أكد تقرير لشبكة "إن بي سي نيوز" أن وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، "سيُجبر على الاستقالة من منصبه"، بعد الفوضى التي أحدثها في البنتاغون منذ تسلمه منصبه في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وعلى أبعد تقدير، ستكون استقالة هيغسيث بعد أسابيع، وبالتزامن مع صدور تقرير "سيغنال غيت"، والتي سرّب فيها عن طريق الخطأ خططاً عسكرية أمريكية في اليمن لصحفي.
ومما يعزّز مغادرة وزير الدفاع لمنصبه، ما ذكرته "إن بي سي نيوز" بأن هيغسيث يفكر في الترشح لمنصب حاكم ولاية تينيسي، التي يسكن فيها رغم أنه ينحدر من ولاية مينيسوتا.
وقال مصدر مقرّب من هيغسيث إنه يبحث بجدية متطلبات الأهلية للترشح لمنصب حاكم ولاية تينيسي، التي يهيمن عليها الحزب الجمهوري تقليدياً.
وسيواجه هيغسيث صعوبات، كونه عاش في تينيسي لمدة ثلاث سنوات فقط وليس السبع سنوات المطلوبة، ومن المرجح أن يواجه تحديات من الجمهوريين الآخرين.
وإذا انتهى الأمر بهيغسيث إلى الترشح لمنصب في ولاية تينيسي، حيث ستجرى انتخابات حاكم الولاية العام المقبل، فسيضطر إلى الاستقالة من الحكومة؛ لأن البنتاغون يمنع الموظفين المدنيين من الترشح لمناصب حكومية.
ترشح المذيع السابق لقناة "فوكس نيوز" لمقعد في مجلس الشيوخ بولاية مينيسوتا في عام 2012، لكنه انسحب بعد فشله في تأمين ترشيح الحزب الجمهوري.
وشعر هيغسيث بالحرج هذا العام عندما ظهر أنه سرّب عن غير قصد خططاً عسكرية أمريكية لضرب الحوثيين في اليمن إلى جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك"، عبر تطبيق الرسائل "سيغنال".
وتجري وزارة الدفاع حالياً مراجعة داخلية مستقلة للفضيحة، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن نتائجها خلال أسابيع.
وقال شون بارنيل، المتحدث الرئيسي باسم البنتاغون، في مذكرة إلى المفتش العام للوزارة، إن تقرير الوزارة كان "بشكل واضح حملة شعواء سياسية"، مضيفاً أن "هذه العملية برمتها هي خدعة، أجريت بسوء نية وبتحيز شديد".
وتوالت المصاعب على هيغسيث في الشهرين التاليين لفضيحة "سيغنال"، وكان آخرها رفض طلبه بشأن اختبار كشف الكذب والذي أمر بإخضاع مسؤولين له في محاولة لاستئصال المسربين.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن باتريك ويفر، مستشار هيغسيث، غضب من هذا الطلب واشتكى إلى كبار الشخصيات في إدارة دونالد ترامب.
ويقال إن البيت الأبيض طلب من وزير الدفاع وقف الاختبارات، عبر مكالمة هاتفية من شخص مقرب من الإدارة.
وكانت هذه هي المرة الثانية التي يتجاهل فيها ترامب قرار وزير دفاعه، بعد أن أوقف الرئيس أمر هيغسيث بوقف إرسال المساعدات العسكرية الحيوية إلى أوكرانيا، وهو القرار الذي ورد أن الوزير اتخذه دون إبلاغ البيت الأبيض.
قبل ذلك كانت شبكة "سي إن إن"، تكشف أن السبب وراء "الكارثة" هو أن هيغسيث، الذي لم يشغل منصباً حكومياً من قبل، ولم يكن لديه رئيس أركان أو مستشارون موثوق بهم حوله لتوجيهه في تنسيق القرارات السياسية الكبرى.
ويقال إنه يعتمد بشكل كبير على زوجته جينيفر لمساعدته في اتخاذ القرارات.
وتم طرد ثلاثة من كبار المساعدين في أبريل أثناء التحقيق في تسريب، وزعموا لاحقاً أنهم تعرضوا للتشهير من خلال "هجمات لا أساس لها" من قبل المسؤولين.
وبعد أيام، قال جون أوليوت، أحد المساعدين الصحفيين، إنه طُلب منه الاستقالة، ووصف الإدارة بأنها في حالة "انهيار كامل"، قائلاً إنه من الصعب أن نرى هيغسيث يظل في منصبه بعد فضائح متكررة.