً شيوعياً" مثالياً لتعبئة الناخبين في الانتخابات النصفية، كما يخشون أن يُضعف ترامب هذا السلاح بتحويله إلى "صديق محتمل".
وتعتقد "التايمز" أن هذا اللقاء الدافئ قد يكون "أذكى ضربة سياسية لترامب منذ عودته" إلى البيت الأبيض، فإما أن يُحرج ممداني أمام التقدميين ويُشكك في "نقائه" الأيديولوجي، أو يُثبت نظرية الشعبوية المشتركة التي تجمع يمين ترامب بيسار ممداني، مما يُربك التقسيم التقليدي بين الحزبين.