logo
العالم

صدمة في كندا.. الجيش غير مستعد لخوض حرب حديثة

صدمة في كندا.. الجيش غير مستعد لخوض حرب حديثة
جنود كنديونالمصدر: منصة إكس
01 سبتمبر 2025، 7:36 م

تكشف القوات المسلحة الكندية عن تناقض صارخ، فبينما تُظهر مؤشرات إيجابية كزيادة التجنيد وتحسين الرواتب وتدفق التمويلات، يبقى الواقع مخيباً للآمال، فوفق تقرير لموقع "ناشيونال سكيورتي جورنال"، فإن الجيش غير مستعد لخوض حرب حديثة.

وتُظهر القوات المسلحة الكندية مؤشرات إيجابية هي الأفضل منذ عقود، مع ازدياد أعداد المجندين، وزيادة الرواتب التي تُحسّن الروح المعنوية، وتدفق تمويلات جديدة. ومع ذلك، يكشف النظر المتعمق عن قوة ضعيفة التجهيز، وغير مستعدة لخوض حرب حديثة.

أخبار ذات علاقة

غواصة KSS-III

أسرار صفقة القرن البحرية.. كيف تسعى كندا لتأمين سيادتها في المحيطات؟

 والجيش الكندي، رغم وجوده البارز في عمليات حلف الناتو، يعاني نقصًا حادًا في التجهيزات والجاهزية، مما يجعله غير قادر على خوض حرب حديثة أو تقديم مساهمة عسكرية مستدامة في قتال تحالفي عالي الكثافة، سواء في أوروبا أو القطب الشمالي.

ويُعد نشر حوالي 3000 جندي كندي في لاتفيا، ضمن مهمة الوجود المتقدم المعزز للناتو، أكبر انتشار خارجي لكندا منذ أفغانستان، ورغم أن هذا الوجود يعزز الردع السياسي ضد روسيا، خاصة بعد غزوها أوكرانيا، فإن هذه القوات صغيرة ومجهزة بشكل محدود، مع دبابات ومدفعية وأنظمة دفاع جوي قصيرة المدى. 

كما أن تصميم هذه المجموعة القتالية كـ"فخ" لإبطاء هجوم محتمل، وليس كلواء قتالي مستدام، يعكس هشاشة مساهمتها العسكرية مقارنة بالقيمة السياسية، في حين تفتقر القوات أيضاً إلى القدرة على الصمود طويلاً دون تعزيزات، مما يجعلها بعيدة عن معايير المساهمات الكندية السابقة في أفغانستان أو ألمانيا خلال الحرب الباردة.

أفغانستان وألمانيا.. دروس من التاريخ

أثبتت كندا، تاريخياً، قدرتها على تقديم مساهمات قتالية فعّالة، ففي أفغانستان، نشرت حوالي 3000 جندي في قندهار، تحملوا عبئًا قتاليًا كبيرًا، مع خسائر تجاوزت 150 قتيلًا، مما يعكس جدية دورهم. 

وخلال الحرب الباردة، حافظت أوتاوا على 10,000 جندي في ألمانيا الغربية، مزودين بدبابات وطائرات، كجزء لا يتجزأ من ردع الناتو. هذه السوابق تُظهر أن كندا قادرة على تحقيق معيار تقديم مساهمة مستدامة في قوات التحالف، لكن الوضع الحالي لا يرقى إلى هذا المستوى.

تحدي القطب الشمالي: دفاع رمزي

في القطب الشمالي، تتفاقم التحديات مع تغير المناخ الذي فتح ممرات بحرية وموارد متنازع عليها. روسيا ردت بتحديث قواعدها ونشر أصول متقدمة، بينما تزعم الصين أنها "دولة قريبة من القطب".

 وتعتمد كندا على حراس القطب الشمالي (رينجرز) المجهزين تجهيزاً خفيفاً، وسفن دوريات هاري دي وولف غير المصممة للحرب، بينما البنية التحتية الشمالية، مثل مهابط الطائرات والموانئ، نادرة وقديمة، ومنشأة نانيسيفيك البحرية محدودة الاستخدام. 

أخبار ذات علاقة

مناورات عسكرية بين أستراليا وكندا والفلبين

مناورات "سكاربورو".. ثلاثي أستراليا وكندا والفلبين يتّحد في وجه الصين

 وحتى الآن تبدو الفجوة بين الطموح والواقع كبيرة، مما يجعل الدفاع الكندي في القطب رمزياً ومعتمداً على الدعم الأمريكي.

نقص الجاهزية والتجهيزات

كما تكشف إحصاءات الجاهزية عن واقع قاتم، ففي يونيو/ حزيران الماضي أقر رئيس الوزراء مارك كارني بأن أقل من نصف المركبات صالحة للعمل، وغواصة واحدة فقط من أصل أربع صالحة للإبحار، إضافة إلى أن برامج التسليح تعاني التأخير، فالدفعة الأولى من مقاتلات F-35 (16 طائرة) قيد الشراء، لكن مصير الـ72 المتبقية غامض. 

أما طائرات P-8A Poseidon لن تكتمل قبل 2026، والطائرات المسيرة MQ-9B SkyGuardian متوقعة في 2028. إضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي وغواصات جديدة لا تزال قيد الدراسة. ورغم تحسن التجنيد، يبقى نقص الأفراد والاحتفاظ بهم تحدياً.

أخبار ذات علاقة

علما الصين وكندا

"لعبة خطرة".. الصين تسعى لـ"سرقة" كندا من أمريكا

 وفي سياق التحالفات، تظل المساهمات الكندية رمزية أكثر منها جوهرية، ففي لاتفيا، تقدم كندا ضمانات سياسية، لكنها ليست قوة قتالية مستدامة، أما في القطب الشمالي، فتعتمد على الدعم الأمريكي، حتى في شمال المحيط الهادئ، سيكون دورها داعماً وليس رئيساً، وهذا يتناقض مع دورها التاريخي في أفغانستان وألمانيا، حيث كانت مساهماتها حاسمة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC