الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن
شهد بحر الصين الجنوبي توترًا متجددًا بعدما أجرت أستراليا وكندا والفلبين مناورات عسكرية مشتركة شرق جزر سكاربورو، أحد أكثر النقاط الاستراتيجية سخونة في المنطقة.
ركزت التدريبات، التي اختُتمت في 27 أغسطس/آب 2025 بمشاركة ثلاث سفن حربية وطائرات مقاتلة، على مواجهة التهديدات الجوية، وجاءت كرسالة واضحة ضد ما تصفه مانيلا وحلفاؤها بـ"السياسات العدوانية" لبكين.
تقع جزر سكاربورو، وهي شعاب مرجانية غير مأهولة غنية بمصايد الأسماك شمال غربي الفلبين، على طريق بحري تمر عبره تجارة تُقدَّر بتريليونات الدولارات.
وبالرغم من صغرها، تُطالب بها الصين والفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان، ما جعلها محور نزاعات متكررة.
وتفرض بكين وجودًا بحريًّا مكثفًا عبر سفنها الحربية وخفر السواحل والميليشيات البحرية، في تحدٍّ مباشر للسيادة الفلبينية.
انطلقت التدريبات من مقاطعة غرب الفلبين بمشاركة المدمرة الأسترالية HMAS Brisbane، والفرقاطة الكندية HMCS Ville de Québec، والفرقاطة الفلبينية BRP José Rizal.
وشملت تدريبات على الدفاع الجوي باستخدام طائرات مقاتلة ومروحيات قتالية لتأمين الغطاء الجوي.
وأكد الجيش الفلبيني أن هذه الخطوة تعكس التزام مانيلا بتعزيز التعاون الدفاعي مع حلفائها لمواجهة "التحديات الأمنية المتزايدة".
وتصاعدت التوترات مطلع أغسطس عندما اصطدمت سفينة تابعة للبحرية الصينية بخفر السواحل الصيني أثناء محاولة منع سفينة فلبينية من دخول المياه المتنازع عليها.
أبرز الحادث، الذي أسفر عن أضرار جسيمة ومعلومات عن ضحايا لم تكشف تفاصيلهم بكين، هشاشة إدارة العمليات البحرية الصينية وخطورة الاحتكاكات المتزايدة.
ودفعت البحرية الأمريكية بعد أيام من الحادث، بمدمرة صواريخ موجهة وسفينة قتال ساحلية إلى المنطقة ضمن عمليات "حرية الملاحة"، في تحدٍّ مباشر للمطالب الصينية.
وتعكس هذه الخطوة، رغم تفادي الاحتكاك العسكري، إصرار واشنطن على إبقاء المواجهة الاستراتيجية مفتوحة مع بكين في هذا الممر البحري الحيوي.
تمثل الفلبين، الحليف التقليدي لواشنطن والمرتبطة معها بمعاهدة دفاع مشترك، خط مواجهة مباشر مع الصين.
وتأتي شراكتها البحرية مع أستراليا وكندا كجزء من رد إقليمي أوسع هدفه ردع التحركات الأحادية لبكين ودعم مبادئ القانون الدولي في الملاحة البحرية.
وتُظهر مناورات سكاربورو أن التوترات في بحر الصين الجنوبي تتجاوز مجرد نزاع حدودي، لتتحول إلى اختبار لموازين القوى الدولية.
ففي مقابل عسكرة بكين للجزر والمياه المتنازع عليها، تكثف الدول الحليفة تعاونها العملياتي لحماية حرية الملاحة وضمان الاستقرار في واحد من أكثر الممرات البحرية أهمية وحساسية في العالم.