الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

بين موسكو وبروكسل.. من يحسم الهوية السياسية لسلوفاكيا؟

رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكوالمصدر: غيتي

كشفت تقارير حديثة أن  سلوفاكيا اليوم عند مفترق طرق: بين قاعدة انتخابية محافظة تدعم روسيا، وشباب  مدافع عن القيم الأوروبية ودعم أوكرانيا.

أخبار ذات علاقة

وحدة مدفعية أوكرانية تطلق النار

من المجر إلى سلوفاكيا.. هل تشق الحرب الأوكرانية وحدة القرار الأوروبي؟

وبحسب "فورين بوليسي"، فإن سياسات  رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو الداخلية والخارجية، وميله الواضح نحو موسكو، جعلت البلاد ساحة اختبار لنفوذ روسيا في قلب أوروبا الوسطى، بينما تواصل بروكسل محاولة الحفاظ على التماسك الأوروبي ومبادئ الديمقراطية في مواجهة تصاعد التيارات الموالية للشرق.

ففي أغسطس الماضي، تجمع مئات المواطنين في الساحة لإحياء ذكرى الغزو السوفيتي، معربين عن غضبهم من السياسة الحالية لرئيس الوزراء، الذي عاد إلى السلطة في 2023 ليقرب سلوفاكيا من روسيا، متراجعًا عن الدعم القوي لأوكرانيا الذي اتسمت به حكومات سابقة، ومقوضًا وحدة أوروبا في مواجهة موسكو.

أخبار ذات علاقة

علما أوكرانيا وسلوفاكيا

تراجعت عن حيادها.. هل تفتح سلوفاكيا جبهة جديدة في الحرب الأوكرانية؟

ويرى الخبراء أن عودة فيكو إلى السلطة أعادت الانقسام السياسي إلى الواجهة؛ فبينما يدعم الشباب السلوفاكي أوكرانيا وحلفاءها الأوروبيين، تحتفظ قاعدته الانتخابية، خصوصًا كبار السن وناخبو الريف، بتأييد قوي لروسيا، وهذه الانقسامات متجذرة في التاريخ؛ فالجيش الأحمر كان محررًا في 1945 وغازيًا في 1968، وهو ما يخلق سردًا متناقضًا حول دور موسكو في تاريخ البلاد.

ورغم ذلك، لم يكن الدعم الشعبي مجرد شعور بالحنين؛ إذ أظهرت استطلاعات أن أكثر من نصف السلوفاكيين يرون أن روسيا لعبت دورًا رئيسيًا في هزيمة الفاشية وما زالت تؤدي دورًا مشابهًا اليوم، وهذا التصور تتبناه روسيا نفسها، التي تبني على رواياتها السوفيتية القديمة لتعزيز صورتها كـ"منقذ" من الفاشية.

وعلى المستوى السياسي، أعاد فيكو ترتيب الأولويات الداخلية والخارجية؛ فقد أوقف تقديم المساعدات العسكرية لكييف، ورفض في البداية الالتزام بالعقوبات الأوروبية على روسيا، ما أعطى موسكو وقتًا إضافيًا لتعزيز موقفها وخلق توتر داخل الاتحاد الأوروبي.

كما أن لقاءه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بكين مؤخرًا وتصريحه عن رغبة سلوفاكيا في زيادة واردات الغاز الروسي أثار القلق في بروكسل، بينما أثارت قراراته الداخلية مخاوف من تقويض الديمقراطية الصغيرة، بما في ذلك قانون إلزام المنظمات غير الحكومية بالإفصاح عن مصادر تمويلها، وتضييق نطاق حرية الإعلام، ومركزية بعض المؤسسات الثقافية تحت سيطرة الحكومة.

لكن مع ذلك يرى خبراء سياسيون أن مقارنة سلوفاكيا بالمجر تحت حكم رئيس الوزراء فيكتور أوربان مبالغ فيها؛ فالفارق يكمن في الأغلبية البرلمانية، حيث يمتلك فيكو ائتلافًا ضعيفًا يجعل تنفيذ تغييرات دستورية صعبة، في حين أن المعارضة، خصوصًا حزب "التقدميون في سلوفاكيا"، تحتفظ بفرص حقيقية للفوز في الانتخابات المقبلة المقررة بحلول 2027.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC