أفاد خبراء في مكافحة التجسس بأن أجهزة الاستخبارات في إيران تستخدم منصات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع لتجنيد الجواسيس، بحسب تقرير نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية.
وقال عوديد عيلام، الرئيس السابق لقسم مكافحة الإرهاب في الموساد، وكالة الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية، إن إيران تبنّت "مفهوما جديدا" في تجنيد الجواسيس، استهدف عشرات الآلاف من الإسرائيليين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب "تلغراف"، كان خبراء التجسس تاريخيا يقضون شهورا، وأحيانا سنوات، في تحديد المجندين المحتملين؛ لكن الآن أتاحت منصات التواصل الاجتماعي تحويل تجنيد الجواسيس إلى "لعبة أرقام".
وأضافت الصحيفة أن الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي "الشاباك" اعتقلا ثلاثة إسرائيليين يُشتبه في تجسسهم لصالح إيران الأسبوع الماضي، في أحدث حلقة من سلسلة حوادث تجسس مرتبطة بالجمهورية الإسلامية خلال العامين الماضيين.
وعلى الرغم من عدم وجود صلة معروفة بين الثلاثة، ويُقال إنهم -مثل العشرات غيرهم– جُنِّدوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أفادت وسائل إعلام محلية يوم الاثنين الماضي بأن أحد المشتبه بهم، دميتري كوهين، البالغ من العمر 28 عاما من حيفا، جمع معلومات استخباراتية عن زوجة ابن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المستقبلية.
وفي هذا السياق، حذّر رئيس الموساد السابق من أن "مفهوم طهران الجديد" في التجسس استهدف عشرات الآلاف من الإسرائيليين؛ حيث تُستغل منصات التواصل الاجتماعي، التي لا تتحمل مسؤولية المحتوى الذي تنشره، للإيقاع بالإسرائيليين "الضعفاء كالسردين"، حسب وصفه.
وأوضح عيلام أن أجهزة الاستخبارات الإيرانية تستهدف أعدادا كبيرة من الإسرائيليين، مثل 10 آلاف هدف مختلف داخل إسرائيل وخارجها. ومن بين هؤلاء، قد يستجيب 30% للمحاولة الأولية، ومن ثم يكون 10% على استعداد للمضي قدما، ويقول 2 إلى 5% "نعم".
ولفت إلى أن الأهداف عادة ما تكون من المهاجرين اليهود إلى إسرائيل من فئات اجتماعية واقتصادية أدنى، ممن لا "ينتمون أيديولوجيا إلى إسرائيل" ويحتاجون إلى المال.
وأردف أنه بمجرد الوقوع في فخ الحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يصبح "السُّلَّم سريعًا" وتكون فرص القبض على الجاسوس "هائلة" نظرا للأثر الرقمي الذي تتركه هذه الوسائل.
وتابعت الصحيفة أنه على الجانب المقابل، تتهم إيران أيضا الموساد الإسرائيلي باستخدام منصات التواصل الاجتماعي الناطقة بالفارسية لتجنيد المواطنين الإيرانيين وجمع معلومات استخباراتية منهم.
وتقول السلطات الإيرانية إن الوحدة العسكرية الإسرائيلية 8200، المعروفة بقدراتها في مجال الحرب السيبرانية، كثّفت عملياتها عبر قنوات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة الناطقة بالفارسية منذ بدء الحرب بين البلدين.
ولفتت الصحيفة إلى أن الوحدة تُنشئ حسابات مزيفة تتظاهر بأنها لمواطنين إيرانيين عاديين، سعيا لجمع معلومات حساسة حول المنشآت العسكرية والأنشطة الحكومية، وفقا لوسائل إعلام إيرانية.
ويصف المسؤولون الإيرانيون أسلوبا منهجيا يقضي فيه العملاء الإسرائيليون شهورا، بل سنوات، في بناء شخصيات إلكترونية تبدو حقيقية، وتعمل من خلال مواقع ثقافية أو حياتية، قبل تفعيلها لأغراض استخباراتية.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أنه في حين تتعامل إسرائيل مع المتهمين بالتجسس وفق القانون وبمنتهى الشفافية، تتّجه إيران إلى الطريق الأسرع نحو الإعدام أو السجن الطويل بمجرد الاشتباه.