تساءلت صحيفة "المونيتور"، عمّا إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستغل دفعة حرب إيران للفوز بانتخابات جديدة.
وقالت الصحيفة، إن نتنياهو يتمتع بموقع جيد يسمح له باستغلال العملية العسكرية ضد إيران ودعم الولايات المتحدة لها لاستعادة أصوات العديد من الناخبين الإسرائيليين.
وبينّت أن جولات نتنياهو على المواقع المتضررة بالصواريخ الإيرانية، والتي حظيت بتغطية إعلامية واسعة، تُشير إلى أنه ينوي استغلال حرب إسرائيل على إيران في صناديق الاقتراع.
وأضافت أن نتنياهو، الذي بدا أن مسيرته السياسية في تراجع حاد بعد هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في الـ7 من شهر أكتوبر/تشرين الأول لعام 2023، يُصوّر نفسه منتصرًا على قوى الشر في أعقاب الحرب مع إيران.
وبعد أن تجنب نتنياهو الظهور العلني خلال مظاهرات عام 2023 احتجاجًا على محاولات حكومته إصلاح النظام القضائي والحرب، التي تلتها مع حماس، يحرص في الوقت الراهن على التواصل مع الناخبين.
ويقول العديد من الخبراء السياسيين، إن نتنياهو، الذي يعد بالفعل أطول رئيس وزراء خدمة في إسرائيل بعد نحو 17 عاما تراكميا في منصبه، قرر الترشح لولاية سابعة في الانتخابات المُقررة في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2026.
وتابعت الصحيفة أن استطلاعات الرأي، التي أجريت في أعقاب الحرب مع إيران تُشير إلى أن حزب "الليكود"، الذي يرأسه نتنياهو، أصبح مرة أخرى الحزب السياسي الأكثر شعبية في إسرائيل بعد انخفاضه في استطلاعات الرأي منذ هجوم حماس.
وبيّنت أن استطلاعات الرأي العام تُظهر أيضًا أنه لو أُجريت الانتخابات اليوم، فلن يحصل نتنياهو على أغلبية في الكنيست البالغة مقاعده 61 مقعدًا، كما أظهرت أن أحزاب المعارضة الرئيسية لن تحصل على الأغلبية أيضًا، ما لم تتحد مع الأحزاب العربية، التي تُعتبر غير مرغوب فيها لدى العديد من الناخبين الإسرائيليين.
وإذا لم يتمكن أيٌّ من الحزبين من تشكيل ائتلاف أغلبية، فسيبقى نتنياهو في السلطة، وإن كان رئيسًا للوزراء بالوكالة.
لفتت الصحيفة إلى أن تقديم موعد الانتخابات، كان يبدو مستبعدًا قبل شهر واحد فقط؛ فالكنيست حاليًّا في عطلته الصيفية، ما يمنح نتنياهو وقتًا لإعادة تنظيم صفوفه، وعندما يستأنف المجلس التشريعي جلساته، لن تتمكن المعارضة من الحصول على الأصوات الكافية لإزاحته.
ووفقًا للقناة 12، فإن نتنياهو حريص على تقديم موعد التصويت، لكنه لم يتخذ قرارًا بعد.
في حين تُدرك المعارضة أن الاعتماد على منشقين عن الائتلاف الحالي للانشقاق عن نتنياهو، وبالتالي التسبب في انتخابات مبكرة، هو خيار محفوف بالمخاطر؛ إذ إن الائتلاف المُكوّن من أحزاب دينية ويمينية متطرفة قويٌّ حاليًّا.
وذكرت الصحيفة أنه واقعيًّا لم يعد بإمكان معارضين، مثل وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان، تصوير نتنياهو كجبانٍ مُترددٍ منذ سنواتٍ في مواجهة البرنامج النووي الإيراني.
كما لم يعد بإمكانهم الادعاء، كما فعلوا في السنوات الأخيرة، وخاصةً في ظل إدارة بايدن، بأن نتنياهو يُقوّض أهمّ رصيدٍ استراتيجيٍّ لإسرائيل، ألا وهو تحالفها مع الولايات المتحدة.
واعتبرت الصحيفة أن تبادل التهاني بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ذهب إلى حدّ المطالبة بمنح نتنياهو عفوًا وإلغاء لائحة اتهامه بالفساد لعام 2019، لا يترك مجالًا لمثل هذه الانتقادات.