logo
العالم

أسرار صفقة القرن البحرية.. كيف تسعى كندا لتأمين سيادتها في المحيطات؟

أسرار صفقة القرن البحرية.. كيف تسعى كندا لتأمين سيادتها في المحيطات؟
غواصة KSS-IIIالمصدر: رويترز
28 أغسطس 2025، 4:16 م

أعلنت كندا عن خطوة محورية في مساعيها لإعادة بناء أسطولها من الغواصات المتقادمة، عبر اختيارها شركتين عالميتين رائدتين: "تيسنكروب مارين سيستمز الألمانية (TkMS)"، و"هانوا أوشن" الكورية الجنوبية. 

وجاء الإعلان على لسان رئيس الوزراء مارك كارني في 26 أغسطس/آب من برلين، ضمن مشروع غواصات الدوريات الكندية (CPSP)، البالغة قيمته مليارات الدولارات، والهادف إلى استبدال غواصات فئة فيكتوريا القديمة بما يصل إلى 12 غواصة ديزل–كهربائية قادرة على العمل تحت الجليد.

يُنظر إلى المشروع على أنه حجر زاوية في استراتيجية الدفاع الكندية "شمالنا، قوي وحر"، التي تركز على حماية السيادة في القطب الشمالي مع تزايد انكشافه بفعل التغير المناخي، بحسب صحيفة "يوراسيان تايمز".

أخبار ذات علاقة

علما الصين وكندا

"لعبة خطرة".. الصين تسعى لـ"سرقة" كندا من أمريكا

صُممت الغواصات الجديدة للعمل لفترات طويلة تحت طبقات الجليد الصعبة، وكذلك عبر السواحل الكندية على المحيطين الأطلسي والهادئ، ما يمنح البحرية الكندية قدرات أكبر في المراقبة والردع والاشتباك إذا اقتضت الحاجة.

التقنية الألمانية في مواجهة السرعة الكورية

اختيار TkMS وHanwha جاء بعد تقييم خمسة عروض منافسة، بينها غواصات من شركات أوروبية مثل ساب ونافانتيا ونافال جروب.

الغواصة الألمانية 212CD: مزودة بدفع بخلايا الوقود، ونظام إطلاق عمودي، وهيكل خفي غير مغناطيسي أثبت فعاليته في عمليات الناتو؛ كما تعهدت الشركة بشراكة صناعية مع كندا تشمل نقل التكنولوجيا والتصنيع المحلي.

بينما الغواصة الكورية KSS-III: تزن 3700 طن، بقدرات تخفٍّ عالية، وزمن غطس يصل إلى ثلاثة أسابيع؛ وتعرض "هانوا" جدول تسليم أسرع، يشمل أربع غواصات بحلول 2035، وإنجاز الأسطول الكامل بحلول 2043.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني

بعد "خطاب القوة".. كندا تتبنى إستراتيجية "اليد الممدودة" مع ترامب

شملت زيارة "كارني" إلى برلين تفقد منشآت بناء الغواصات في مدينة كيل، في إشارة إلى جدية الخيار الألماني، لكنه يعتزم أيضًا زيارة كوريا الجنوبية لتقييم عرض هانوا بشكل مباشر. المستشار الألماني فريدريش ميرتس شدد على أهمية التوافق التشغيلي مع معايير الناتو، وهو عامل قد يرجّح الكفة لصالح برلين.

البعد الجيوسياسي والاقتصادي

تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد القطب الشمالي سباقًا جيوسياسيًّا متسارعًا بين القوى الكبرى، ما يجعل تعزيز قدرات الردع البحري الكندي ضرورة استراتيجية.

 كما يتوقع أن ينعكس المشروع اقتصاديًّا عبر توفير وظائف عالية الأجر داخل كندا، مع احتمالية توطين التصنيع والصيانة بما يعزز قاعدة الصناعات الدفاعية الوطنية.

لا يقتصر مشروع غواصات الدوريات الكندية على مجرد استبدال أسطول قديم، بل يمثل مناورة استراتيجية طويلة المدى لإثبات السيادة في القطب الشمالي وتعزيز مكانة كندا بين القوى البحرية المتحالفة.

وبينما تتنافس الخبرة الألمانية المجرّبة مع الابتكار الكوري السريع، يبقى القرار النهائي مرهونًا بمزيج من الاعتبارات التشغيلية، والعوائد الاقتصادية، والضرورات الجيوسياسية التي سترسم ملامح القدرات الدفاعية الكندية لعقود مقبلة.

أخبار ذات علاقة

مجسم لدونالد ترامب مع عبارة رسوم جمركية وعلم كندا

"أوه كندا".. ترامب يعلق على عزم أوتاوا الاعتراف بدولة فلسطين

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC