حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل

logo
العالم

"السيناريو الليبي مستبعد".. هل تنزلق إيران إلى صدام عسكري مع أمريكا؟

"السيناريو الليبي مستبعد".. هل تنزلق إيران إلى صدام عسكري مع أمريكا؟
صورة تعبيرية للقوات الأمريكية في مواجهة القوات الإيرانيةالمصدر: متداولة
07 أبريل 2025، 4:16 م

تبذل الجهود من أجل دفع إيران والولايات المتحدة لبدء مفاوضات نووية جديدة بينهما لتفادي الصدام العسكري بين البلدين، مع تصاعد مستوى التوتر في الأيام الأخيرة، وسط تباين المواقف حول شكل وطبيعة هذه المفاوضات.

فمن جهة، يصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن تكون المفاوضات مباشرة وسريعة، بينما يستمر في التهديد باستخدام القوة.

ومؤخرًا، تجاهل ترامب الرد الإيراني على رسالته، مشددًا على أن الإيرانيين يريدون التفاوض المباشر.

في المقابل، تصر إيران على أن المفاوضات غير المباشرة هي السبيل الأفضل، مشددة على ضرورة اتباع الحلول الدبلوماسية.

ويوم أمس الأحد، رد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على تصريحات السيناتور الأمريكي توم كوتون، التي تفيد بأن ترامب يفضل أن يكون الاتفاق مع إيران مشابهًا للاتفاق الذي أبرمته واشنطن مع ليبيا في العام 2003.

 وقال عراقجي: "متى رأوا هذا؟ في أحلامهم!" في إشارة إلى رفض إيران لأي اتفاق من هذا النوع.

وأضاف أن مثل هذا التصريح لا يمت للواقع بصلة، مؤكدًا أن إيران لن تقبل بأي اتفاق يلحق الضرر بسيادتها أو مصالحها الوطنية.

أخبار ذات علاقة

جانب من مفاوضات إيرانية حول البرنامج النووي

إيران: عُمان ستلعب دورا مهما في إحياء المفاوضات النووية

 المفاوضات هي الطريق الأنسب

وبهذا الصدد، قال الخبير في الشؤون الدولية، حسن محمد لو، إن أفضل خيار هو بدء المفاوضات في سلطنة عمان، حتى وإن كانت غير مباشرة في البداية، لدفع خطر احتمال الصدام العسكري بين طهران وواشنطن.

وأضاف محمد لو، لـ"إرم نيوز"، أن هذا الخطر مستبعد في ظل الجهود الدبلوماسية الخفية التي تقوم بها بعض الدول في المنطقة.

وأوضح أنه يمكن اعتبار موقف إيران عقلانيًّا في ظل الظروف الحالية، مؤكدًا أن الخطوة التالية يجب أن تتمثل بالتفاوض المباشر في حال تقدم المحادثات غير المباشرة.

وأشار إلى أن هناك جماعات متطرفة في كلا البلدين تعارض أي نوع من الاتفاقات؛ ما يزيد صعوبة تحقيق تقدم بهذا الملف.

مطالب غير منطقية

وبحسب محمد لو، فإن مطالب ترامب في المفاوضات مع إيران قد تكون غير واقعية، مثل الدعوة إلى إلغاء ولاية الفقيه، أو تفكيك المنشآت النووية الإيرانية بشكل كامل، معتبرًا أن هذه المطالب مبالغ فيها وأعلى من المعقول؛ ما يعكس جانبًا من الدعاية السياسية التي ترى في الاتفاق النووي تهديدًا لمصالحها.

وأكد أن هذه المطالب يجب ألا تعيق طريق المفاوضات، بل يجب أن تسهم في تحقيق تقدم دبلوماسي يؤدي إلى إبرام اتفاق نووي.

ليبيا ليست نموذجًا

وفيما يتعلق بتصريحات السيناتور كوتون، التي ذكر فيها أن نموذج ليبيا في العام 2003 قد يكون قابلًا للتطبيق على إيران، نفى الخبير محمد لو هذا التصور.

وقال: "إيران ليست ليبيا أو العراق.. لدينا قدرات عسكرية وجيوسياسية خاصة تجعل أي حرب في المنطقة تشكل تهديدًا، ليس فقط للمنطقة، بل للعالم بأسره".

وبين أن الغرب وإيران لا يرغبان في تصعيد الصراع، وأن السيناريو الليبي لا يمكن أن يكون نموذجًا يُحتذى به في الحالة الإيرانية.

السيناريو العسكري بعيد الاحتمال

وأشار الخبير محمد لو إلى أن احتمال اندلاع نزاع عسكري بين إيران وأمريكا محدود للغاية، موضحًا أن هذا الاحتمال لا يمكن حدوثه إلا إذا فشل الطرفان في إبداء المرونة في مفاوضاتهما.

وتابع: "يبدو أن الطريق نحو التفاوض بين إيران والولايات المتحدة مليء بالتحديات، ولكن في ظل التعقيدات الحالية، يظل التفاوض غير المباشر هو الخيار الأكثر منطقية لبدء حوار جاد بهدف التوصل إلى اتفاق ينهي التوترات القائمة".

وفي 2003، توصلت ليبيا تحت قيادة الرئيس الراحل معمر القذافي إلى اتفاق مع الولايات المتحدة يقضي بتخلي ليبيا عن أسلحتها النووية، تم بموجبه تدمير 800 طن من الأسلحة الكيميائية الليبية، وتعهدت ليبيا بالإفصاح عن جميع صواريخها البالستية وأسلحتها البيولوجية، كما سمحت لخبراء من بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا بزيارة مواقع سرية ومصانع عسكرية ليبية.

