ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
خلال الهجوم الأخير على مواقع نووية في إيران، دمرت إسرائيل والولايات المتحدة موقعاً نووياً إيرانياً نما بعد انسحاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015، فيما يرجح خبراء أن التدمير سيكون عقبة رئيسة أمام تصنيع طهران للقنابل الذرية، حتى لو ظل مخزونها من وقود اليورانيوم سليماً.
ووفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن قصف ترامب لذلك الموقع، أجبره على تحييد التهديد الإيراني الذي صنعه بنفسه، بانسحابه عام 2018 من الاتفاق الذي أبرمته إدارة باراك أوباما مع طهران.
وحطّمت الهجمات الإسرائيلية والأمريكية التي استمرت 12 يوماً معدات في موقع بأصفهان كانت إيران تستعد لاستخدامها في تحويل غاز اليورانيوم المخصب إلى معدن كثيف، وتُعرف هذه العملية باسم "التعدين"، وهي من بين الخطوات الأخيرة في صنع النواة المتفجرة للقنبلة الذرية.
ويعقد بعض الخبراء النوويين بأن المعدات المدمرة ربما لم تكن لتوجد لولا انسحاب ترامب من الاتفاق النووي التقييدي في ولايته الأولى، معتبرين أن انتقاد الرئيس الأمريكي لاتفاق 2015 "كان يتجاهل تهديداً أكثر إلحاحاً".
وأشاروا إلى أن إيران لم تكثف العمل في أصفهان، إلا بعد إلغاء ترامب للاتفاق، وأنه الآن، عملياً، مُجبر على تحييد خطر من صنع يديه.
وقال روبرت أينهورن، المسؤول السابق في مجال الحد من الأسلحة والذي عمل في المفاوضات الأمريكية مع إيران خلال إدارة أوباما: "من غير المرجح أن نضطر اليوم إلى قصف منشآت إنتاج معدن اليورانيوم لو لم تنسحب إدارة ترامب الأولى من الاتفاق النووي مع إيران".
وأقر مايكل س. لوبيل، أستاذ الفيزياء في كلية مدينة نيويورك، والذي حصل على تصاريح فيدرالية أتاحت له الوصول إلى أسرار حكومية متعلقة بالأسلحة النووية، بأن "ترامب هو من خلق هذه الفوضى"، معتبراً أن الاتفاق النووي مع إيران كان ناجحاً، لقد مزقه، وأحدث فوضى، وهو الآن يقول: أنا المنقذ".
عند سؤالها عن الانتقادات، قالت متحدثة باسم البيت الأبيض إن ترامب "مُحقٌ في كل ما يتعلق بالصراع في إيران، بما في ذلك ازدراؤه لاتفاق 2015".
وقالت آنا كيلي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في بيان: "ما كان ينبغي للولايات المتحدة أن تُشارك في اتفاق أوباما الفظيع مع إيران".
وأضافت، في هجومها على المواقع النووية الإيرانية: "فعل الرئيس ترامب ما اكتفى الرؤساء السابقون بالحديث عنه. لقد تم القضاء على البرنامج النووي الإيراني، وتم التوصل إلى وقف إطلاق نار تاريخي، وأصبح العالم بأسره أكثر أمانا".
يدرس المحللون الآن عن كثب آثار الحملة الإسرائيلية والأمريكية، ويُضيف الكثيرون إلى تقييماتهم بعض المحاذير، نظراً لعقود من تخطيط إيران لصراع مفتوح، وإنشائها مواقع سرية بهدف تعزيز عملها النووي سراً. وتشير بعض الأدلة إلى أن إيران وضعت خططاً لإنشاء مواقع سرية مكررة قد تُستخدم كدعم احتياطي في حالات الطوارئ.
وقال رافي ميرون، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إن جزءاً من مبررات الحرب كان التقدم الذي أحرزته إيران في تحضير اليورانيوم لاستخدامه في الأسلحة. وأضاف أن المخططين الإسرائيليين رأوا أن التقدم في تلك القدرات يُقرّب طهران من الحصول على سلاح نووي في فترة زمنية قصيرة.
وقال: "لقد تقرر خوض الحرب لتغيير هذا الوضع جذرياً".
أشارت بعض التقييمات المبكرة للحرب إلى أن الضربات الإسرائيلية والأمريكية أعادت البرنامج النووي الإيراني بضعة أشهر فقط، ولكن على ما يبدو دون تحديد أي جزء من بنيته التحتية النووية يمكن إعادة بنائه بسرعة.