اليونيفل في لبنان: هذا الهجوم من أخطر الهجمات على أفرادنا وممتلكاتها منذ اتفاق نوفمبر
كشف مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أن لقاء الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في ألاسكا شكّل منعطفًا إستراتيجيًّا وضع تحالف الراغبين أمام أخطر أزمة منذ تأسيسه، مشيراً إلى 3 سيناريوهات رئيسية لمستقبل التحالف.
وقال المسؤول في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إن أول سيناريو هو إعادة هيكلته ليقتصر على فرنسا وألمانيا وعدد محدود من الشركاء الأوروبيين، مع تقليص المهام القتالية والتركيز على الدعم اللوجستي والاستخباراتي، مؤكدًا أن انسحاب بريطانيا قبل القمة من التحالف أربك خطط الدعم الأوروبي لأوكرانيا، وفرض مراجعة شاملة لمهامه وأهدافه.
وتابع: "السيناريو الثاني: يتمثل في دمجه بشكل جزئي ضمن إطار أوسع مع حلف الناتو، بحيث يتولى الناتو المهام الأمنية بينما يحتفظ التحالف بدور سياسي ودبلوماسي في المفاوضات، أما السيناريو الثالث: فهو تفكيكه تدريجيًّا، مع توجيه موارده لبرامج إعادة إعمار أوكرانيا تحت إشراف الاتحاد الأوروبي".
وأشار المصدر إلى أن واشنطن رغم عدم عضويتها في التحالف تتابع تطوراته عن كثب، معتبرًا أن الانقسام الأوروبي بعد قمة ألاسكا قد ينعكس سلبًا على فرص السلام، خاصة إذا اعتُبر الانسحاب البريطاني إشارة إلى تراجع الالتزام الغربي تجاه كييف.
وأكد المسؤول أن إدارة ترامب تركّز حاليًّا على صياغة تفاهمات أمنية مباشرة مع موسكو، مع الحفاظ على الحد الأدنى من الدعم الأوروبي، لكنه حذّر من أن غياب خطوات عاجلة لترميم الثقة بين أعضاء التحالف خلال الأشهر المقبلة قد يعني نهايته الفعلية في الملف الأوكراني.
وأثار تخلي بريطانيا عن خطتها لنشر قوة قوامها 30 ألف جندي لحماية الموانئ والمدن الأوكرانية، كما كشفت صحيفة"التايمز" البريطانية، هزة داخل صفوف "تحالف الراغبين" الذي يضم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وعددًا من الدول الأوروبية.
القرار، الذي استُبدل بمقترحات لضمان الأمن في المجال الجوي لغرب أوكرانيا، والمساهمة في تدريب القوات الأوكرانية وإزالة الألغام في البحر الأسود، جاء قبيل قمة ألاسكا بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين؛ ما فتح الباب أمام تساؤلات حول وحدة الموقف الغربي وقدرته على التأثير في مسار الأزمة.
وعلّق الخبراء على هذا التراجع، حيث قال إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيو استراتيجي لـ"إرم نيوز"، إن الأزمة الأوكرانية باتت مسألة توازنات دولية معقدة، تسعى فيها القوى الكبرى لضمان نصيبها في أي تسوية مقبلة.
وأكد كابان، أن الموقف الروسي يرتكز على إبقاء أوكرانيا ضمن دائرة نفوذه أو على الأقل توجيه مسارها السياسي والاقتصادي نحو موسكو بدلًا من الانضمام الكامل إلى أوروبا.
واعتبر أن غياب الدور العسكري البريطاني الميداني يضعف القدرة الأوروبية على فرض شروطها، مشددًا على أن أوروبا ترى في أوكرانيا بلدًا غنيًّا بالموارد وذا موقع إستراتيجي، وأن إدماجها في الاتحاد الأوروبي - حتى دون عضوية الناتو - يظل هدفًا أساسيًّا.
وحذّر من أن غياب الدور الأوروبي المباشر في المفاوضات يضعف فرص نجاح أي حل، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع إبرام الصفقات مع روسيا بمعزل عن الشركاء الأوروبيين.
من جانبه، قال سمير أيوب، الخبير في الشؤون الروسية، إن "تحالف الراغبين" ظل ضعيفًا منذ تأسيسه، وافتقر للإمكانات الكافية لمواجهة روسيا، خاصة في ظل غياب الولايات المتحدة عن عضويته، وهو ما أضعف تأثيره في موسكو.
وأشار الخبير في الشؤون الروسية، أن نتائج قمة بوتين - ترامب كشفت عن قلق أوروبي متزايد بعدما اتضح محدودية قدرة التحالف على تقديم ضمانات لانضمام أوكرانيا للناتو أو منح جيشها حرية التسلح، وهي شروط تعتبرها موسكو خطوطًا حمراء.
وأكد أيوب أن انسحاب بريطانيا قد يفسح المجال أمام فرنسا وألمانيا لتوسيع أدوارهما في إطار مهام "حفظ الأمن" لكنه في الوقت ذاته يضعف وحدة الصف الغربي ويجعل أوروبا في أضعف موقف لها منذ بداية الأزمة، على هامش التفاهمات الروسية - الأمريكية.
وأشار إبراهيم كابان، إلى إن خروج لندن يعد مكسبًا لترامب ودليلًا على فشل الإستراتيجية الغربية في عهد بايدن، وأن المعطيات الميدانية تفرض واقعًا جديدًا قد يكون بداية لانهيار هذا التحالف.