وفي المقابل، وعدت الولايات المتحدة برفع العقوبات عن ليبيا، كما أدى هذا الاتفاق إلى تطبيع العلاقات بين ليبيا والغرب، وبالأخص الولايات المتحدة.

الصدام أفضل من سيناريو ليبيا

ومن جانبه، يرى الخبير في الشؤون العسكرية والأستاذ بجامعة قم بوسط إيران، سيد مهدي نوراني موسوي، أن "إزالة الأسلحة الليبية كانت تمهيدًا لسقوط القذافي في نهاية المطاف، وتحويل البلاد إلى دولة مدمرة، حيث لم ترفع الولايات المتحدة أبدًا العقوبات الأحادية الجانب على ليبيا، رغم تنفيذ القذافي لجميع مطالبها".

وقال موسوي، لـ"إرم نيوز"، إن "تجربة ليبيا وما حدث لهذا البلد بعد التفاوض مع الغرب والولايات المتحدة تعتبر درسًا مهمًّا للدول الأخرى، مفاده عدم الثقة بالغرب، وخاصة الولايات المتحدة".

واعتبر أن "الحرب والصدام مع الولايات المتحدة أفضل من القبول باتفاق يشبه ما توصلت إليه واشنطن مع ليبيا، والذي تضمن تدمير جميع المنشآت النووية، وفي النهاية فرض السيطرة الأمريكية وتدمير الدولة".

وأكد موسوي أن تجربة ليبيا المؤلمة، وما تعرضت له بعد التفاوض والتوافق مع الغرب، خاصة مع الولايات المتحدة، تعتبر بمثابة تحذير جاد للدول الأخرى.

وأشار إلى أن سياسة الضغط والتهديد تعتبر أداة تستخدمها القوى الكبرى لتحقيق أهدافها، لكن استمرار هذا النهج دون النظر إلى تعقيدات الثقافات والسياسات الداخلية للدول يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية.

وأوضح أن تجربة إيران مع سياسة "الضغط الأقصى" من قبل الولايات المتحدة تعد مثالًا واضحًا على فشل هذا النموذج في تحقيق تغيير جوهري.

وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان صرح في وقت سابق أن الولايات المتحدة تهدد من جهة، وتطالب بالتفاوض من جهة أخرى، مشيرًا إلى أنه إذا كانت واشنطن ترغب في التفاوض، فما الحاجة إلى التهديدات؟

وأضاف بزشكيان أن أي محادثات أو مفاوضات يجب أن تتم في إطار من الاحترام المتبادل ودون ضغوط أو تهديدات.

سياسة التهديد الأمريكية

بدوره، قال عضو البرلمان الإيراني السابق، محمد عابدي، إن الواقع في واشنطن هو أنه لا يوجد أي مجال حقيقي للتفاوض مع إيران.

وأكد أن سياسة ترامب تجاه إيران تتسم بالتهديد والضغط أكثر منها بالدبلوماسية، لافتًا إلى توقيع ترامب لمرسوم في فبراير/شباط الماضي يقضي بأن تتخذ إيران إجراءات محددة دون أن يكون هناك تعليق للعقوبات.

وأضاف عابدي، لـ"إرم نيوز"، أنه "على مدار العقدين الماضيين، ظاهريًّا ادعى الأمريكيون أنهم يتبعون نهجًا تفاوضيًّا مع إيران، لكنهم في الواقع كانوا يهدفون إلى تدمير جميع حقوق إيران النووية".

وفي السنوات الأخيرة، أصبح الهدف الأمريكي هو القضاء على القدرات الدفاعية والردعية لإيران وإزالتها من المعادلات الإقليمية، وفق تعبيره.

وتابع: "وفي الأسابيع الأخيرة، زعم ترامب أنه يرغب في التفاوض مع إيران، لكن هدفه من ذلك هو تبرير الضغط الأقصى وفرض مزيد من العقوبات على الاقتصاد الإيراني".

وحول إمكانية الصدام بين إيران وأمريكا في المستقبل، استبعد عابدي هذا الأمر في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة والعالم برمته.

وأوضح أن "ترامب مشغول بحربه التجارية مع العالم عبر فرض الرسوم الجمركية، كما أنه يبذل جهودًا لوقف الحرب في أوكرانيا، ولديه اهتمام بالجانب الاقتصادي والتجاري ومنهمك في الوضع الداخلي الأمريكي، وقد لاحظنا في الأيام الماضية خروج مظاهرات مناهضة لسياساته".

أخبار ذات علاقة

علي لاريجاني وعلي خامنئي

"اندفاعات متهورة".. لاريجاني يهاجم "المتحمسين" لإجراء مفاوضات نووية

 إيران لن تقبل التفاوض تحت التهديد

من جانبه، أكد محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، أن إيران لم تقبل قط التفاوض تحت التهديد، وأن إيران لم تستسلم لأي نوع من أنواع الضغط.

وأوضح واعظي، في حديث لوسائل إعلام محلية اليوم الاثنين، أن إيران ردت دائمًا بشكل إيجابي على المفاوضات في إطار الاحترام المتبادل، وأن الموقف المتساوي هو أساس الحوار.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC