في الأوساط الأوروبية تتصاعد دعوات لتقديم ضمانات أمنية موسعة لأوكرانيا، بالتزامن مع التقارب الملحوظ بين موسكو وواشنطن عقب قمة الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب.
وفيما تحاول بعض العواصم الأوروبية الدفع بهذه المقترحات كإطار لحماية كييف، ترى روسيا أن هذا المسار يعيد أجواء المواجهة ويهدد أي تفاهمات محتملة بين القوتين العظميين.
وكشف مصدر دبلوماسي روسي لـ"إرم نيوز" - رفض ذكر اسمه في التقرير - أن موسكو تتابع عن كثب التحركات الأوروبية الأخيرة التي تدعو لتقديم ضمانات أمنية شاملة لأوكرانيا، معتبرة أن هذه الخطوات تأتي في توقيت حساس عقب قمة بوتين - ترامب، التي مهدت لفتح مسار جديد من الحوار بين الجانبين.
وأوضح المصدر أن الكرملين يقرأ هذه الدعوات كجزء من محاولة لإعادة فرض سياسات الاحتواء على روسيا، رغم المؤشرات الإيجابية التي أفرزتها القمة الأخيرة.
وبحسب المصدر: "هناك أطراف أوروبية لا ترغب في نجاح مسار التهدئة، وتفضل الإبقاء على أوكرانيا ساحة ضغط واستنزاف، حتى لو كان ذلك على حساب فرص السلام والاستقرار" وفق تعبيره.
وأشار الدبلوماسي الروسي، إلى أن المقترحات الخاصة بتزويد الجيش الأوكراني بأسلحة متطورة، أو نشر قوات أوروبية على أراضيه، أو إعادة طرح ملف انضمام كييف إلى الناتو، تمثل من منظور موسكو تصعيدا مقصودا لإجهاض أي تفاهمات أمريكية روسية.
وأكد المصدر في تصريحاته أن روسيا لن تقبل هذه الطروحات "جملة وتفصيلاً"، وأنها ستتعامل معها باعتبارها تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
وبين أن الموقف الروسي في المرحلة المقبلة سيكون أكثر وضوحًا في الإصرار على تحييد أوكرانيا، وضمان ألا تتحول مجددًا إلى منصة عسكرية معادية، مشددًا على أن الضمانات الأمنية - إذا طُرحت - يجب أن تكون متبادلة وتراعي مصالح جميع الأطراف، لا أن تُفرض لخدمة طرف واحد.
وأكد الدبلوماسي الروسي، أن موسكو ستدفع باتجاه صياغة نظام أمني أوروبي أطلسي جديد يقوم على التوازن وعدم الإضرار بأمن أي دولة على حساب أخرى، لافتًا إلى استعداد روسيا للانخراط في مفاوضات جدية إذا تخلّى الغرب عن مقارباته الأحادية، وبدأ التعامل مع أوكرانيا كجسر للتعاون لا كأداة للمواجهة.